تشير نتائج المنتخب الأول في هذه الفترة إلى تراجع مخيف للكرة السعودية ربما يحتاج إلى وقت وطويل حتى تعود إلى سابق عهدها ووزنها في الكرة الاسيوية، والسبب يعود من وجهة نظري إلى الاحتراف الذي طبقناه بالمقلوب، طبقناه بدون أرضية وبدون ثقافة حتى وصلنا إلى ماوصلنا إليه الان لاعبين بدون طموح بدون انضباط فاللاعب هدفه لا يتعدى العقد الأول مع ناديه، وجل لاعبينا لا يفكر الا فيه الكسب السريع، وهي المعضلة التي هوت بالكرة السعودية في الحضيض. الاحتراف هو نقل اللاعب من فئة الهاوي إلى لاعب صاحب صنعة يعمل بجد وينظر إلى المستقبل وينضبط في عمله، والتفوق في الرياضة يعتمد على ثلاث أسس هي المهارة والتكوين الجسماني والانضباط، فالمهارة بدون انضباط يتوقف صاحبها عند حد معين، وسيقود التكوين الجسماني مع المهارة صاحبه إلى مسافة ابعد في الرياضية غير ان الانضباط مع المهارة والتكوين الجسماني سيصل بالرياضي إلى أعلى المستويات، وهذا ماتعاني منه رياضتنا في جميع الألعاب وخصوصاً كرة القدم التي يفترض أن يكون الانضباط فيها في أعلى درجاته بحكم ان جميع لاعبي فرق دوري "زين" محترفين، والانضباط هو أحد أهم ركائز الاحتراف. طبقنا الاحتراف بشكل سريع بدون مقدمات بدون تهيئة وهانحن نجني ثماره ترجع مخيف، وكان من الأجدى أن نطبقه على مراحل الأولى والأهم هي تشجيع اللاعب السعودي على الاحتراف الخارجي حتى يتعود على الانضباط والعمل الجاد فالفرق الخارجية لن ترحمه وستقيمه بكل شفافية ومن هنا سينقل اللاعب السعودي هذه التجربة إلى ملاعبنا وينشر ثقافة الاحتراف والانضباط بين اللاعبين الشبان. المرحلة الثانية هي إنشاء الأكاديميات الكروية التي تأخرنا كثيراً في إنشائها وهي الحل الناجع لمعضلة الكرة السعودية فيجب دعمها والتشجيع على نشرها في جميع مناطق المملكة فهى ستؤسس مفهوم الاحتراف لدى اللاعب السعودي منذ الصغر. ومع هذه المراحل كان يجب إطلاق بطولات البراعم والفئات السنية تحت سن عشر سنوات و12 سنة و14 سنة بشكل رسمي حتى يطبق اللاعب ماتعلمه في الأكاديمات الرياضية المتخصصة. الكرة السعودية تعاني ولن يعيدها للواجهة آسيويا ولا حتى عربياً إلا العمل الجبار المؤسس وفق أسس علمية فالدول بجوارنا تتقدم كروياً بفضل احتراف لاعبيها ونحن نتراجع بفضل نظامنا الاحترافي الإجباري الذي فرض على الأندية إحتراف لاعبين لا يعرفون من نظامه إلا مقدم العقد والراتب الشهري، ومن الدول التي تقدمت بفضل احتراف لاعبيها الخارجي عمان والاردن والبحرين فهي تمشي في الطريق الصحيح وتؤسس لثقافة الاحتراف في ملاعبها. خلاصة القول وتأكيد على كلامي كم لاعبا سعوديا كان مطمعا للأندية الآسيوية؟! وإجابة هذا التساؤل تشخص واقع كرتنا المرير الذي وصلنا إليه بنظام مقلوب للأسف الشديد.