أعتقد أن مشروع الضبط الآلي للمخالفات المرورية «ساهر» يعتبر من أبرز الانجازات التي بانت نتائجها وايجابياتها بشكل واضح لكل مرتادي الطرق داخل المدن وخارجها، هنا لن أتحدث عن الغرامات المالية ومضاعفتها أو أماكن تواجد سياراتها، بقدر حديثي عن الفوائد الصحية التي نشرت وبالأرقام، توضح لنا مدى الخسائر التي كان المجتمع يتجرعها جراء السرعة الجنونية التي كانت تزهق حياة الشباب، والإعاقات التي تسكن المستشفيات نتيجة عدم الحزم في تطبيق العقوبات سابقاً، وكان ساهر الاختبار الحقيقي ونقلة ثقافية للمجتمع، أكرر لن أخوض في موضوع الغرامات وأسعارها أو أماكن تواجد سيارات ساهر، لكنني أدرك وأشاهد أن للطريق حقاً يجب أن يحترم وللراكب حقاً يجب أن يُقدر والاستهتار والسرعة الجنونية قد تنهي حياة أسرة كاملة لا ذنب لها إلا عدم مبالاة من البعض، نظام المرور في العديد من الدول صارم جداً ومن يسافر لأي دولة سواء خليجية أو غيرها يرى مدى انضباطنا نحن الزائرين واحترامنا لنظامهم المروري وبرحابة صدر، إذاً نحن يجب أن نطبق هذا في بلدنا ونكون نحن قدوة لغيرنا في احترام الأنظمة المرورية وغيرها، وتلك ثقافة ووعي لابد أن تتغير، الصحة والحياة لا تقدر بثمن وكنا في السابق نشاهد التسابق والتجاوز في الطرق الرئيسة وغير الرئيسة من أناس مستهترين، ولعل ساهر استطاع أن يحد من هذا الخطر ويضبط إلى حد كبير تلك التجاوزات، وكم أتمنى أن يشمل الضبط الالكتروني قاطعي الإشارات المرورية والمفحطين وعاكسي الطريق والوقوف الخاطئ، ووفقاً ل«الرياض» ذكر العميد عبدالرحمن المقبل مدير مرور منطقة الرياض عن المنجزات التي حققها «ساهر خلال عام» (ومقارنة ذلك بين الفترة من 19/4/2009م حتى 19/4/2010 حتى 19/4/2011 بعد تشغيل النظام في مدينة الرياض وتقارير المراكز الصحية بالعاصمة الرياض وهيئة الهلال الأحمر السعودي وأسرة العناية المركزة الخاصة بالحوادث المرورية وما تضمنه العرض من نتائج ايجابية في انخفاض عدد الحوادث المرورية والاصابات الخطرة الناتجة عنها والانخفاض الملحوظ في معدل السرعة على شوارع مدينة الرياض اضافة إلى ما حققه «ساهر» من ضبط أمني أسهم في الوصول إلى عدد من القضايا الجنائية أو التصدي لعدد من السلبيات التي قد تكون ثغرة لاستخدامها فيما يخل بأمن المجتمع، وفي السياق نفسه عرض لأبرز النتائج التي تحققت من تشغيل «ساهر» في مدينة الرياض وتمثلت في: تحسين سلوك السائق: انخفاض متوسط سرعة المركبات: بنسبة تصل إلى 33٪ منذ بدء البرنامج، وانخفاض نسبة المركبات المخالفة: نسبة المركبات المخالفة من 32.2٪ إلى 2.3٪ فقط. التقليل من الوفيات والاصابات الناجمة عن حوادث السير: حيث لوحظ انخفاض في عدد الاصابات الناجمة عن حوادث السير بنسبة 15.8٪ وعدد الوفيات بنسبة 31.4٪ في العام الذي تم فيه تطبيق النظام مقارنة بالعام الذي يسبقه) انتهى، (الرياض الأربعاء 19 شعبان 1432ه - 20 يوليو 2011م). تلك الأرقام تجعلنا نؤكد أن ساهر أسهم بشكل ايجابي في الحفاظ على سلامة وصحة المجتمع، لعل الكثير من تعاملاتنا اليومية بحاجة لساهر أيضاً، فنحتاج إلى أكثر من ساهر.