استكمالا للحديث حول الدهون الغذائية في العددين الماضيين نتطرق إلى السمن البلدي أو ما يعرف بالسمن المسلي والذي يستخرج من دهن الزبد ويصنع من زبدة أو قشدة البان الأبقار والأغنام والضأن والنياق والجواميس. ويمتاز السمن عن الزبد بمقاومته للتزنخ وبإمكانية تخزينه في درجات حرارة عادية، إذ لا يحتاج إلى تبريد ويحتوي سمن البقر إلى أكثر من تسعة أحماض دهنية أهمها حمضي الأولينيك وحمض البلمتيك ويحتوي على كوليسترول بنسبة 31،% وشحميات فسفورية كاروتينات وفيتامين أ وبروجسترون وحموض دهنية حرة وأسكوالين ( طليعة كولسترول ) . ومن المعروف أن السمن مازال يستخدم على نطاق واسع وبكميات كبيرة في عالمنا الشرقي. ولا يوجد ما يشجع الإنسان على استعمال هذا الغذاء حيث نجد له القدرة على المساعدة في تهيئة الإنسان للإصابة بأمراض التصلب العصيدي في الشرايين وظهور الخثرات الدموية وداء السكري وضعف وظائف الكبد في تحويل الجاليكوجين إلى سكر وجلوكوز في حالات الضرورة القصوى . كما لوحظ قدرته على إضعاف أيض البروتينات مما يهيء الشعور بالتخمة. ويمكن القول بعدم ضرورة استخدام السمن كغذاء للإنسان العادي ولكن يمكن أن يكون علاجاً في بعض حالات النزف الدموي مثل الهيموفيليا واليوريمية والرعاف المستمر وللمساعدة في إسراع إيقاف النزف الدموي في فترة ما بعد الولادة مباشرة بعد نزول المشيمة Placenta وكذلك بعد عملية الختان. زيت الزيتون أما زيت السمك الذي يحتوي على العديد من الحموض الدهنية متعددة اللا تشبع بالهيدروجين التي تصل نسبتها إلى 60% من مجموع الأحماض الدهنية ويحتوي كذلك على عدد من الحموض الدهنية المشبعة بالهيدروجين تصل نسبتها إلى حوالي 22% من مجمل الحموض الدهنية وهو من أغنى الزيوت الطبيعية بفيتاميني أ ، د وفقير جداً في فيتامين ه . ويختلف زيت السمك عن الزيوت النباتية في احتوائه على الكوليسترول بنسبة تعادل 3 أضعاف تلك الموجودة في الزبدة أو السمن . ويختلف هذا الزيت اختلافاً أساسياً عن الزيوت النباتية والزبد والسمن في احتوائه على مجموعة من الحموض الدهنية متعددة اللا تشبع بالهيدروجين مثل حمض Timodonic والذي يعرف بحمض Eicosapentaenoic وكذلك حمض docosahexaenoic وحمض Clupandonic . لقد أوضحت الدراسات القدرات الكامنة في زيت السمك للوقاية وعلاج العديد من الأمراض مثل تخثرات الأوعية الدموية وداء السكري وفرط الجلسريدات الثلاثية وضغط الدم الشرياني وداء الكزاز (التيتانوس) والماء الأزرق في العين. ومن ناحية علمية كشفت بعض الدراسات أن هناك بعض الحالات المرضية التي يجب ألا يتعاطى زيت السمك خلال المعاناة منها مثل اضطرابات القلب والاحتشاءات القلبية وداء الصفراء والقصور الكبدي ومرض فقر الدم الإنحلالي وتقبضات الأوعية الدموية الطرفية . انواع من الزيوت وفيما يتعلق بالدهون النباتية فهي تختلف تماماً عن الدهون الحيوانية حيث أن الزيوت النباتية غير مشبعة فلو نظرنا إلى زيت الذرة Corn oil مثلاً لوجدنا أنه يحدث العديد من التأثيرات في أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة ومحتويات الدم ومن هذه التأثيرات ، تأثيره على الكوليسترول حيث كشفت بعض التجارب الإكلينيكية أن تعاطي الإنسان سواء كان صحيحاً أو مصاباً بمرض فرط الكولستروليه والتصلب العصديدي للشريان الأبهر أن زيت الذرة بجرعات ما بين 5،-1 جرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم يومياً ولمدة أسابيع أدى إلى تخفيض مستوى الكوليسترول الكلي وأسترات الكوليسترول في الدم بنسبة 20% وأدت المعالجة إلى تغير التركيب الكيميائي إلى استرات الكوليسترول إذ ارتفعت نسبة حمض لينولينك وأنخفض مستوى كل من حمض أولنيك وحمض البالمتيك . وكشفت الدراسات التجريبية الأولية أن لزيت الذرة تأثيراً على تخفيض مستوى البروتينات الشحمية منخفضة الكثافة ( نوع بيتا ) وزيادة البروتينات الشحمية عالية الكثافة ( نوع الفا ) . وفيما يتعلق بالجلسريدات الثلاثية فقد أثبتت الدراسات أن زيت الذرة يلعب دوراً في تخفض ملحوظ في مستوى الجلسريدات الثلاثية في الدم مما يشير للقدرة الكامنة في هذا الزيت للوقاية وعلاج مرض الاحتشاء القلبي المصاحب بفرط هذه الجلسريدات. كما تشير الدراسات إلى تأثير زيت الذرة على الجهاز المعدي المعوي حيث تقول الدراسات أن لزيت الذرة قدرة على زيادة إفراز مادة المثبط المعدي عديد الببتيدات ذو القدرة الفائقة على تثبيط إفراز أنزيم الهضمين Pepsin وحمض الهيدروكلوريك من خلايا المعدة، وإضافة لهذا أشارت بعض البحوث لقدرة هذا الزيت على إضعاف قدرة مادة الجاسترين Gastrin في تثبيط إفراز أنزيم أل Pepsin وحمض الهيدروكلوريك . النخيل يستخرج منه زيت صحي ونسبة للدور الذي تلعبه هاتان المادتان في إحداث القرح المعدية والعفجية فإن هذه النتائج تشير بالإمكانية الكامنة في هذا الزيت على الوقاية من وعلاج هذه القرح. ومن ناحية أخرى فإن هذا الزيت يقوم على تثبيط إفراز أنزيمي ليباز وأميلاز من غدة البنكرياس مما ينشط من أيض الدهنيات والنشويات في الأمعاء وامتصاص جزئياتها واستفادة الجسم منها استفادة كاملة. كما أن هذا الزيت يلعب دوراً في زيادة إفراز محتويات المرارة من الصفراء في الإثنا عشر إذ لوحظت قدرة الزيت على تنشيط خلايا الكبد لتصنيع أملاح الصفراء مثل أحماض كوليك وشينودى أوكسي كوليك ودارسودي أوكسي كوليك وموري كوليك ولثيو كوليك. كما أدى الزيت لزيادة إفراز الكوليسترول في الصفراء. وعموماً تشير هذه الدراسات إلى الدور الإيجابي لهذا الزيت في زيادة أيض وامتصاص الدهنيات وبعض الفيتامينات مثل ( أ و ه و د ) والاستفادة الكاملة من الأغذية التي تحتوي على هذه المواد. وأما زيت الفول السوداني فكشفت الدراسات الإمكانيات الكامنة في هذا الزيت الوقاية من وعلاج ضعف الأعصاب واضطرابات أيض وامتصاص الدهون والفيتامينات الذائبة منها مثل ( أ ، د ، ه ، ك ) . كما أنه له القدرة على تنشيط الجهاز المناعي . كما أوضحت بعض الدراسات أن لهذا الزيت بعض التأثيرات غير الحميدة التي تمثلت في قدرة الزيت على زيادة مستوى البروتينات الشحمية منخفضة الكثافة والجلسريدات الثلاثية في دم الإنسان مما يجعله من المحظورات في حالة فرط الدهنيات في الدم كما في حالات بعض مرضى السكري والاحتشاء القلبي والتصلب العصيدي الشرياني . وفي زيت السمسم اتضحت القدرات الكامنة في هذا الزيت على الوقاية وعلاج الخثرات الدموية والذبحات الصدرية وفرط ضغط الدم الشرياني وسوء الهضم الناتج عن قصور المرارة وإفراز الصفراء ومرض التقرن الجريبي الجلدي. وفيما يتعلق بزيت دوار الشمس فقد اتضحت الإمكانيات الكامنة في هذا الزيت للوقاية من وعلاج بعض الأمراض مثل فرط الكولستروليميه وما يصاحبها من تصلب عصيدي في الشرايين وفرط البروتينات الشحمية بالإضافة للخثرات الدموية وفرط ضغط الدم الشرياني والذبحة الصدرية واضطراب النظام القلبي وقصور الكبد في تصنيع أملاح الصفراء. كما اتضح امكانياته الكامنة في تقوية جهاز المناعة. ولكن ومن وجهة أخرى كشفت الدراسات قدرة هذا الزيت على إسراع أيض بعض الأدوية مما يضعف من تأثيراتها الطبية ويتطلب تعديل جرعاتها، كما أوضحت لنا قدرة هذا الزيت على تقوية تأثير بعض الأدوية المانعة لتخثر الدم مما يتطلب إقلال جرعاتها أو اجتناب تعاطي الزيت أثناء العلاج بها. أما زيت النخيل فقد كشفت الدراسات أن هناك نقصاً كبيراً في بحوث تأثيرات هذا الزيت على أجزاء الجسم المختلفة. ولكن الدراسات القليلة التي تم إجراؤها ونشرت تشير لقدرة هذا الزيت على تخفيض الكوليسترول الكلي والبروتينات الشحمية منخفضة الكثافة مما يستنبط منه أن لهذا الزيت إمكانية للوقاية من وعلاج بعض أمراض تصلب الشرايين، ولكن هنا بعض الدراسات تشير لقدرة هذا الزيت على ترسيب استرات الكوليسترول في الشريان الأبهر مما يضعف من قدرة هذا الزيت على الوقاية الكاملة وعلاج أمراض تصلب الشرايين. كما أفادت الدراسات خاصية هذا الزيت على زيادة مستوى الجلسريدات الثلاثية في الدم مما يجعله من الزيوت المحظورة لأولئك المرضى الذين يعانون من فرط هذه المواد. وبالنسبة لزيت فول الصويا فقد أوضحت الدراسات قدرة هذا الزيت على تخفيض مستويات كل من الكوليسترول والشحميات البروتينية والجلسريدات الثلاثية في الدم مما يرشحه ليحتل مكاناً مرموقاً في برامج الوقاية من وعلاج بعض أمراض القلب والشرايين مثل التصلب العصيدي والاحتشاء القلبي وتخفيض ضغط الدم الشرياني وكذلك مستوى جلوكوز الدم. أما زيت بذرة القطن فقد كشفت الدراسات ضآلة المعلومات المتوفرة بشأن التأثيرات لهذا الزيت على عدد من أعضاء الجسم حيث لا توجد دراسات تفصيلية أو حتى عامة حول تأثيرات هذا الزيت على الجهاز القلبي الوعائي والجهاز الكلوي البولي والمعدي المعوي والغدد الصماء وجهاز المناعة. ولكن تقول الدراسات أن لهذا الزيت القدرة على الوقاية وعلاج فرط الكوليسترول والبروتينات الشحمية والجلسريدات الثلاثية التي تهيئ لحدوث التصلب العصيدي الشرياني والاحتشاءات القلبية والخثرات الدموية وفي حالات قصور الكبد في تصنيع أملاح الصفراء وما يصاحبها من سوء هضم للدهنيات وامتصاص بعض الفيتامينات الأساسية. وفيما يتعلق بزيت الحبة السوداء فقد كشفت الدراسات عن الإمكانية الكامنة في الزيت الكلي للحبة السوداء بما يحتويه من الزيت الثابت والزيت الطيار على إحداث العديد من التأثيرات الطبية والتي تمثلت في تخفيض ضغط الدم الشرياني والفتك بالعديد من الجراثيم والفطريات وتخفيض درجة الحرارة وتخفيض مستوى سكر الدم وإزالة الآلام المعوية والرحمية ومعالجة مرض النقرس وضعف التنفس ومنع حدوث الخثرات الدموية. أما زيت الزيتون المستخرج من الشجرة المباركة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وكذلك في الأحاديث النبوية الشريفة فقد أوضحت الدراسات أن لزيت الزيتون قدرة كبيرة على الوقاية من وعلاج فرط البروتينات الشحمية منخفضة الكثافة والجلسريدات الثلاثية وما يترتب عليها من أمراض مثل تدهن الدم وحدوث اضطرابات الأوعية الدموية والاحتشاءات القلبية وعلى الوقاية من وعلاج داء السكري وقصور الكبد وداء الصفراء والقرح المعدية والاثنا عشر (العفجية) وضعف المناعة والالتهابات والأكزيما ومرض الزهام وجفاف الجلد.