يتداول الشباب عبر "البلاك بيري" أخبارهم ومناسباتهم، وتحديد أماكن تجمعهم.. تجدهم في أكثر من مرة "مطأطئين" رؤوسهم إلى حد يشعر من أمامهم أنهم ليسوا ذا أهمية، وربما يصطدمون بهم أثناء السير.. أما أيديهم فهي تتحرك بسرعة البرق، وتلامس أزرة المفاتيح، وكأنها تعزف على "بيانو"، وترسل وتتلقى كل ما هو جديد..ثم تعلو الابتسامات، وملامح الدهشة والاستغراب، وربما وصل الأمر إلى "الانتقام الناعم". "البلاك بيري" بات "وسيلة إعلامية" شديدة الانتشار، مصحوبة بتقنية حديثة للتواصل الجماعي عبر "القروبات" الشخصية أو العامة، والتي باتت مؤخراً "مرتعاً خصباً" لانتشار الأخبار المكذوبة وغير الصحيحة، وكذلك الأخبار المفجعة والمؤلمة في أحيان أخرى، بل والترويج لعدة أفكار منحرفة لن تجد مكاناً لانتشارها بهذه السرعة العالية إلاّ في "البلاك بيري" دونما حسيب أو رقيب. ورغم ما تسببه هذه التقنية من ضياع أوقات الشباب في أشياء غير مفيدة، إلاّ أنها ساهمت بشكل كبير في تقوية العلاقات الاجتماعية فيما بين الأشقاء والأقارب، من خلال التواصل المستمر فيما بينهم، الأمر الذي كسر حاجز الرسمية وتحولها إلى "الميانة". وارتفع عدد هذه الأجهزة في المنطقة الشرقية على حد وصف المتعاملين بداخل مراكز بيع الجوالات إلى أكثر من (50%) من الأجهزة المحمولة، وتراوحت أسعاره في الستة أشهر الأخيرة بين (920) ريال إلى (1200) ريال، وأن سبب إقبال (90%) من الذين يشترون هذه الأجهزة بسبب وجود خدمة التواصل الاجتماعي عبر القروبات، أو كما هو معروف "البيبي pin". "الرياض" تُسلط الضوء على أجهزة "البلاك بيري" لمعرفة الأضرار التي يسببها للجيل الحالي، خصوصاً في الجوانب السلوكية والاجتماعية، مع طرح الآراء التي من شأنها أن توجه الشباب فيما هو لصالحهم. أحمد الدغامسي توجيه وضبط في البداية قال الشاب "يوسف آل مقبول": إن أكثر ما يشد انتباهه ويثير فضوله هو الإقبال الشديد الذي يبديه الشباب تجاه هذه الأجهزة، والتي لا يحبذ اقتناءها، ولكنه يشاهد غالبية الأصدقاء وبعض الأقارب يقتنونها، مضيفاً أن الوقت الذي يولونه لهذه الأجهزة وخصوصاً "البلاك بيري" يمثل نصف أوقاتهم، بالإضافة إلى أنه وسيلة للتعارف غير المنضبط وعلى مختلف الأجناس من الشباب والشابات، مما يدعو إلى وقوع محظورات شرعية؛ والسبب بالتأكيد هو عملية التعارف الخارجة عن الضوابط الشرعية والرقابية، مؤكداً على أن هذه التقنية الحديثة تحتاج إلى التوجيه والضبط أو الرقابة للحد من سلبياتها والتي تبدو واضحة للعيان. وسيلة للمفحطين وأكد "أحمد السويدي" على أن "البلاك بيري" أصبح وسيلة سهلة وفي متناول الصغير قبل الكبير لنقل الأخبار المكذوبة وغير الموثوقة، مما يثير الخوف والفزع لدى البعض أحياناً، ذاكراً أن هذه التقنية أصبحت تسير بشكل سلبي بين الشباب، لبث الأخبار المشبوهة والإشاعات، بل أصبحت وسيلة ل"المفحطين" في تحديد أماكن "التفحيط" دونما حسيب أو رقيب، موضحاً أن هذه التقنية بعيدة تماماً عن الرقابة الأمنية، ولابد من توجيهها التوجيه الصحيح، ففي ذلك حفظ لتصرفات الشاب، وخصوصاً تلك التصرفات اللامسؤولة من بعض المراهقين. مصدر مزعج وأوضح "علي البارقي" أن أجهزة "البلاك بيري" تم استغلالها أسوأ استغلال من قبل غالبية الشباب، حيث إنها أصبحت مصدراً إعلامياً مزعجاً ينشر بعض الروابط السيئة على الشبكة العنكبوتية، كذلك جرى استخدامها من قبل بعض المراهقين بأسلوب خاطئ، ولابد من التنبه لهذه النقطة والتركيز عليها من قبل الأجهزة المعنية بالأمر، مشدداً على وجوب الترشيد السلوكي للشباب، بخصوص استعمال هذه التقنية وتوظيفها التوظيف الصحيح والسليم، بعيداً عن السلوكيات الخاطئة والسيئة. البلاك بيري حقق نسبة 50% من مبيعات الأجهزة في أسواق الشرقية دور إيجابي وقال "أحمد الدغامسي": إن الإشاعات وجدت مكاناً خصباً في هذه التقنية، وخصوصاً أنه يتم تداولها في الغالب بين الفئات السنية الشابة ذات النشوة البعيدة عن التفريق بين الغث والسمين، مضيفاً أن بعض الأخبار التي يتم تداولها بين هذه الفئة قد تكون مغلوطة، بل وغير صحيحة، حتى وإن كانت على شكل نصائح، مبيناً أن لهذه الأجهزة دوراً إيجابياً في بعض الأمور، كنشر أخبار الزواجات، أو أخبار مجتمعية تهم الشأن العام، أو حتى نشر الأخبار الرياضية التي تخص الأندية. حوادث سيارات وذكر "خالد النجعي" أننا في الوقت الحالي في أشد الحاجة لوجود المعلومة الدقيقة والبعد قدر الإمكان عن الأخبار المشبوهة، وخصوصاً أن انتشار المعلومة أصبحت كانتشار النار في الخشب، مضيفاً أن حوادث سيارات حدثت بسبب الانشغال ب"رسائل الدردشة" الموجودة، وتم حصد الأرواح بسبب سوء استعمال هذه التقنية بشكل خاطئ، مشيراً إلى أننا نسئ استخدام التقنيات المتوفرة لدينا، ولابد من تصحيح هذا المفهوم، وهو أن التقنيات الحديثة المتوفرة للأفراد أُوجدت لدعم الفكر والثقافة للأمام وليس العكس. حجب الخدمة وأكد "محمد يحيى" على أن المراهقين هم من يُحوِّل أجهزة "البلاك بيري" إلى قناة إعلامية غير مضبوطة، مهمتها نشر الشائعات بين أفراد المجتمع، أما الصنف الآخر من مستعملي هذه التقنية، فإنهم على علم ودراية بكيفية توجيهه التوجيه الصحيح، ولو تم وضع رقابة أو آلية ضبط لتقنية "البيبي PiN" الموجودة في هذه الأجهزة، لتغير الوضع عما هو عليه كثيراً، مشدداً على ضرورة توعية أولئك الفئة التي تستخدم التقنية بشكل خاطئ أو على أقل تقدير حجب هذه الخدمة. أرقام مرتفعة ومن داخل المراكز التجارية بمدينة الخبر قال "أنور علي": إن مبيعات أجهزة "البلاك بيري" تسجل أرقاماً مرتفعة كل يوم عن الذي قبله، وتتراوح غالبية الفئة السنية لمن يتوجهون لاقتناء هذه الأجهزة بين (17) و(30) عاماً، نظراً لتوافقها مع غالبية توجه الشباب الباحثين دوما عن الجديد، مؤكداً على أن حجم هذه الأجهزة تمثل (50%) من مجمل أنواع الأجهزة الأخرى في السوق المحلي؛ نظراً للإقبال المرتفع عليها وأن برامج الدردشة والتواصل الاجتماعي تمثل (90%) من الأسباب الواقفة وراء توجه الكثير لشرائها، مبدياً انزعاجه في تسبب هذه الأجهزة في فتح أبواب التواصل السهلة وخصوصاً بين الشباب والفتيات!. د.عمار بكار وفي محل آخر أوضح "عبد الإله حسين" أنه خلال السنتين الأخيرتين وهي عمر وجود "البلاك بيري" في السوق المحلي، مر بمراحل تذبذب في أسعاره بين (920) إلى (1200) ريال، ولكنه ظل متمسكاً بأرقام مبيعاته دونما أي تراجع. مسؤولة اجتماعية وقال "د.عمار بكار" -مدير الإعلام الجديد بمجموعة أم بي سي-: إن أجهزة "التكنولوجيا" تطورت بشكل كبير جداًّ، ومن المستحيل التحكم أو السيطرة عليها من قبل الأفراد، لكن العلاج الوحيد للتجاوزات الخاطئة التي تنتج جراء سوء استخدامها هو تفعيل "المسؤولية الاجتماعية"، وزيادة جرعات هذه الثقافة لدى المجتمع، إلى أن يصلوا إلى مرحلة تقييم المعلومة تقييماً صحيحاً، مشيراً إلى أن العائد على المجتمع جراء تفعيل هذه الثقافة والتي هي الخيار الوحيد، هو وجود آلية دفاع ذاتية لدى الناس لطرق التعامل مع الشائعات وسوء استخدام هذه التقنية. أحمد السويدي أنور علي عبدالإله حسين علي البارقي محمد يحي يوسف آل مقبول