قتل نحو عشرين متظاهرا وأصيب اكثر من 200 آخرين في عملية اقتحام ساحة الحرية في مدينة تعز والتي يعتصم فيها الآلاف منذ اكثر من ثلاثة اشهر للمطالبة برحيل الرئيس اليمني. وقالت مصادر طبية ل "الرياض" إن عملية الاقتحام والتي استمرت لاكثر من 12 ساعة اسفرت عن مقتل اكثر من عشرين وإصابة اكثر من 200 بالرصاص الحي واختناق آخرين بالغازات. وقامت قوات الامن والجيش معززة بالآليات العسكرية والدبابات والمصفحات وخراطيم المياه ومسلحين يسمون بلاطجة باقتحام الساحة وإحراق المئات من الخيام وجرفها بالجرافات. وقالت الناشطة بشرى المقطري إن الساحة تحولت الى ركام تتصاعد منه اعمدة الدخان، فيما قامت قوات الامن والبلاطجة باقتحام فندق المجيدي الذي كان يقيم فيه المصورون والصحافيون وقامت باعتقالهم كما قامت باقتحام مستشفى الصفوة واخرجت العشرات من الجرحى ونقلتهم الى المعتقلات. كما قامت باعتقال عدد كبير من المتظاهرين. وأكدت المقطري تعرض قرابة 100 متظاهر للحريق جراء إشعال النار في خيامهم فيما تم سحل اثنين من القتلى. كما اقتحمت قوات من الأمن والجيش ومسلحون بلباس مدني مستشفى الصفوة بتعز وقامت بتدمير كل محتوياته. وقال رئيس قسم المختبرات وليد الوتيري في تصريحات صحافية إن قوات الأمن والجيش اقتحمت المستشفى الذي يقدم خدمات إنسانية للمصابين والعبث بمحتوياته ونهبها بما فيها من أجهزة طبية .كما قامت باختطاف عدد كبير من المصابين الذين تم إسعافهم للمستشفى، إضافة إلى عدد من الأطباء. ويقع مستشفى الصفوة في قلب ساحة الحرية ، ويقدم خدمات طبية للمصابين أسوة ببقية المستشفيات الأخرى. واكتظ أمس المستشفى بالمصابين حتى الطابق الثالث ، وحينها تم اقتحامه ونهب محتوياته واعتقال المصابين وأضاف أن أغلب المصابين تعرضوا لاعتداءات جسدية من قبل أفراد الحرس الجمهوري دون مراعاته لاصابتهم. وقدر مصدر طبي خسائر المستشفى بأكثر من 500 مليون ريال يمني. وانتشرت الدبابات والمدرعات الساحة بعد اخلاء الساحة من المعتصمين. وتم ملاحقة واستهداف مئات المحتجين في الشوارع طوال الليل .الى ذلك تعرضت مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين جنوب اليمن امس الاثنين لقصف صاروخي استهدف مواقع لمسلحين سيطروا على المدينة وسط اتهامات للحكومة بتسليمها للقاعدة.وادى القصف الى نزوح السكان، فيما واصل الطيران تحليقه فوق سماء زنجبار حتى مساء امس الاثنين.وقتل 4 عسكريين من اللواء 24 ميكا في منطقة دوفس خلال اشتباكات دارت مع المسلحين .واتهمت المعارضة الرئيس علي عبد الله صالح، بتسليم المدينة إلى جماعات مسلحة لإظهار الانطباع بأنّ تنظيم القاعدة ناشط في اليمن. اصدرت احزاب اللقاء المشترك (المعارضة البرلمانية) بيانا اكدت فيها استنكارها ل "استمرار الرئيس صالح وما تبقى له من قوات عسكرية وأمنية ومليشيات مسلحة في ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الانسانية المستهدفة شباب الثورة الشعبية السلمية في ساحات التغيير وميادين الحرية و الآمنين من النساء والأطفال والشيوخ في منازلهم وقراهم". واكدت المعارضة أن "هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم ويتم رصدها وتوثيقها ولن يفلت من الملاحقة القضائية وعقاب العدالة مرتكبوها ومن دعمهم بالمال والسلاح" كما حملت صالح "شخصيا مسؤولية جرائمه المستمرة ضد أبناء الشعب". وناشدت المعارضة المجتمع الدولي ومجلس الامن "لاتخاذ قرارات ومواقف حاسمة تحمي أبناء اليمن من هذه الهستيريا وإيقاف نزيف الدم واحباط مخططات صالح الرامية لاحداث فوضى عارمة واشعال الفتن والحروب". من جهته، دعا صالح قيادات القوات العسكرية الموالية له في اجتماع عقد مساء الاحد الى "الصمود ومواجهة التحدي بالتحدي". الى ذلك أدان التحالف المدني للثورة الشبابية امس استمرار نظام الرئيس علي عبد الله صالح انتهاج العنف، داعيا إلى تصعيد سلمي في مختلف ساحات الحرية والتغيير بالمحافظات. وقال التحالف، في بيان صحافي، "في سياق توجه الرئيس صالح المحموم لإشعال الحرب الأهلية وتجسيداً لخطاب الحرب الذي أعلنه أثناء رفضه التوقيع على المبادرة التي تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي بناء على طلبه فإننا ندين بشدة إقدام النظام الفاسد المستبد على العنف المستمر، وقمع المحتجين المسالمين في المدن اليمنية في الجنوب والشمال".