تكرّم معالي الدكتور محمد بن سعد الشويعر رئيس تحرير مجلة البحوث الإسلامية بإهدائي نسخة من مؤلفه القيم: نبذة عن معالم النهضة العلمية والأدبية بشقراء حاضرة إقليم الوشم. لقد قرأت الكتاب من أوله حتى آخره وخرجت منه بما يلي: أولاً: كنتُ أظن عن نفسي بأنني أعلم الكثير من تاريخ شقراء من الناحية العلمية والاجتماعية والأدبية والاقتصادية وقبل كل شيء الجوانب الدينية فبعد قراءتي هذه النبذة المباركة القليلة الصفحات الكثيرة الفوائد والمعلومات علمت أن الشاعر يعنيني حينما قال: علمتَ شيئاً وغابت عنك أشياء فلقد استفدت من الكتاب فوائد تاريخية سجلها هذا الكتاب لي ولإخواني أهالي شقراء خاصة، وللتاريخ العام بصفة العموم فجزى الله أبا عزام كل خير، وأسعده في حياته الدنيا وفي الآخرة وجعله ممن هيأ الله لهم مقام صدق في الآخرين. ثانياً: لاشك ان لشقراء أبناء وبنات ذوي تأهيلات علمية ومقدرة على التأليف وجمع ما اختزنته الذكريات التاريخية عن شقراء وتاريخها المجيد، وأنها كانت قاعدة لقيام الحكم السعودي في أدواره الثلاثة من حيث الاستجابة والسمع والطاعة، ومن حيث الامدادات المادية ومن حيث الموقع الجغرافي للتجمعات العسكرية ومن حيث الوفاء الصادق والتضحيات في سبيل صدق الولاء. هذه المعاني المعبرة عن صورنا التاريخية المشرقة لشقراء يستطيع تسجيلها ونقلها من عالم النسيان إلى عالم التذكير والذكرى مجموعة من طلبة العلم والأدب والتاريخ من أهلها وما أكثرهم ولكنهم في الواجبات قليل. ومن القليل الصادق الوفي معالي الدكتور محمد الشويعر فلقد كتب عن شقراء مجموعة مؤلفات أبرزت الكثير مما أسدل عليه التاريخ ستائر حفظه فنفض الغبار عن هذه المحفوظات وأخرجها في أثواب قشيبة تتسم بالوفاء والتحري والبعد عن المبالغات التاريخية. وأذكر أنني علّقت على أول كتاب صدر لمعاليه بعنوان: شقراء ووصفته، أعني الدكتور محمد الشويعر، بأصدق البررة من أبناء شقراء لشقراء. ولاشك أن شقراء تعتز به وتفخر بانتسابه إليها فهو رجل علم وصدق ووفاء، وللعبرة والموعظة فلقد برزت لي شخصية الدكتور محمد وبرّه، وصلته وقوة شعوره بارتباطه وانتمائه إلى بلدة شقراء وأحاديثه المتعددة عنها وعن تاريخها المجيد، والتذكير بما يجب أن تتبوأه من مكانة، وقارنت بينه وبين من كان أبوه وجده وجد جده إلى ما لا يقل عن عشرين جداً كلهم نشأوا في شقراء وشربوا ماءها وأكلوا ثمارها ودفنوا في ثراها فتنكر لها وصار يهون من شأنها، ويفضل غيرها عليها، ويدعو إلى نقل المركزية للمنطقة عنها فعجبتُ كيف يكون الولاء والصلة والبر متمثلاً في أشخاص وكيف تكون القطيعة والعقوق والإنكار ممثلاً ذلك في أشخاص آخرين؟! الواقع أن البر والصلة لا حدود لهما. كما أن العقوق لا حدّ له، وقد سمعنا من اعتدى على أبيه وأمه بالقتل فهدى الله الجميع لما يحبه ويرضاه وجزى الله الدكتور محمد الشويعر خير الجزاء وأجزله؛ فهو بحق ابن شقراء وأكثر أبنائها حباً لها، وبراً وانتماءً ومواطنة. والله المستعان.. * عضو هيئة كبار العلماء