إلى التي منحتني قبساً من أمل ما لبث أن توارى في اللحظة التي اعتقدت أن الحياة ابتسمت لي بعد عبوس، فقد أتى جوابك محطماً لحياتي.. ومبعثراً أحلامي.. هكذا عشت.. حياتي.. دائما أقاوم الظروف ولكنها كانت في كل مرة ما يلبث سلاحي أن ينكسر مشتتاً روحي.. وبعد سنوات من اليأس والاستسلام للواقع ظهرت في حياتي التي ذبلت.. فلملمت أشلائي ببعض الأمل الذي كنت أقتات منه طوال السنوات الماضية التي عرفتك فيها.. وكنت أمني نفسي لأصل لمنبع المحبة الحقيقية في داخلك.. ولكن .. ياللأسف.. ويالخيبة النفس.. أجد نفسي وصلت إلى العمق الأخير من صحراء الوحدة والبؤس.. أجد الأمل الذي كنت تلوحين به بي ماهو الا سراب.. لطالما تساءلت لماذا يخدع الإنسان نفسه ويوهمها ويبني من حولها السدود ويعلن للملأ إنها ظروف وهو الذي يصنعها ويتحكم فيها ويدعي انها تسيره.. صديقتي: إذا كان يكفيك مجرد التفكير بي وتذكيرك اياي حتى يكمل مفهوم الصداقة عندك.. فأنا لا اعترف بهذا النوع من العلاقات.. فالصداقة في نظري تبادل عاطفي ونفسي وليس مجرد تفكير فقط.. ثم لماذا تمنحني درجة سياحية في الصداقة بينما تمنحين من حولك درجة أولى أو أفق.. فأنا لا أطلب منك كل هذه الدرجات بل اطلب فقط أن أكون معك في كابينة القيادة.. فإذا كنت ترفضين ذلك فأنا لا استطيع تحمل وجود أوراقي عندك تعشعش عليها شباك العناكب تسخر مني ونقول هذه أوراق لإنسانة موجودة في ذاكرة النسيان. لم أتوقع أو يخطر ببالي أن الانسانة التي وثقت بها ومنحتها مشاعري وفتحت لها قلبي تسدد نحوي رمحاً تقطع به شراييني وتلوح لي بمنديل الفراق وتدير ظهرها وتمضي في طريق الحياة وأنا أقف وأشعر بأنها تبتسم بسخرية في قراءة نفسها مني وما تزال عبارتها الأخيرة تدوي في أذني «سأتذكرك.. سأفكر فيك..لم أتخيل أن يأتي يوم وتعاملني بقسوة ولا مبالاة فقد حاولت أحلامي المشرقة إلى رماد نثرته الريح في كل مكان فلا أدري.. أي بئر بل أي هاوية سوداء مظلمة بشعة ألقيت بي في غياهبها.. ووجدتني أسيرة للأحزان ترقص من حولي أشباح سوداء في ليل مظلم بهيم.. لا أجد ضوءاً استنير به فهل ستراجعين دفاتر مشاعرك لعلك تجدي لي مكاناً حقيقياً في قلبك أم أمضي مع النسيان.