في زاوية «لقاء» لرئيس اتحاد الصحافة الخليجية ورئيس تحرير جريدة «الرياض» الغراء سعادة الأستاذ تركي بن عبدالله السديري، في تلك الزاوية ليوم الثلاثاء المصادف 9/4/1426ه الموافق 17/5/2005م تحت عنوان «مكتب استخدام سيدات» لقد تفاعلت مع ذلك المقال ليس لواقعيته فحسب، بل لتوافقه مع مقترح قد تبنيته ورفعته إلى الجهات الرسمية ذات الاختصاص، ولكن حتى بعد لم اسمع له أي صدى. فإذا كان ما رأيته اعتبر اجتهاداً شخصياً فردياً محال التحقيق ولم يعر الاهتمام اللازم، فها هو علم ورمز من فطاحل الصحافة والإعلام في العالم العربي، يتطرق إلى لب الموضوع ويبرهن بأن هناك من المواطنات من لديه الاستعداد للمساهمة في تقليص استقدام العمالة المنزلية، وهناك من أصحاب الحاجة من يفضل «بنت البلد». إن معظم الأسر يحتاجون للعمالة المنزلية في الفترة الصباحية فقط خاصة أولئك العاملات في مجال التعليم والصحة ولديهن أطفال، والاستعانة بحاضنات أو عاملات وافدات رغم ان مثل ذلك يحل مشاكلهن إلا انه يضاعف المشكلة في غالب الأحيان فهي تترك فلذات كبدها تحت يد من يعلم الله عن مدى حرصهن ومخافة الله فيهم، ولكن لو كانت تلك الحاضنة بنت البلد لكان الأمر يختلف مع قلب الأم، ولكن الأمر يختلف حتى من الناحية الاجتماعية والاقتصادية. إن معظم الأسر يحتاجون للعمالة المنزلية لفترات محدودة ولمناسبات معدودة فلماذا يلزمون بمصاريف والتزامات بعقود طويلة وكذا هدر أوقاتهم بالمراجعات وتكرار الطلب لسبب أو لآخر؟... أليس مقتنيات المواطن ومقدراته المالية، ووقته ثروة للوطن؟.. إن الحل يكمن في ما أوضحه الأستاذ السديري «مكاتب متخصصة لتوفير احتياجات المنازل» وفق ضوابط شرعية وأمنية وصحية، حيث ان في ذلك اتاحة الفرصة لمواطنات لهن الرغبة الجارفة في تحسين دخولهن لمواجهة الأعباء الحياتية خاصة ان من بينهن أرامل ينفقن على عدد من الأطفال، وفي ذلك تسهيل للمواطن في المصارفة والاستفادة من الوقت، وفي ذلك تقليص للاستقدام، وفي ذلك فوائد أمنية وصحية للمجتمع. ارجو أن يؤخذ من صوت سعادة رئيس اتحاد الصحافة الخليجية رافد من روافد الفكر المستنير ذو النظرة الثاقبة في تناول قضايا المجتمع في طرحها واقتراح العلاج المناسب لها، فبمثل ذلك الطرح والرأي تتفاعل الأفكار وتتكاتف الجهود وتنهض الأمة، فأرجو أن يصل صدى المقال وصدى الطرح البناء إلى جهات الاختصاص، وأن تنال نصيبها من الاهتمام والجدية اللائقة لمواضيع كتلك تلامس هموم المواطن والمصلحة العامة، ويجب أن نتخلص من العقد والتعقيدات الاجتماعية البالية، مع التزامنا بتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة الصحيحة.