دعت فرنسا امس الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى "الانتقال من الكلام إلى الأفعال" ونقل السلطة بعد أن كان أعرب عن استعداده لتنفيذ المبادرة الخليجية لحلّ الأزمة في اليمن. وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً قالت فيه "من الأفضل أن ينتقل صالح أخيراً من الأقوال إلى الأفعال والقيام بهذا الإنتقال (للسلطة) من دون تأخير لمصلحة الشعب اليمني". وجددت باريس حثها السلطات اليمنية على ضمان حماية المتظاهرين والتزام ضبط النفس واحترام وقف إطلاق النار. الى ذلك اعلنت المعارضة اليمنية رفضها خطاب الرئيس علي عبدالله صالح الذي أكد فيه استعداده لنقل السلطة، في حين تظاهر عشرات الآلاف ضده امس في صنعاء. وقد أعلن صالح الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ أشهر في بلاده، الاحد انه مستعد لعملية انتقالية تنفيذا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي، ولكن عبر إجراء انتخابات. وقال محمد قحطان المتحدث باسم اللقاء المشترك لوكالة فرانس برس "بالنسبة لنا، الثورة ماضية في طريقها ولم يعد هناك مجال لأي حل سياسي في ضوء موقف الرئيس". واضاف ان "صالح اظهر في خطابه تمسكه الشديد بالسلطة ورفضه نقلهاالى نائبه" عبد ربه منصور هادي. واضاف: "لقد تحدث عن انتخابات مبكرة فيما تتحدث المبادرة الخليجية عن نقل السلطة الى نائبه. انه يرفض المبادرة في الواقع ويعلن قبوله لها إرضاء لقادة الخليج". من جهته، قال وليد العماري احد قادة "شباب الثورة" الذين ينظمون حركة الاحتجاجات الشعبية "لن نقبل خطاب الرئيس والشباب لن يتراجعوا الا بتحقيق الاهداف التي يطالبون بها". وقال مراسل فرانس برس ان تظاهرتين منفصلتين سارتا في شوارع صنعاء امس واحدة للنساء والاخرى للرجال اطلقت خلالهما هتافات تندد بصالح وتصفه ب"الجزار". وسارت التظاهرات بدون اي مشاكل لان المشاركين لم يغادروا المنطقة الخاضعة لسيطرة الوحدات العسكرية المؤيدة للاحتجاجات. وكانت قوات الجيش الموالية للرئيس اطلقت النار الاحد على متظاهرين ما ادى الى اصابة 18 شخصا بجروح احدهم في حال موت سريري. وادت المعارك بين الوحدات العسكرية الموالية والمعارضة وكذلك بين القبائل المؤيدة والمناهضة للرئيس الى ما لا يقل عن 175 قتيلا منذ اندلاع الاشتباكات الاحد الماضي. وبينما كانت المعارضة تتظاهر، اقامت القوات الموالية للرئيس عرضا عسكريا في احدى ثكنات صنعاء بمناسبة الذكرى التاسعة والاربعين لانقلاب 26 سبتمبر الذي اطاح بحكم الائمة واعلن قيام الجمهورية. ومع بقاء الاوضاع هادئة في العاصمة، هاجم مسلحون تابعون للقبائل احدى قواعد الحرس الجمهوري شمال صنعاء ما اسفر عن مقتل ضابط برتبة عميد واحتجاز حوالى 30 عسكريا رهائن، وفقا لمصادر رسمية وقبلية. واوضحت وزارة الدفاع في بيان مقتضب ان العميد عبد الله الكليبي قائد اللواء 63 في الحرس الجمهوري "قتل بهجوم شنته قبائل" المنطقة على القاعدة في نهم (60 كلم شمال صنعاء). من جهتها، قالت مصادر قبلية ان اربعة من مسلحي القبائل قتلوا واصيب حوالى عشرين اخرين في الهجوم الذي وقع فجر. وتابعت المصادر لفرانس برس ان مسلحي القبائل المناهضة للرئيس اخذوا معهم ثلاثين عسكريا رهينة لدى انسحابهم من القاعدة. وتشكل نهم جزءا من بلدات تتحكم في المدخل الشمالي للعاصمة وتضم خمس قواعد تابعة للحرس الجمهوري بقيادة احمد النجل، الاكبر للرئيس اليمني. ويشكل انتشار وحدات الحرس الجمهوري في مناطق شمال صنعاء مانعا امام اتصال قوات اللواء المنشق علي محسن الاحمر بتلك المتمركزة في شمال اليمن.