رأيت من واقع الحياة أن هناك الكثير لا يحسن التخطيط لاستغلال وقته وتنظيمه بل إن البعض من الناس يظن أن تنظيم الوقت والتخطيط للاستفادة منه شيء ثانوي وهذه المفاهيم تجعلنا أو بعضنا لديه الكثير من العشوائية في اتخاذ بعض القرارات لتنظيم أوقاته ومن تلك المتعلقة بالإجازات . إن التخطيط للإجازة واستغلالها بما يعود بالفائدة على الأسرة والأبناء والمجتمع أعتبرها من الضروريات في وقتنا الحاضر ، إن التخطيط علم واسع متشعب فهناك التخطيط الإستراتيجي وهناك الاستشراف وهو آخر صيحات هذا العصر إلى غير ذلك من الفروع والتي لا تخفى على المختصين ، ولكنني سوف أقتصر على جانب فرعي وهو التخطيط للإجازة الصيفية . إن الإجازة الصيفية تحل علينا كل عام وتأتي للطلاب بعد عام من العناء والمشقة والمذاكرة والامتحانات وقلق الأب والأم طوال العام أثناء الامتحانات ، فهل قمنا بالتخطيط للإجازة وتحديد بدء الإجازة إذا كان هناك سفر والوسيلة التي ستستخدم .. أم أننا ننتظر أن تبدأ الإجازة ثم نبدأ بالتفكير ؟ . إذاً إننا نلاحظ أن هناك الغالبية العظمى من الناس ( للأسف ) من النوع الأخير وهم من يؤجلون التفكير في موضوع الإجازة إلى أن تبدأ وهذا خطأ كبير صحيح أن هناك البعض لديه ظروف أو يكون موضوع الإجازة مرتبطاً بنتائج الطلاب .. وفي هذه الحالة يمكن وضع خطة تكون ذات مرونة تشمل جميع الاحتمالات . كذلك من الأخطاء الشائعة لدى البعض أنه يعتقد أن الإجازة الصيفية تعني السفر خارج المملكة وهذا ليس بصحيح فمن الممكن التخطيط لقضاء إجازة الصيف في نفس المدينة أو في ربوع بلادنا . وهناك من يفضل قضاء إجازته في مدينته وهذا ممكن لكن لابد من التخطيط للاستفادة من الفعاليات والأنشطة التي تنظم إذ إننا لا حظنا أن هناك الكثير من الأنشطة المتعددة والفعاليات والتي تشمل جميع مناطق المملكة ولا بد استغلال ذلك واصطحاب العائلة إذ إن الأولاد سواء بنين أو بنات لديهم طاقات ولابد من تفريغها بما يعود بالفائدة عليهم ويكسر حاجز الملل عنهم مع أهمية قضاء وقت أكبر معهم . إن البعض يغفل عن التخطيط للإجازة الصيفية بل إن هناك البعض من الأسر تأتي الإجازة عليهم وكأنها الأيام العادية فتجد الأبناء جميعهم يقضون جل وقتهم في السهر على مشاهدة القنوات التلفزيونية أو الجلوس على الإنترنت والمقاهي من دون مراقبة من الوالدين وهذا من أسباب انحراف البعض منهم. إن الإجازة ليست تعني السفر فقط إلى الخارج وليست تعني السهر ، إن الإجازة تعني التجديد وتنمية المهارات واكتساب خبرات جديدة مع كسر الروتين والترفيه البري والاستعداد لسنة جديدة بالتخطيط بما يكون له اثر على الجميع مع مراقبة الله وتوجيه الأولاد بما يعود على الجميع بالنفع والفائدة . *مستشار إعلامي بوزارة الثقافة والإعلام