في هذه الأيام تحديدا تعيش الشعوب العربية بجملتها مفهوماً آخر للوطنية تتحاور فيه مع الوطن، قد تتشابه الحالات لكن الشعور مع ذلك مختلف. فهناك من يرى في الوطن الأمل وهناك من يرى فيه الخيبة ، وكثيرون يعتبون عليه لأنه على الأقل من وجهة نظرهم وبالرغم من اتساعه قد ضاق باحتياجاتهم وأغفل أحلامهم وسبب لهم الألم. فهل يمكن أن نستغني عن الوطن؟ هذا السؤال قد تتردد الألسن الفصيحة في الإجابة عليه ،وقد تبح الحناجر وهي تنفيه أو ترد بالإيجاب عليه، لكن عندما يجد الجد قد تتوحد الإجابة بأنه لا غنى عن الوطن. وعندما تحتفل الشعوب بيومها الوطني ، يفرح الصغار ،وعلى أهازيجه يرقصون ويتناجى الشباب وهم عن أحواله يتساءلون، وأما الباقون فقد يكونون عنه غافلين! هل هي غريزة في الشعوب أم أنها عادة مكتسبة لكنها في المجمل تعيش نفس الحالة مهما ارتقت أو تدنت في سلم العالم المتحضر، فما هو حب الوطن ؟ وهل يختلف حب المواطن الممتن عن حب العاتب أو الساخط للوطن ؟ من الصعب تحديد ذلك لأن الناس تتفاوت في مطالبها وفيما تنتظره من الوطن قد تقنع بالقليل وقد لا يغنيها الكثير لأنها في كثير من الأحيان تحب نفسها أكثر من حبها للوطن وقد يوجد العكس لكن يظل حب الوطن حباً متعدد الأوصاف لكثرة الاختلاف عليه. فهل يخطىء من يتوقع العطاء من الوطن ليحبه؟ أم هو محق من يحب الوطن لأنه عاش فيه وفيه من يحب سواء طاله الكثير من خيره أو شح عليه؟ لكل فئة فلسفتها لكن الوطن بكل تأكيد مهما بخل أو اتهم بذلك أو تكالبت عليه وعلى من فيه الظروف سيظل هو الحمى لكرامة الإنسان وقيمته حتى لو سعى الإنسان لوطن آخر فإن الوطن الأم سيظل ساكناً فيه لا يموت إلا بموته. لكن حبه لوطنه الأم واعتزازه به مهما حاول أن ينساه لا يمكن أن يموت إلا بموته. وكل عام وأنت ومليكي وشعبي بخير... ياوطني