قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس انه يأمل ان تتخذ سوريا خطوات للاصلاح خلال عشرة او 15 يوما وان أنقرة وجهت رسالة واضحة إلى سوريا بالكف عن إراقة الدماء الناجم عن عملية القمع الوحشية للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وصرح اردوغان بأن سفير تركيا لدى سوريا زار حماة وقال إن الدبابات تغادر المدينة. وأكد وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو أنه نقل إلى القيادة السورية رسائل تركية فقط من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والرئيس عبدالله غول نافيا نقل أي رسائل أخرى إلى دمشق خلال زيارته لها. وتحدثت تقارير إعلامية عن رسالة أمريكية طلبت هيلاري كلينتون من داوداوغلو نقلها للأسد، تدعو لعودة الجيش السوري إلى ثكناته . في الوقت نفسه اتهمت المعارضة العلمانية الحكومة التركية بالعمل كموظف لدى قوى أجنبية بشأن سوريا، ورفض داودأوغلو في مؤتمر صحفي لدى عودته من دمشق اتهامات من جانب زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار اوغلو للحكومة بأنها أصبحت "موظفا لدى قوى أجنبية "، قائلا أنه لا يليق بزعيم المعارضة في الجمهورية التركية أن ينطق بمثل هذه الاتهامات، لأنه لم يكن هناك في تاريخ الجمهورية التركية وزير خارجية أو حكومة كانت موظفا عند أية دولة أخرى. القبض على 7 جواسيس سوريين فى مخيمات اللاجئين التركية والتحقيق معهم من جانبه أكد السفير الأمريكي في أنقرة فرانسيس ريتشاردوني تعليقا علي زيارة داود أوغلو لدمشق، والرسائل التى أرادت واشنطن نقلها لسوريا، أن سوريا تشكل قضية مهمة وعاجلة للولايات المتحدة. ورهن داود أوغلو في مؤتمره الصحفي الذى عقده في مطار اسنبوغا فى أنقرة عقب عودته من دمشق بعد مباحثات استغرقت 6 ساعات، نتائج زيارته لسوريا ومباحثاته هناك على ما وصفه ب "خطوات ملموسة " ستتخذها القيادة السورية خلال أيام لوقف العنف والسير في طريق الإصلاح، واصفا هذه الأيام بالحرجة. وقال داود اوغلو إن تركيا ستراقب الأحداث في سوريا على مدى الأيام القادمة، مشيرا الى أن مباحثاته مع الرئيس السورى، والتى عقدت بشكل ثنائي لمدة 3 ساعات، قبل عقد اجتماع موسع استغرق الوقت نفسه، بأنها كانت صريحة وودية، ولفت الى أن تركيا ستظل على اتصال بجميع أطياف المجتمع السوري. وأضاف داود اوغلو أن تركيا تأمل في أن تشهد سوريا عملية انتقال سلمية تتيح للشعب السوري صياغة مستقبله، وأن تركيا نصحت الأسد بتطبيق إصلاحات تمهد السبيل لانتقال سوريا إلى نظام تعددي، رافضا الخوض في تفاصيل محادثاته مع الأسد وما تم الاتفاق عليه بين الجانبين، لكنه أشار إلى أنها تناولت كل شيء، وأكد أن مسار المرحلة المقبلة في سوريا مرهون بالخطوات التي ستتخذ في الأيام المقبلة، وليس الأشهر، وستكون هذه الأيام " حرجة ". من جانبها أكدت مصادر مطلعة لل (الرياض) أن السفير التركي في دمشق قام بزيارة إلى مدينة حماة وحسب المصادر فإن الزيارة جاءت بناء على المحادثات التي جرت في وقت سابق بين وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو والرئيس بشار الأسد وقد اطلع السفير التركي على الأماكن التي حصل فيها تخريب من قبل المسلحين والتقى مع بعض المواطنين من أبناء المدينة. صورة بالفيديو تظهر انتشار الدبابات في ادلب (شمل شرق سوريا) (ا ف ب) وكانت وحدات الجيش السوري غادرت مدينة حماة التي عاشت ظروفا عصيبة خلال الفترة الماضية. وقال ضابط في الجيش السوري في تصريح للصحفيين: إن الجيش خرج بشكل نهائي من حماة عائدا إلى ثكناته العسكرية بعد ان نفذ مهمته الوطنية بكل شرف وإخلاص وإعاد الأمن والاستقرار إلى المدينة مستجيبا إلى نداءات المواطنين الذين روعتهم المجموعات الإرهابية المسلحة. وأكد الضابط أن الجيش نفذ مهمة نوعية وكان حريصا على دماء وأرواح المواطنين مشيرا إلى أن المجموعات الإرهابية المسلحة كان بحوزتها أسلحة حديثة جدا تسببت بالكثير من التخريب في مناطق عدة من المدينة. ووفقا لمصدر رسمي سوري فإن وحدات الجيش تمكنت من استعادة كميات من الأسلحة وأجهزة الاتصال ومبالغ مالية كانت قد سطت عليها المجموعات الإرهابية المسلحة في مدينة حماة. وشوهدت العشرات من آليات نقل الجنود وهي تغادر صباح امس حماة (وسط سوريا)، حيث انتشر الجيش بقوة في بعض احيائها في نهاية تموز يوليو بعد تظاهرات حاشدة، حسبما ذكرت صحافية. وقالت الصحافية التي شاركت في زيارة نظمتها السلطات السورية لحوالى ستين صحافيا ان حوالى اربعين آلية ترفع كل منها العلم السوري وتقل جنودا شوهدت وهي تغادر المدينة قبيل الظهر. وردد بعض الجنود الذين كانوا يرفعون اشارة النصر "بالروح بالدم نفديك يا بشار" و"الله سوريا بشار وبس". وكان الجيش السوري دخل في 31 تموز يوليو حماة حيث قتل حوالى مئة شخص في حملة واسعة في ما اعتبره ناطشون "احد اكثر الايام دموية" منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الاسد. وقال الناشطون وشهود عيان ان العمليات اسفرت منذ ذلك الحين عن سقوط عشرات القتلى الآخرين في المدينة التي قطعت فيها السلطات وسائل الاتصالات واكدت انها تعمل على مكافحة "العصابات الارهابية المسلحة" التي تؤكد انها تقف وراء الاضطرابات. أوغلو يتحدث للصحافيين في انقرة (رويترز) وشملت زيارة الصحافيين مركزا للشرطة تبدو عليه اثار النيران. وقال الضابط في الشرطة اسامة مخلوف "لقد احرقه ودمره مخربون". واوضح هذا الضابط ان "كل مراكز الشرطة تعرضت لهجمات متزامنة من قبل المخربين" في 31 تموز يوليو، مؤكدا ان "17 شرطيا قتلوا". وتحدث سكان تحدث اليهم الصحافيون ايضا عن "مخربين" ورحبوا بتدخل الجيش. في شان متصل ذكرت شبكة "ان تي في" التركية قيام قوات الامن التركية في محافظة "هطاي" باجراء استجوابا لسبعة جواسيس سوريين اعتقلوا في مخيمات اللاجئين السوريين في ضواحي المحافظة الواقعة على الشريط الحدودي التركي - السوري. وأضافت المصادر أنه سيجري إبعاد هؤلاء الجواسيس خارج الحدود بعد انتهاء التحقيقات معهم، لافتين إلى أن هؤلاء لهم ارتباطات مع المخابرات السورية وقد تسللوا إلى مخيمات اللاجئين لجمع المعلومات عن اللاجئين السوريين وأعدادهم وهوياتهم ومحاولة إثارة أعمال الشغب والفوضي في المخيمات.