تحتفل منظمة شنغهاي للتعاون في هذا العام بذكراها العاشرة. وهذا الهيكل الأمني الإقليمي الذي استقبل في الغرب مع بعض الحذر لم تفض على النحو الذي تنبأ به المتنبئون من السياسة إلى مواجهة كتل بين الشرق والغرب. لقد ملأت منظمة شانغهاى للتعاون فجوة فريدة من نوعها وذلك باعتبارها في آن واحد آلية فعالة لمكافحة مظاهر «الشرور الثلاثة» - الإرهاب والتطرف والانفصالية -، وتنفيذها في الوقت نفسه لمبادرات التكامل في السياق الاجتماعي - الاقتصادي. ستعقد قمة اليوبيل للمنظمة في 15 يونيو في عاصمة كازاخستان التي تتولى رئاسة منظمة شانغهاى للتعاون، وتجلى على نحو فعال الدور القيادي لكازاخستان لمنظمة شانغهاى للتعاون، فقد عقد قبيل القمة العديد من الاجتماعات التحضيرية لمناقشة جدول أعمال القمة المقبلة وبعض نتائج عمل جمهورية كازاخستان في منصب الرئيس. وقد تمكنت كازاخستان من تفعيل نشاط منظمة شانغهاي للتعاون، فقد قامت بتنظيم أكثر من مئة فعالية مشتركة تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة في مجالات محددة للتعاون. على سبيل المثال، تفاعلت منظمة شانغهاي للتعاون ببراعة عالية مع الأزمة السياسية والاقتصادية في قيرغيزستان، وعن طريق وزارة الطوارئ جرى تقديم المساعدة الإنسانية إلى بيشكيك. كذلك لم تغب أفغانستان عن الانتباه، إذ ما زال استمرار التوتر والمواجهة في جمهورية أفغانستان الإسلامية يمثل أحد المصادر الرئيسية التي تهدد الأمن والاستقرار. ووفقاً للخبراء فإن الجزء الكبير من المواد الأفيونية في العالم يجري إنتاجه على أراضي هذا البلد مما يدخل وبشكل تلقائي جميع الدول المجاورة إلى دائرة الخطر. ولهذا السبب تحديداً يولى التعاون في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات اهتماماً خاصاً. يعمل أعضاء المنظمة معاً لمنع الاتجار غير المشروع بالمخدرات. ولدى التطرق لكازاخستان وحدها، فقد تم في عام 2010 على أراضي الجمهورية اعتقال أكثر من 240 من مواطني الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون بتهم تهريب وجرائم المخدرات. بالإضافة إلى الخطر المستقل الذي يسببه الاتجار بالمخدرات فقد تحول منذ فترة طويلة إلى مصدر قوي لدعم الإرهاب الدولي، لذلك تولي منظمة شانغهاي للتعاون لمعالجة هذه المشكلة الاهتمام الأولوي. وعلى وجه الخصوص، من المزمع في المؤتمر المقبل لقمة منظمة شانغهاي للتعاون اعتماد استراتيجية مكافحة المخدرات للدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للفترة 2011-2016 وبرنامج تنفيذها. ومع ذلك فإن منظمة شانغهاي للتعاون هي بنية متعددة الأوجه لا تقتصر على التعاون الأمني فقط، ففي إطار المنظمة يجري التكامل في اتجاهات عديدة. على سبيل المثال أطلقت مؤخراً آليات جديدة للتعاون تتمثل في اجتماعات وزراء الصحة والزراعة، وفي وضع تجريبي بدأت عملها جامعة الشبكة لمنظمة شانغهاي للتعاون.