شهدت سماء المملكة وجميع دول العالم التي يكون فيها القمر ظاهرا في السماء مساء امس الأربعاء أول خسوف قمري في هذا العام لم يرصد مثله، الذي يتميز بطول مدته التي تتجاوز (100) دقيقة ومن الحالات التي يندر حدوثها، وقد أعدت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عددا من التلسكوبات المتطورة لديها لرصد حالة الخسوف، حيث توافد كثير من المهتمين والراغبين إلى مقر المدينة قبل الساعة الثامنة مساءً لمشاهدة عملية الخسوف الكلي للقمر عبر استخدام التلسكوبات، فيما قام عدد من المختصين من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بتقديم معلومات عامة عن عملية الخسوف وكيفية حدوثها وتوزيع كتيبات عن الحالة، وكذلك الرد على أسئلة واستفسارات الحضور. وفي تمام الساعة 8:24 مساءً شاهد الجميع بداية الخسوف ودخول القمر منطقة الظل، وعند الساعة 9:22 مساءً بدا الخسوف الجزئي، فيما اكتمل الخسوف الكلي عند الساعة 10:22 مساءً، وانتهى الخسوف الجزئي عند الساعة 1:02 بعد منتصف الليل، كما انتهى الخسوف الكلي عند الساعة 2:00 صباحا، واخذ زوار المدينة يتابعون عملية الخسوف ويلتقطون الصور الفوتوغرافية عبر كامراتهم الشخصية لتوثيق الحالة. حضور لافت من قبل العائلات من جانبه أوضح المشرف على المركز الوطني للفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأستاذ صالح بن محمد الصعب أن الخسوف كما هو معروف من الظواهر الكونية التي تحدث بإذن الله تعالى عندما تتوفر ظروف مكانية خاصة تتمثل في مرور القمر خلال دورانه حول الأرض بظل الأرض الذي ينطلق دائما آلاف الكيلو مترات في الجهة المعاكسة للشمس، والمعروف أن مرور القمر في طور الاستقبال في ذلك الظل لا يحدث في منتصف كل شهر قمري بل يمر قريباَ منه (أعلى أو أسفل) وذلك بسبب الميل اليسير لمدار القمر حول الأرض على مدار الأرض حول الشمس كما قدره الله تعالى، ولولا ذلك الميل لحدث الخسوف منتصف كل شهر من الشهور القمرية، ولولاه أيضاً لحدث الكسوف مع نهاية كل شهر قمري، ولله تعالى في ذلك حكمة، وأفاد الصعب أن انتظام حركة هذه الأجرام العظيمة في المدارات التي اختارها خالق هذا الكون العظيم هي التي مكنت علماء الفلك من متابعتها وتحديد مواقعها وتوقع ما سيطرأ عليها من ظواهر مماثلة، ولولا انتظام تلك الحركة لما تيسرت معرفتها ولما تيسر توقع ما قد يترتب على ذلك. بداية خسوف القمر وأضاف إن توقع حدوث مثل هذه الظواهر ليس من المعارف الحديثة أو النجاحات المعاصرة للعلم الحديث كما يظن كثير من الناس، لان عددا من علماء الفلك المسلمين تمكن منذ مئات السنين من توقع حدوث الخسوف أو الكسوف قبل حدوثه بمدة طويلة، وشدد المشرف على المركز الوطني للفلك على أن معرفة أوقات مثل هذه الظواهر الكونية يجب أن لا يكون سببا لانتفاء ما يفترض أن يصاحبها من خشية ورهبة من الخالق جل وعلا وهو المتحكم في هذه المخلوقات العظيمة كما جاء في هدي المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم. وبين الصعب أن خسوف القمر كان مشابها عندما خسف عام 2000م الذي استمر ساعة وست دقائق، كما توقع حدوث خسوف مشابه في عام 2018م. وفي الموضوع ذاته أكد الدكتور أيمن فخري الأيوبي استشاري طب وجراحة العيون ل "الرياض" بان رصد خسوف القمر بشكل مباشر ليس له تأثير على العين نظرا لعدم وجود أشعة أعلى من مستوياتها وضارة مثل (الأشعة الفوق بنفسجية) عكس ما يحدث عن كسوف الشمس، الذي دائما يحذر من النظر إليه مباشرة لتأثير الأشعة على مركز الإبصار في شبكة العين وبالتالي قيد يصاب الشخص بالعمى. خسوف شبه كلي للقمر الزميل العثمان يتابع الحالة