طالب الإسلاميون في الأردن أمس الحكومة الأردنية بتوضيح موقفها من تقديرات السفارة الأميركية في عمان بأن الأردن متفاعل في موضوع تعويض الفلسطينيين أكثر من تفاعله في موضوع حق العودة بحسب وثائق أميركية كشف النقاب عنها مؤخراً وأثارت جدلاً واسعاً في البلاد، فيما أكد العاهل الأردني عبد الله الثاني "ان الأردن لن يكون وطناً بديلاً ومستعدون للقتال من أجل مستقبله". وفي بيان صحافي، استنكر مسؤول الملف الفلسطيني في حزب "جبهة العمل الإسلامي" مراد العضايلة، ما وصفه "إخضاع حق العودة المقدس للمساومة". واشار الى ان التعويض عن الضرر الواقع على اللاجئين والدول المستضيفة لهم "لا يمكن أن يكون ثمناً للتخلي عن حق العودة الشرعي التاريخي الإنساني القانوني الذي لا يملك احد التنازل عنه". وزعمت وثيقة سربها موقع "ويكيليكس" ان السفارة الأميركية تعتبر ان اهتمام المسؤولين الرسميين بالتعويض يفوق العودة. وأوضحت الوثيقة أن بعض المسؤولين الأردنيين يعتبرون أن الأردن أسقط من الناحية العملية حق العودة من الموقف التفاوضي، لأن شروط وطبيعة المفاوضات لا تسمح بحق العودة، رغم تركيزهم على حق الفلسطينيين باختيار العودة. وتشير توقعات هؤلاء إلى أن كثيراً من اللاجئين لن يعودوا إلى ديارهم في الأراضي المحتلة. ونقلت الوثائق عن بشر خصاونة مدير مركز الإعلام الأردني سابقا ومسؤول ملف أوروبا في الخارجية ومدير دائرة التنسيق التفاوضي، قوله "نعتبر انفسنا واقعيين، وشروط وطبيعة المفاضات لن تسمح بحق العودة". وكان العاهل الأردني عبد الله الثاني اكد في تصريحات أول من أمس "ان الأردن لن يكون وطناً بديلاً ومستعدون للقتال من أجل مستقبله". وقال "ان الوطن البديل ليس له وجود إلا في عقول ضعاف النفوس، وما يسمى بالخيار الأردني ليس له مكان في قاموس الأردنيين"، مؤكدا أن الحديث حول هذا الموضوع هو "وهم سياسي، وأحلام مستحيلة". وشدد على أن "الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين"، وتابع "نعرف اتجاهنا وطريقنا واضحة لحماية مستقبل فلسطين، ولحماية حقوقنا بمستقبل القدس، وحق العودة، وإننا ندعم حقوق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية، ونحن سياسيا لم نتغير، ولن نتغير، فموضوع الوطن البديل يجب أن لا يكون جزءا من النقاش".