رفعت شركة ارامكو السعودية من فروقات تسعيرة النفط في أسواق البترول الأوروبية التي تستخدم "خام برنت الموزون" كسعر مرجعي يتم على ضوئه تقييم أسعار أنواع الخام السعودي لشهر يوليو القادم، فيما ضيقت الفروقات السعرية في أسعار الخام السعودي الذي يستهدف الأسواق الأمريكية والآسيوية ويستخدم سعر خام "ارقيوس" في الأسواق الأمريكية وسعر خام عمان/دبي في الأسواق الآسيوية كسعر مرجعي يتم بموجبه تحديد سعر الخام السعودي بمختلف أنواعه، كما خفضت أسعار جميع أنواع الخام السعودي الذي يباع في أسواق دول حوض البحر المتوسط التي تستخدم خام "برنت الموزون" كسعر مرجعي. وتشير مصادر نفطية مطلعة إلى أن السعودية تبني تقديراتها لأسعار النفط المستقبلية على ضوء تحاليل مالية دقيقة تجس من خلالها نبض أسواق الطاقة في مختلف بلدان العالم وتراعي الظروف التي تحيط بالصناعات والمشاريع الطاقوية ومستوى التدفقات البترولية ومعدلات النمو في أسواق الدول الصناعية ومدى تعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة المالية بالإضافة إلى تأثير معضلة ديون منطقة اليورو على حركة تجارة النفط ومؤشرات العرض والطلب في الأسواق العالمية. وتحظى السعودية بثقة عالية في الأسواق النفطية لتميزها بالمصداقية في التعامل والقدرة على تلبية احتياجات المستهلكين لكونها تمتلك أكبر طاقة إنتاجية فائضة تصل إلى قرابة 3 ملايين برميل يوميا، ولسياستها المتزنة التي تنتهج الاعتدال للمحافظة على مصالح الدول المنتجة والمستهلكة والحرص على استقرار أسعار النفط في مستويات تدعم انتعاش الاقتصاد العالمي وتعزز من تقدم المشاريع الطاقوية في الدول النفطية لتطوير الصناعات البترولية واستمرار تدفق الوقود إلى الأسواق بصورة تضمن التنمية المستدامة. في شأن ذي صلة واصلت أسعار النفط مسارها النازل الذي سلكته منذ نهاية الأسبوع الماضي لتخسر نسبة 4% متأثرة بعدد من العوامل النفسية ومن أهمها أزمة الديون في منطقة اليورو وتراجع أداء الاقتصاد الأمريكي أكبر مستهلك للنفط في العالم بالإضافة إلى البيانات المتباينة حول الأداء الاقتصادي في عدد من الدول الأكثر نموا في العالم، ما دفع خام ناميكس القياسي إلى مواصلة الهبوط ليصل أمس الجمعة في بداية التعاملات الصباحية في الأسواق الأوروبية والآسيوية إلى مشارف 91 دولاراً للبرميل، كما تراجع خام برنت إلى 112 دولاراً للبرميل. ولم تفلح تقارير وكالة الطاقة الدولية التي أشارت إلى نمو قوي في الطلب على النفط وخاصة نفط الأوبك في الحد من تراجع أسعار النفط، لكون الأسواق قرأت هذا التقرير على أنه حث للأوبك على زيادة الإنتاج للضغط في اتجاه الهبوط الكبير خاصة بعد أن قالت الوكالة إن على منظمة الأوبك ضخ لا يقل عن 30 مليون برميل يوميا لمواجهة الطلب القادم على الوقود الأحفوري. وقد جر هذا الهبوط الحاد في أسعار النفط سعر الذهب للتراجع إلى 1524 دولاراً للأوقية كما سحب مؤشرات الأسهم العالمية حيث أغلقت جميع مؤشرات الأسهم الآسيوية على تراجع، و افتتحت الأسهم الأوروبية على هبوط في ظل تضارب الأنباء حول أزمة الديوان ومدى انعكاساتها على أداء الاقتصاد العالمي.