أظهرت نتائج الإحصائيات الأخيرة لنظام «ساهر» المروري أن هناك انخفاضاً نسبياً تحقق في سلوك السائقين، أسهم بشكل واضح في زيادة معدل الضبط المروري ورفع مستوى السلامة المرورية والحد من أخطر مسببات الحوادث المرورية والمتمثل في السرعة وإيقاف نزيف الأرواح البريئة والممتلكات التي راحت ضحية تلك الآفة الخطيرة. وبعد عام من تطبيق نظام «ساهر» في العاصمة الرياض أوضحت تلك الإحصائيات أن هناك انخفاضاً كبيراً في أعداد الحوادث المرورية، كما أن وفيات وإصابات تلك الحوادث سجلت تراجعاً ملموساً في أعقاب تطبيق النظام لضبط وإدارة الحركة المرورية آلياً، في حدود المدينة التي تم تطبيق النظام فيها كمرحلة أولى. وبين العميد عبدالرحمن بن عبدالله المقبل مدير مرور منطقة الرياض مدير مشروع «ساهر» أن إحصائيات المتابعة لنتائج ساهر في مدينة الرياض أظهرت أنه مقارنة بين الفترة من 19-4-2010م إلى 19-4-2011 مع الفترة نفسها من العام 2009 مشهدت انخفاضاً في عدد الاصابات الناجمة عن حوادث السير بلغت ما نسبته 15.8% وعدد الوفيات ما نسبته 31,4% في العام الذي تم فيه تطبيق النظامفي مدينة الرياض وذلك بناءً على تقارير إحصائية من مستشفيات حكومية وأهلية. وقال العميد المقبل تحققت ولله الحمد أهداف المرحلة الأولى من نظام «ساهر» المروري وذلك بتطبيق نظام المخالفات الآلي بأنواعه المختلفة: نظام رصد السرعة المتحرك, نظام رصد السرعة الثابت, ونظام رصد مخالفات قطع الإشارات. مبيناً أن نظام ساهر حقق «إنجازات مرورية وأمنية جديدة تضاف إلى الضبط المروري والانخفاض في الحوادث المرورية ونتائجها. حيث استطاع «ساهر» رصد عدد من السيارات واللوحات المسروقة وذلك في إشارة قوية على مستوى الأداء الجيد لساهر في عملية الضبط الأمني والمروري الذي أطلقته وزارة الداخلية. وعزا مدير مشروع ساهر تلك النتائج الإيجابية إلى الدعم والتوجيه من ولاة الأمر في هذه البلاد - وفقهم الله- بأهمية استخدام التقنية الحديثة والمتطورة لرفع مستوى السلامة المرورية وتوظيف أحدث التقنيات المتقدمة في مجال النقل الذكي لإيجاد بيئة مرورية آمنة ورفع كفاءة شبكة الطرق المتوفرة حالياً وتدعيم الأمن العام باستخدام أنظمة مراقبة متطورة والعمل على تنفيذ أنظمة المرور بدقة واستمرارية. وأشار العميد المقبل إلى أن ذلك الانخفاض والتحسن في سلوكيات السائقين أثناء القيادة بعد تطبيق نظام «ساهر» يشير إلى أن هناك التزاماً من السائقين بأنظمة وقواعد المرور. وفنَّد العميد المقبل ما تحقق من نتائج إلى أن هناك تحسيناً في سلوك السائق يتضح من خلال عدة مؤشرات تتضمن انخفاض متوسط سرعة المركبات بنسبة تصل إلى 33% منذ بدأ « ساهر» في العاصمة الرياض حيث إن جميع أجهزة رصد المخالفة تتم بطريقة آلية مزودة بتقنية لقياس سرعة جميع المركبات المارة (المخالفة وغير المخالفة). كما سجلت مخالفات قطع السرعة في التقاطعات التي تم تشغيل الأنظمة فيها انخفاضاً واضحاً وتحسناً نسبياً في سلوك السائقين. وقد تحققت فاعلية نظام «ساهر» في تخفيض معدل السرعة واضحة وبخاصة داخل المدينة في المواقع ذات حدود سرعة 90 كم-س أو أقل. وهي الأكثر خطورة نتيجة لأنها تقع في المناطق الجغرافية المأهولة. كما انخفضت نسبة المركبات المخالفة من 32.2 % إلى 2.3% فقط. وفي فترة تطبيق «ساهر» وفي إطار الأنظمة الحديثة التي يتعامل فيها النظام تحققت نتائج إيجابية من خلال الاستفادة من تلك التقنية المتطورة في تحديث بيانات المركبات وهو الأمر الذي أسهم في ضبط عدد من المركبات المعاد تأهيلها بدون القيام بالإجراءات المرورية المتبعة لتسجيل إعادة التأهيل بدون علم أصحابها الأصليين وتم اكتشاف هذه الحالات بالتنسيق بين بيانات نظام الرصد وقاعدة البيانات في مركز المعلومات الوطني. كما تم ضبط عدد من المركبات المملوكة لشركات التقسيط حيث تم تسليم المركبة إلى مستخدم جديد بدون القيام بالإجراءات المرورية المتبعة لتسجل المستخدم الفعلي الجديد وتلك المركبات مباعة من شركات التقسيط بسبب عدم استيفاء المستخدم الفعلي المبالغ المترتبة عليه ثم يتم تسليمها إلى مستخدم آخر من دون تحديث بيانات المالك الجديد. مما ساهم في الحد من بعض التجاوزات وزيادة أداء المتابعة والرقابة. وفي جانب ذي صلة بالنواحي الأمنية فقد عزز «ساهر» تواجده الأمني في ضبط عدد من حالات التزوير في الوثائق الرسمية حيث تم اكتشاف حالات تزوير وذلك من خلال تسجيل مخالفات على صاحب الوثيقة الحقيقي حيث يقوم المزور بتغيير صورة صاحب الوثيقة وهذه الوثيقة إما مفقودة - مسروقة - مغادرة نهائياً ويبقى الاسم ورقم الحاسب الآلي بدون تغيير ولهذا ترسل المخالفات على صاحب الوثيقة الأصلي وهو لم يرتكبها. كما أسهم «ساهر» في اكتشاف عدد من القضايا الجنائية بالتنسيق المستمر مع الجهات المعنية من خلال الرجوع إلى قاعدة البيانات في» ساهر» للمساهمة في حل عدد من القضايا الجنائية. وتحقيقاً لهدف السعودة الذي تعمل الدولة -رعاها الله- على تطبيقه وتوطين الوظائف بالكوادر السعودية للمساهمة في بناء التنمية بأيد سعودية فقد تم توظيف المهارات والخبرات المحلية في تأسيس وتشغيل النظام من خلال توظيف « 232» شاباً سعودياً بنسبة تتجاوز92 % من مجموع الموظفين عن طريق صندوق الموارد البشرية (هدف) وتم تدريبهم على أحدث التقنية المستخدمة في نظام ساهر. كما وأنه واستمراراً لتطوير العمل وفق تقينة حديثة تتفاعل مع الواقع فقد تم الانتهاء من البنية التحتية لمركز القيادة ومعالجة المخالفات ومركز الصيانة والتشغيل والاسناد الفني وإعادة تصنيع مكونات النظام وهو الأهم بالنسبة لكفاءة وفعالية المشروع إن شاء الله. لأن الأهم هو جلب وتوطين التقنية وليس استخدامها فقط.