من نعم الله عز وجل على هذه البلاد أن جعلها مهبط الوحي وأرض الرسالات ومنبع الخير في الأوطان ومن نعم الله عليها ان شرفها بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن فكانت بحق بلد الإيمان ووطن الإسلام فمن بقاعها الطاهرة ارتفع صوت الحق وفي أرضها انتصر فهنيئاً لتلك الأرض بأرضها ولذلك الشعب بترابها. لقد تميزت هذه البلاد عن غيرها من بلدان العالم بمميزات عدة جعلتها تتفوق عليها في جميع الأحوال والظروف؛ فالمملكة العربية السعودية لم تكن يوماً من الأيام بلداً مستعمراً ولا بلداً عدوانياً يحب الشر ويشجع على الخراب بل لقد كان بلداً يحب الخير والسلام وينشر العدل والأمان في كافة أرجائه وفي جميع البلدان. ولذلك فهو بلد يعيش على ترابه شعب يختلف عن سائر الشعوب. إن ذكرى اليوم الوطني لهذه البلاد ذكريات جميلة في قلوب الجميع؛ فهي تجسد لنا ملحمة رسمها موحد هذه الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله الذي خاض الحروب وأعد الخطط وجهز الجيوش فكان له صولات وجولات في أنحاء الجزيرة حتى استطاع توحيد أرجائها وتحقق له النصر بإذن الله. ان هذا التوحيد جعل من هذه البلاد قلباً واحداً يسوده الحب والتآلف. أصبح لهذه البلاد كيان عظيم ومركز مهم في أوساط دول العالم فبعد هذا التوحيد بدأت العلاقات والروابط بين المملكة وبين الدول الأخرى الشقيقة منها والصديقة العربية منها والأجنبية وتمكن موحد هذه الديار وفارس هذه الجزيرة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ان يبني جسور هذه العلاقات ويقوي حبل المودة والمحبة ويزرع بذرة الخير والمصالح المشتركة بين المملكة وبين تلك الدول. من ذلك الوقت وحتى وقتنا الحاضر في عهد حبيب الشعب (أبي متعب) أطال الله في عمره ونحمد الله عز وجل ان هذه الروابط وتلك الصلات لم تزل بخير حتى هذا الوقت ولم يعترها أي خصام وأي خلاف. ولقد سار على هذا النهج وهذا الطريق أبناؤه بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد يرحمهم الله جميعاً فاكملوا المسيرة وشددوا البناء حتى لقد أصبحنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله وأطال الله في عمره ننعم بكثير من الخير والأمن والأمان بتوفيق من الله جلت قدرته ثم بفضل حكومتنا الرشيدة وسياستها الحكيمة.