سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل رئيس المجلس الأعلى للقضاء بهيئته الدائمة وعضو لجنة الافتاء في عهد سماحة شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - انتقل - رحمه الله - إلى الرفيق الأعلى في اليوم الثامن من شهر شوال سنة 1432ه عن عمر يزيد على التسعين عاماً قضاها - رحمه الله - في القضاء مباشرة وفي تمييز الأحكام الشرعية في عهد سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم حيث إنه كان عضواً في الافتاء تحت رئاسة الشيخ محمد وقد كان من اختصاص الإفتاء تمييز الأحكام الشرعية في قضايا المنطقة الغربية على سبيل الفصل بين ما يقع من خلاف بين القضاة والتمييز وذلك تحت رئاسة شيخنا الشيخ محمد - رحمه الله - . وكنتُ زميلاً للشيخ عبدالله ذلك الوقت، وكذلك تزاملت مع سماحة الشيخ عبدالله في عضوية الهيئة العلمية المشكلة بعد وفاة الشيخ محمد لإنهاء المعاملات الباقية في مكاتب الشيخ محمد ثم زميلاً له في الهيئة القضائية العليا التي حلت محل الهيئة العلمية، وقد سعدت بالعمل مع سماحته على سبيل الزمالة وذلك في المجالين القضائي والإفتائي مدة تقارب العشرين عاماً. وسعدنا بصحبة بعضنا في عهد شيخنا الشيخ محمد - رحمه الله - وبتكليف من سماحته بالعمل في إفتاء الحجاج في ميقات ذي الحليفة من 25/11 إلى 7/12 وذلك مدة تزيد على خمسة عشر عاماً. لقد سعدت بزمالة سماحته في الإفتاء وفي القضاء وفي الإفتاء في الميقات، واستفدت من سماحته من فقهه ومن دماثة خلقه ومن تأنيسه في مجالسه بما يتحف به حاضريها من فوائد علمية ونكت أدبية وتوجيهات أبوية، ومما يتخلق به سماحته من متطلبات التقوى والصلاح، وقد اختار - رحمه الله - بعد أن تقاعد الاشتغال بالعلم تعلماً وتعليماً وبحثاً وانضم إلى مجالسه العلمية في مسجده في الرياض مجموعة من طلبة العلم ينهلون من علمه ويقرؤون متون العلم على سماحته.. وقد شارك - رحمه الله - في نشر المصرفية الإسلامية حيث كان رئيس الهيئة الشرعية في مصرف الراجحي، وقد كان - رحمه الله - ذا مسلك في العبادة متميز حيث كان يعتمر كل شهر، ويحج كل عام ويصوم النوافل ولاسيما أيام البيض من كل شهر في مكةالمكرمة ابتغاءً لمضاعفة ثواب الصوم قياساً على مضاعفة الصلاة في المسجد الحرام. وقد كان - رحمه الله - نعم الصديق ونعم الزميل ونعم الأنيس، كما كان - رحمه الله - كريماً في خلقه كريماً في ماله نقياً صالحاً ولا نزكي على الله أحداً ولكننا نحسبه كذلك فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأسعدنا بصحبته في جنات عدن كما سعدنا بصحبته في الدنيا في مجالات كثيرة وفي سنوات طويلة (إنا لله وإنا إليه راجعون) وبصفته زميلي فإنني أقرر مسامحته المطلقة مع أنني لا أذكر منه إلا الخير وصدق المحبة والمودة والله المستعان.