أوقفت دورية للبحرية الملكية، أمس الأحد، مواطنين بريطانيين كانا على متن يخت بعرض ساحل مدينة طنجة (شمال المغرب) بعد الاشتباه في علاقتهما بمافيا للاتجار الدولي في المخدرات. وتمكنت الدورية من حجز حوالي 220 كيلوغراما من مخدر الشيرا كانت على متن هذا اليخت، وأوضح مصدر من السلطات المحلية أن دورية البحرية الملكية اعترضت القارب بعد الاشتباه في حمولته. ومن المنتظر أن تتم إحالة الشخصين على الدرك الملكي لتعميق البحث في هذه العملية المرتبطة بالاتجار الدولي في المخدرات. وسبق أن أفشلت السلطات المغربية، مؤخرا، عددا من محاولات تهريب كميات مهمة من المخدرات (الكوكايين والقنب الهندي) نحو أوروبا كان وراءها مغاربة وأجانب. وأثبتت التحريات التي باشرتها السلطات المغربية، بعد تفكيك عصابات للاتجار في المخدرات، أن أغلبها تنتمي إلى شبكات دولية يسيرها عناصر خطيرة من أمريكا اللاتينية وأوروبا تنسج علاقات مع عناصر إرهابية بمنطقة الساحل الإفريقي عملت على الاستفادة من نشاطاتها لتمويل أنشطتها الإجرامية.من جهة أخرى، أرجأت غرفة الجنايات الابتدائية بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، مؤخرا، النظر في ملف يتابع فيه 41 شخصا ضمن شبكة متخصصة في الاتجار الدولي في المخدرات إلى غاية 26 شتنبر الجاري. وجاء قرار التأجيل بناء على ملتمس الدفاع الرامي إلى تعيين مترجم لأربعة أجانب يتابعون ضمن هذا الملف. ويتابع أفراد هذه الخلية التي تم تفكيكها في أكتوبر الماضي من أجل تهم "تكوين عصابة إجرامية متخصصة في التهريب والاتجار الدولي في المخدرات والحيازة غير المبررة للمخدرات والمواد المخدرة وتصديرها واستيرادها بدون رخصة، وتصدير وبيع وشراء عمولات أجنبية ومحاولة تصديرها والاحتجاز والتهديد بالقتل ومخالفة قانون الصرف والمشاركة"، كل حسب ما نسب إليه. وحسب محاضر الشرطة القضائية، فإن تفكيك هذه الشبكة "التي تضم مغاربة وأجانب وتنشط في مجال تهريب مادة الكوكايين انطلاقا من مالي وإدخالها إلى المغرب عبر الجزائر أو موريتانيا وترويجها بالمملكة وإعادة تهريبها في اتجاه أوروبا"، يأتي في إطار العمليات التي تقوم بها فرق مكافحة المخدرات للقضاء على هذه الآفة. وكان بلاغ لوزارة الداخلية أفاد أن عملية تفكيك هذه الشبكة مكنت من إلقاء القبض في المرحلة الأولى على 34 عنصرا ليرتفع العدد إلى 41 من بينهم أجانب، موضحا أن التحريات أثبتت أن الشبكة تمكنت خلال الفترة الممتدة ما بين مارس وغشت 2010 من تنفيذ ثماني عمليات تسريب لكمية إجمالية تفوق 600 كلغ من مخدر الكوكايين إلى التراب الوطني عبر الحدود الجزائرية الموريتانية. وأضاف البلاغ أن هذه الشبكة يسيرها "بارونات من جنسيات كولومبية وإسبانية لهم علاقات وطيدة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وبكارتيلات متمركزة في أمريكا اللاتينية وبمشاركة مهربي مخدرات مغاربة".