لم تكن جماهير النصر تنتظر خلافات جديدة تظهر على سطح البيت "الأصفر" لكونها سئمت من الخلافات الماضية وكثافتها، وكانت تُمني النفس بأن يخرج اجتماع أعضاء الشرف الذي عقد أخيراً بشكل آخر ممتلئ بالدعم المادي والوقوف لبناء نصرٍ جديد يعيد الفريق للبطولات بعد غياب طويل، إلا أن الأماني لم تلبث إلا دقائق منذ بداية الاجتماع قبل أن تتلاشى بانسحاب رئيس النصر السابق الأمير ممدوح بن عبدالرحمن متحدثاً بأمور لا توحي بإمكانية تكاتف أعضاء الشرف قبل أن ينفض الاجتماع من دون الإفصاح عن دعم مالي كبير قدمه الشرفيون لدعم الإدارة في خطواتها المقبلة في ظل آمال الجماهير بالعودة للمنصات، كان من الأجدر على الإدارة أن تدعو لاجتماع الشرفيين قبل هذا التأريخ حتى يتسنى لهم معرفة أوضاع التعاقدات الجديدة في النادي ولو من باب العلم بالأمر قبل حدوثه، إلا أن الإدارة اختارت التأجيل إلى هذا التأريخ وبعد أن أبرمت تعاقدات عدة وكأنها تبحث عن ضخ المال في الخزينة الصفراء من جيوب الشرفيين، وحتى إن كان واجباً عليهم دعم الإدارة إلا أن من حقوقهم معرفة الخطوات التي تنوي الإدارة الإقدام عليها كالتعاقدات والصفقات وحتى الخطة التي أعدتها الإدارة للمرحلة المقبلة. ويظل حديث الأمير ممدوح بن عبدالرحمن قاسياً وحاداً تجاه الإدارة وإتهامه بأن النصر مختطف من قلة قليلة أعتبره كلاماً خطيراً يصدر من عضو شرف، كانت الجماهير الصفراء تنتظر دعمه إلا أن تصريحه جاء معاكساً لما توقعته الجماهير واتهاماته بأن النصر مختطف زادت الطين بلة داخل البيت النصراوي، حتى وإن كان في حديث الأمير ممدوح نوعاً من الصحة والصدقية إلا أن الأولى أن تؤجل مثل هذه الخلافات التي لن تزيد النصر إلا تراجعاً وتفرقة لأعواماً مقبلة. جماهير النصر تعرف كغيرها ما يحدث في شؤون "البيت الأصفر" وملت الانتظار طوال الأعوام الماضية بحثاً عن بطولة تروي عطش السنين الماضية، ولا يزال الشرفيون يختلفون مع الإدارة التي تواصل إخفاقاتها في التعاقدات الفاشلة. وتأمل الجماهير أن يكون الموسم المقبل مختلفاً حتى وإن تلقت صفعة قوية برحيل نجم الفريق الكويتي بدر المطوع وعدم استمراره لموسم آخر إلا أنها تظل متمسكة بآمالها وطموحاتها بعودة فريقها للبطولات الكبيرة منذ أكثر من 12 عاماً، وإن وفاء وحضور الجمهور حتى لتدريبات الفريق يستحق من الإدارة أن تبذل قصارى جهدها حتى وإن تخلى عنها الشرفيون لإسعاد هذه الجماهير الوفية، فهناك أندية عدة لا تزال علاقتها بالبطولات وثيقة رغم عدم وجود أعضاء شرف بعدد كبير إلى جانب الإدارة، ولكن التخطيط الناجح والرسم السليم لطريق الفريق نحو البطولات والعمل على جلب لاعبين أجانب مؤثرين ومدربين على مستوى كبير كفيلان بأن يقودا الفريق نحو النجاح. النصر الذي يشكو من قلة المال حالياً كما يظهر للمتابع الرياضي يفتقد أكثر للتخطيط السليم قبل المال، فالنصر أبرم الموسمين الماضيين صفقات كانت مبالغها عالية من أمثال الروماني رازفان وبيتري والبينيني رزاق والمدرب الإيطالي زينغا من دون أن ينجح أحد منهم ما أجبر الإدارة على التخلي عنهم ودفع الشروط الجزائية فالنصر استنزف خزينته بمبالغ طائلة على لاعبين أقل من مستوى الفريق وعلى مدرب لا يستحق الهالة التي حظي بها لحظة وصوله الأراضي السعودية، ولذلك لا يزال النصر يملك المال ولكنه يفتقد للفكر الذي يستطيع أن يعود بالفريق من جديد. فالإدارة ترى بأن البناء أفضل وسيلة لإعادة الفريق نحو البطولات ولكنها تتعاقد مع لاعبين كبار بالسن حتى وإن كانت مستوياتهم متميزة إلا أن وجودهم في الملاعب الرياضية لن يدوم طويلاً، ولذلك على الإدارة النصراوية أن تستعين بخبراء رياضيين وأعتقد أن وجود لاعب بحجم ماجد عبدالله قادر على إثراء الإدارة بآرائه الفنية التي تأتي عُصارة خبرة السنين الطويلة التي قضاها في الملاعب السعودية.