أدى اليوم قرابة 800 ألف مصل صلاة آخر جمعة في شهر رمضان المبارك بالمسجد النبوي الشريف والتي تعرف ب (الجمعة اليتيمة) تحوطهم عناية الله وتظللهم رحمته ويحفهم تسامحه وغفرانه وتغشاهم السكينة والوقار. وقد أم المصلين وخطبهم فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي الذي أوصى المصلين بتقوى الله عز وجل ، متحدثا عن رحيل الشهر المبارك ، قائلا : اذكروا نعم الله عليكم في شهركم هذا شهر الخير والبركات والطاعات ، فلقد صب الله عليكم الخيرات فيه صبا ، وأعطاكم أكثر مما تتمنون ، فحق ربكم عليكم أن يشكر ويذكر ولا ينسى وأن يطاع فلا يعصى ، لتقابلوا نعمه بالشكر ، وأعظم النعم ما أعد الله للمسلم في جنات النعيم ، متحدثا عن ليلة القدر وعظيم فضلها وأسباب دخول الجنة والنجاة من النار ، كالصيام والقيام ومحاسبة النفس والإكثار من الطاعات واجتناب المعاصي . وقال فضيلته : قصروا الآمال وتذكروا ما أمامكم من الأهوال فلا ينجي منها إلا صالح الأعمال ورحمة الله تبارك وتعالى وسعت كل شيء " ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ..." . إلى ذلك أدى المصلون الجمعة وسط أجواء إيمانية ونفحات ربانية في أيام رمضانية مباركة في بلد الأمن والإيمان حيث جند ولاة أمره – حفظهم الله - كل الإمكانات لخدمة وراحة ضيوف الرحمن من المعتمرين والزوار جاعلين من أنفسهم قدوة حسنة لكل مواطن ومواطنة خاصة أولئك الذين أنيطت بهم هذه الخدمة وتسنموا شرف حملها والاضطلاع به . وقد بلغت الجهود اليوم ذروتها حيث أشرف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز على تنفيذ هذه الخدمات وحث الجميع على القيام بها على الوجه الأكمل لأنها خدمة ذات أجرين أجر دنيوي من الدولة وآخر أخروي من رب العزة والجلال الذي يحب إذا عمل الإنسان عملاً أن يتقنه، وأشرف سموه على الخدمات وتابعها أولاً بأول ليطمئن على سير العمل وراحة وأمن الزائرين الذين احتشدت بهم المدينة أسواقها وفنادقها وشوارعها ومسجدها الشريف وقد علا البشر وجوههم وملأ السرور نفوسهم وهم يقضون العشر الأواخر من رمضان في طيبة الطيبة.