أطلق موقع قيم (www.qaym.com) المتخصص بتقييم المطاعم مؤخراً تطبيقاً خاصاً على الايفون، البرنامج يتيح لك كما هو في النسخة الكاملة مشاهدة معلومات المطعم والصور الخاصة به ومكانه على الخريطة ورقم هاتفه بالإضافة إلى آراء الناس وتقييمها للمطعم، لكنها خصصت لأفضل عشرة مطاعم في المدينة بحسب تصويت الأعضاء عبر وضع تصنيفات للأكلات، «الرياض» التقت بصاحب الموقع المتفرغ حاليا لإدارة الموقع بعد تركه للوظيفة للحديث حول هذا التفرغ وعن التطبيق الجديد. * جهاد العمار انتهى ارتباطه بالعمل الحكومي وتفرغ لموقعه على الانترنت ، ما هي الأسباب ؟ - التفرغ هو شيء كنت أطمح إليه تقريباً منذ أول أسبوع من عملي الحكومي. كنت من المتابعين بقرب والمعجبين بشركات الانترنت الكبرى وقصص نجاحها التي قرأت عنها كثيراً أثناء دراستي الجامعية، وكنت أطمح بشدة إلى خوض غمار هذا المجال والمساهمة فيها بكل ما لدي من جهد وتركيز. التفرغ يمنح الشخص كمية رائعة من الوقت والتركيز التي يستطيع بذلها في مشروعه. وهي دليل على جدية الشخص في المشروع وإيمانه الشخصي بفرص نجاح المشروع وبأهمية البذل من أجله. نصيحتي لرواد الأعمال لست بحاجة إلى خطة مطولة فقط إبدأ * كيف ترى التجربة، هل صحيح انك قمت بتجربة غير محسوبة بترك الوظيفة الحكومية ذات الاستقرار، والاتجاه لقطاع قد يكون مجهول العواقب؟ - أكملت الآن ثلاثة شهور متفرغاً لإدارة وتطوير قيم، وليس لدي أدنى شك في أنها كانت الخطوة المناسبة، بل وأتمنى لو كنت أستطيع عملها قبل الآن. أرى أن مجتمعنا يضع الكثير من الأهمية على فكرة "الاستقرار". بينما المخاطرة المحسوبة هي ما ينمي المشاريع التجارية وتصنع قصص النجاح الكبيرة. كل شركات الإنترنت الكبيرة (فيسبوك، غوغل، ياهو) لم تصل إلى هذا الحجم وهذا النجاح بدون المخاطرات المحسوبة من قبل مؤسسيها ومستثمريها الأوائل. ولو أنهم بالمقابل عملوا في وظائف حكومية أو خاصة مستقره، لما أسسوا هذه الشركات ولما وصلوا لهذه الدرجة من النجاح وتغيير العالم. واجهة الموقع * ماذا عن الوسط المحيط بك أصدقاء، أقارب كيف كانت ردود الأفعال؟ - لا أعتقد أن الوسط المحيط بي تفاجأ بهذا الخبر، فقط لأنني أتكلم عن الموضوع منذ تخرجي وبداية عملي الحكومي قبل خمس سنين. كان منهم المشجع الذي رحب بالفكرة بحماس، وهناك الذين يدفعهم حرصهم لأن ينصحوا بالتريث ودراسة الخطوة دراسة جيدة قبل الإقدام عليها. والذين لم يقتنعوا أصبحوا أكثر تفهماً بعد أن رأوا عملي المتواصل في تطوير المشروع وإصراري عليه. * قد يرى البعض بأن مثل هذه الفرص تتحقق لبعض الأسر ذات اليسر المالي؟ - هذا في حقيقة هو أحد أكثر الجوانب التي جذبتني لفكر المبادرة وتأسيس شركات الإنترنت. لأنك إذا قرأت عن قصص تأسيس شركات الإنترنت المختلفة، ستجد أن مؤسسيها أفراد، وفي أكثر إن لم يكن كل الأحيان من الطبقة المتوسطة. فيسبوك وغوغل ومايكروسوفت كلها شركات أسسها طلاب جامعيون، وفي الغرب يضرب بالطلاب الجامعيين المثل في قلة ذات اليد. ففي هذا المجال يبرز منتجك بناءً على جودته، عدد مستخدميه، وفرصه الربحية، وليس على علاقات عائلتك ويسرها المالي. هذه على الأقل هي نظرة المستثمرين الذين يعرفون هذا المجال عن قرب وبوضوح. واجهة التطبيق جانب آخر للموضوع هو أن شركات الإنترنت من الممكن بناؤها بأقل قدر من التكاليف. فلا تحتاج إلى إيجار وبضاعة ودفع رواتب عمال كما في باقي الأعمال التجارية. كل الذي تحتاجه فعلاً هو خدمة استضافة للموقع على الانترنت قد تبلغ 15 ريالا في الشهر. والبقية في بناء الموقع وتجهيزه وإدارته. أنا شخصياً قمت ببناء وبرمجة «قيم» بنفسي، وتعلمت الكثير من تجربة بنائه. فأكثر استثماري في الموقع هو الوقت والجهد والاهتمام، وليس المال. * أصبح من المتداول مصطلح رواد الأعمال وهناك شباب لديهم أفكار ، ما هي الخطوات الأولى التي تنصح بها ؟ - هذا السؤال يردني كثيراً من شباب لديهم أفكار ويريدون معرفة أفضل طريقة للبدء، جوابي دائماً هو أنه في مجال مبادرات الإنترنت تحديداً أول خطوة هي التنفيذ. لا تكتب خطة عمل مطولة. لا تجلس شهوراً في التخطيط والدراسة وتأجيل المشروع. بل عليك أن تصل إلى أصغر شكل للفكرة، وأن تنفذه وتطرحه للمستخدمين مباشرة، وتتعلم من ردود فعلهم وطريقة استخدامهم، وتطوره شيئاً فشيئاً إذا رأيت بداية تجاوب من المستخدمين، أو تقتله فوراً وتنتقل لفكرة أخرى بدون أن تخسر الكثير في محاولة تلك الفكرة. قطاع شركات ومواقع الإنترنت يسمح لك بهذا التوجه لأن تكاليف التأسيس والبدء منخفضة بالمقارنة مع أغلب أنواع الأعمال الأخرى. أيضاً لأن هناك إمكانية في الوصول مباشرة لعدد لا بأس به من المستخدمين باستخدام الشبكات الاجتماعية. * موقع «قيم» يعد من أوائل المواقع التي تعمل بتقنيات ويب2 بعد 3 سنوات كيف تجربة جهاد في هذا النوع من المواقع ؟ - ويب 2، أو ما يسمى بالجيل الثاني من مواقع الإنترنت هو نوع من المواقع لها صفات معينة، بدأت في الظهور بداية من 2005 تقريباً. أحد صفات هذه الموجه من المواقع هي أحد أقوى الميزات التي تدعم قيم، تلك هي مشاركة الجمهور المحتوى. فكل محتويات قيم هي من إضافة زوار الموقع ومستخدميه، الآن انتقلت بقيم إلى موقع وتطبيق آيفون يتيح للناس التعرف على أفضل المطاعم في مدينتهم، ويتيح لهم مشاركة تجاربهم عن المطاعم مع الآخرين. فنحن ركزنا على بناء موقع يتيح للناس رفع الصور، إضافة المعلومات وتحريرها، ولذلك استطاع الموقع الانتشار في عدد من المدن بجهود الأعضاء النشطين في تلك المدن. * ماذا عن تجربة المستخدمين ، كيف تراها مع الوقت وهل تعتقد أنها ناضجة ؟ - كمبرمج وصاحب مشروع، ترى دائماً طرقاً لتحسين الخدمة وتطويرها. لكننا فخورون بما تم إنجازه إلى الآن . قبل قيم، كانت ثقافة تقييم المحلات التجارية شبه منعدمة في الإنترنت العربية. وإذا وجدت كانت متناثرة في مواضيع مفرقة في منتديات ومدونات. أعتقد أن المستخدم العربي والسعودي تحديداً يرى الفائدة في هذا النوع من المحتوى بشكل أكبر بكثير الآن. ونتلقى الكثير من رسائل الشكر من المستخدمين لأن الموقع ساعدهم بالتعرف على مطاعم جيدة وتلافي أخرى سيئة. * يبقى ضلع ثالث في تجربتك تنحصر بأصحاب المصلحة واقصد بهم هنا أصحاب المواقع ، هل تواصلوا معك سلباً او ايجاباً؟ - الكثير من أصحاب المطاعم يستعمل قيم للتواصل مع زبائنهم. فتراهم يعلقون على تقييمات الناس لمطاعمهم، ويضيفون صور الوجبات التي يقدمونها، وغير ذلك. نعتقد أن أثرنا جيد على المطاعم لأننا نساعد المطاعم الجيدة التي تقدم خدمة مميزة بالانتشار. والمطاعم التي تحتاج إلى تحسين يتوفر لها آراء للناس تمكنها من التعرف على الجوانب التي ينبغي لهم التعامل معها. * على الرغم من أن موقعك يدعم الأجهزة الكفية أطلقت مؤخرا إصدارا مخصصاً للآيفون لماذا ؟ - تطبيق الآيفون هو من أكثر الخصائص التي طلبها مستخدمي الموقع. وجاء هذا الإصدار تلبية لرغبات المستخدمين ولتمكينهم من استخدام الخدمة بطريقة أكثر سلاسة خصوصاً إذا كانوا خارج المنزل وبعيدين عن حواسبهم. * يبدو بأنه لن يكون نسخة من الموقع الأصلي وسيتميز بميزات أخرى؟ - الهواتف الذكية تقدم لك عدد من الميزات التي تستفيد منها كصاحب خدمة لا تتوفر لك إذا كانت مجرد موقع على الإنترنت. منها خاصية تحديد مكان المستخدم بواسطة الجي بي اس وتقديم خدمات حول هذه الخاصية. فالإصدار القادم بإذن الله من تطبيق الآيفون سيتيح للمستخدمين التعرف على أفضل المطاعم القريبة منهم، على سبيل المثال. * حملت النسخة الأولى بعض الأخطاء هل هناك نية قريبة لتعديلها وماذا عن نسخة التطبيقات الأخرى سمبيان ، اندرويد.. - حكمة خالدة في صناعة البرمجيات هي تلك التي تقول "أطلق مبكراً، أطلق كثيراً". معنى ذلك أنه عليك أن تطلق نسخة من برنامجك (مواقع الانترنت وتطبيقات الآيفون هي في النهاية برامج) مبكرة، وأن لا تنتظر إلى أن يبلغ البرنامج الكمال لتفعل ذلك. فإطلاق نسخة مبكرة يسمح للناس تجربتها مبكراً، ويدلك على أفضل طريقة لتطوير البرنامج وما هو رأي المستخدمين بخصوص البرنامج والخصائص التي يحتاجها. بعد ذلك يجب إطلاق تحديثات عديدة تطور في البرنامج وتلبي رغبات المستخدمين شيئاً فشيئاً. بالنسبة لأنظمة تشغيل الهواتف النقالة والذكية الأخرى، فهناك نية لإطلاق تطبيق على الأندرويد بإذن الله ثم سندرس الإطلاق على البلاك بيري.