الرسم الكاريكاتيري الذي أبدع فكرته ورسمه الزميل ربيع في عدد يوم الثلاثاء 3 مايو 2011م يعبّر بشكل فاضح عن ممارسة قد تكون عربية الهوية لكنها بالمقابل سعودية بامتياز. دعوني أولاً أصف الرسم لمن لم يطلع عليه. حادث بين سيارتين يقع بشكل معتاد في كل الأوقات على طرقات بلادنا . تم تطويق موقع الحادث ليس بالشرائط الحمراء التي تنشئها جهات التحقيق للحفاظ على الآثار في الموقع بل بأعدادٍ كبيرة من الفضوليين الذين شكلوا في الرسم حرف (O) بالانجليزية وكأن الرسّام يود قول ( Oh my god) كناية عن استنكاره لما يحدث. خارج هامش الطوق تدور سيارة الإسعاف مراراً في محاولة الدخول لممارسة مهمتها الإنسانية ولكن عبثاً تفعل حيث كثافة البشر المتفرجين تجعل مهمة رجال الإسعاف مستحيلة. أجزم بأن الرسم أوصل الرسالة بشكل بليغ دون كتابة كلمة واحدة وهنا تكمن عبقرية الصورة أو الرسم. موضوع تجمهر الفضوليين تم طرحه مرات كثيرة في مختلف وسائل الاتصال ومع هذا فالظاهرة هي هي لم يتزعزع أصحابها عن موقفهم. المشكلة أن سلبية هذا النمط من السلوك لا تقع على أطراف الحادث وهم قطعاً العنصر الأهم، ولكنها تمتد لتشمل كل من يستخدم الطريق حينما يوقف المتجمهرون سياراتهم كيفما اتفق وبالتالي يتم إغلاق الطرق وتعطيل الحركة عليها. واجهتُ كغيري مثل هذا التعطيل في شوارعٍ رئيسة بل وحتى في الطرق الدائرية يوقفون سياراتهم في عرض ووسط الطريق، ويتجمهرون للفرجة ولا أعرف عن أيّ متعة يبحثون في التفرّجِ على هكذا حوادث. المصيبة أن البعض يُخرج جهاز الجوال ويُصوّر القتلى أو المصابين وهم يتألمون ثم يقوم بكل وقاحة بنشرها على موقع (اليو تيوب) مخالفاً بذلك كل القوانين المتعلقة بحماية كرامة الإنسان وصيانة حريته الشخصية. أتمنى سؤال أحد هؤلاء عن مدى رضاه فيما لو كان هو أحد هؤلاء المصابين فيقوم أحدهم بتصويره وهو في تلك الحالة ؟! ولنتذكر الحكمة التي تؤكد بأن ليس ثمّة حوذي ماهر لا تنقلب فيه العربة. أخيراً شكراً للرسام ربيع الذي أوصل الفكرة بأقرب الطرق.