قبل آذان الإفطار يتسارع الأطفال في الحي حاملين بعض الأطباق الرمضانية المغلفة الساخنة إلى بيوت الجيران، يطرقون الأبواب على عجل حتى يستطيعوا العودة إلى البيت قبل أن تتناول الأسرة لقيماتها الأولى، لكن أيديهم أيضاً لم تكن فارغة فيعودون بعد أن تعطيهم الجارة شيئاً من أطباق فطورها، ذلك التواصل الإنساني الجميل أصبح مفقوداً بين الجيران في وقتنا الحالي، فالجار أصبح لا يعرف شيئاً عن جاره سوى أنه يراه على سلم العمارة فيلقي عليه السلام بتحفظ ويغادر، أو ربما أسقط البعض التحية من حساباته، بل إن من الجيران من لا يعرفون ولايتحدثون مع بعض، وأصبحت فكرة "خليك في حالك" هو الفكر الجديد الذي يفضله غالبية الناس، وربما كان التواصل في حدود تأدية العزاء في حالة الوفيات. ويمارس البعض سلوكيات غير لائقة مع جاره، فيتكلم عن أهل بيته، أو يزجر طفله حينما يراه يلعب قريباً من منزله، حتى وصل الحال سوءاً إلى دائرة الإيذاء من التخريب والشجار والدخول في دائرة الخلافات والشجارات، فينسى البعض بأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أوصى بالجار السابع!، فكيف بالجار المجاور. صح النوم ... أنت في رمضان.. فبادر بصلة جارك، وتعاطف مع أوضاعه الاجتماعية الصعبة، وبادر بالسؤال عنه، وتودد له ولاتنس بأنه يكاد "يورثك" كما أخبر النبي الأمين. وخزة: في منتصف الليل إذا أصابك مكروه فلن يكون هناك أقرب من جارك إليك.