وسط ترقب كبير للنتائج التي سيخرج بها، فشل أعضاء اللجنة العامة (المكتب السياسي) للمؤتمر الشعبي العام الحاكم في اجتماعهم الاستثنائي أمس الثلاثاء في التوصل إلى صيغة نهائية بشأن آلية تنفيذ المبادرة الخليجية، مما أدى إلى تمديد اللقاء إلى اليوم الأربعاء في ظل غياب عدد من أعضاء المكتب السياسي. وعلمت "الرياض" من مصادر مطلعة ان من يوصفون بالصقور المتشددين في الأمانة العامة للحزب الحاكم اعتبروا الآلية التنفيذية المقترحة للمبادرة الخليجية خيانة للحزب، وطالب آخرون بتعديل المبادرة الخليجية، كما طلب آخرون برفض التعامل معها، أما آخرون فقد طالبوا بتشكيل لجنة للحوار مع أحزاب اللقاء المشترك برعاية خليجية حول آلية تنفيذ المبادرة. وأدت هذه الخلافات بنائب الرئيس الى اتخاذ قرار بتمديد النقاش الى اليوم الأربعاء، وسط ضغوط كبيرة يمارسها المجتمع الدولي على الأطراف السياسية والقبلية والعسكرية المختلفة لمنع انفجار الموقف العسكري والخروج بحل سلمي. وأكد نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي بأن التصعيد الأخير، للثورة الشبابية الشعبية قد فاقم من الأزمة اليمنية، إلى مستويات بالغة الخطورة. وقال هادي خلال ترؤسه لاجتماع قيادة المؤتمر الحاكم أمس بأن "التصعيد الأخير أخذ يزيد الأزمة اشتعالا وخطورة". ودعا هادي إلى ضرورة استشعار المسؤولية الوطنية التاريخية الجسيمة التي يجب أن يضطلع بها الجميع، حيال الأوضاع الوطنية الراهنة، وقال إن اليمن يعيش حاليا في محنة حقيقية طالت الجميع دون استثناء باتت تؤرق الكبير والصغير، حسب قوله. من جهته اعتبر تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض اجتماع الحزب الحاكم لمناقشة آلية لانتقال السلطة في اليمن أمر غير مجد مشيرا إلى ان الرئيس علي عبدالله صالح هو الذي يعرقل نقل السلطة بالبلاد. وقال مصدر مسؤول في المشترك في تصريح له امس "لقد تم التوقيع على المبادرة الخليجية من اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي وحلفائه وأن الذي حال ويحول دون تنفيذ المبادرة الخليجية منذ توقيعها في مايو الماضي حتى اليوم هو عدم توقيع علي عبدالله صالح عليها". ويأتي هذا فيما تواصلت امس الثلاثاء تظاهرات الحسم الثوري في كل من تعز وصنعاء واب وذمار والبيضاء ومدن أخرى. وطالب المتظاهرون بسرعة الحسم الثوري. وخرجت في صنعاء مسيرات من عدد من مناطق العاصمة ووصلت الى ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء. من جانب آخر قتل نحو 6 من عناصر أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة وأربعة جنود في معارك شرسة في محافظة أبين جنوب اليمن. وقالت مصادر محلية ان اشتباكات عنيفة اندلعت في منطقة الصماء جنوب غرب مدينة زنجبار مما أسفر عن مقتل ستة مسلحين وإصابة 12 آخرين فيما لقي أربعة جنود مصرعهم وأصيب 15 آخرين.