لا يكاد يقع حادث أو كارثة في جدة إلا ويلفت انتباهك الأعداد الكبيرة من الفضوليين في موقع الحادث وقد التفوا حول المكان في مشهد غير حضاري, ولايبالي أولئك بتجمهرهم الذى يشكل عقبة كبيرة أمام فرق الإنقاذ لمباشرة الحوادث. وما حادثة حريق مدرسة (براعم الوطن) امس الاول ببعيد (المدينة) فتحت هذا الملف الشائك وسألت الجهات ذات العلاقة بمباشرة الحوادث في محاولة لرسم معالم واضحة لخطر التجمهر عند الحوادث وأضراره الجسيمة. يقول المتحدث الإعلامي بالإنابة لشرطة محافظة جدة الملازم أول نواف البوق: «المتجمهرون ينقسمون إلى قسمين الاول يريد التطوع والمشاركة في الإنقاذ, وهؤلاء لا بد من تنظيمهم وترتيبهم حتى يصبح عملهم مساندا وليس عبئا على رجال الأمن ولن يتم ذلك إلا بالتأهيل عبر الدورات المتخصصة في الإنقاذ ومباشرة الحالات الطارئة. أما القسم الآخر فهم الفضوليون الذين يريدون المشاهدة وهؤلاء يعيقون العمل تماما وبالنسبة لحادثة حريق المدرسة امس الاول فإن معظم المتواجدين كانوا من أهالي الطالبات والطلاب وتم السماح لهم بالتواجد لأخذ أبنائهم». عقوبات للمتجمهرين من جهته قال مدير إدارة مرور محافظة جدة العميد محمد حسن القحطاني: «إذا بحثنا عن سبب تجمهر أولئك سنجد أنه سخيف جدا مثل التصوير أو حب الاستطلاع فقط مستدركا: «للحقيقة بعضهم يأتي للإنقاذ ولكنهم قلة جدا» وعن الأضرار التي يسببها التجمهر قال: «هناك جوانب سلبية كثيرة للتجمهر ومن ضمنها تعريض حياتهم للخطر مستشهدا بقصة وجود تلفيات في سيارة في الخط السريع من جهة الجنوب فقام رجل من الناحية الأخرى للخط بقطع الطريق مشيا على قدميه وربما كانت نيته الفضول فلقي حتفه على الفور من قبل سيارة لأن السائق وذات الرجل كانا تركيزهما على الحادث أكثر من الانتباه لحركة السير.» وأضاف: من مخاطر التجمهر أيضا تضاعف نتيجة الحادث كأن يكون الحادث المروري حدث في المساء, ونتج عنه تلفيات فقط وبسبب تجمع السيارات وتكدسها في الظلام خاصة في المناطق ذات الإضاءة الضعيفة يتم الاصطدام بعمود الإنارة وتحدث كارثة أخرى بسبب فضول المتجمهرين». آلية القضاء عليها وعن كيفية مكافحة هذه المشكلة الكبيرة قال: «خصصنا دوريات على الطرق السريعة لمجازاة أي شخص يقف في المناطق التي تشهد حوادث مرورية أو نحوه خاصة في طريق الحرمين وطريق المدينة والطريق الدائري لأنه وقوف غير نظامي, أما باقي المناطق فعند وصول دوريات المرور يتم تطبيق المخالفات بحق المتجمهرين الذين أوقفوا سياراتهم في موقف غير نظامي ليشاهدوا الحادث». تأخير تقديم الخدمة من جهته قال مدير إدارة الدفاع المدني بجدة العميد عبدالله جداوي: «للتجمهر آثار سلبية من أهمها التأخر في تقديم الخدمة المطلوبة للأرواح لأن الدقيقة والثانية لها شأن كبير في ذلك الوقت, وأي تأخير ينعكس بالسلب علينا، وفي حادثة أمس الاول أردنا أن نمركز سيارة السلالم التي يتطلب وقوفها بمساحة وزاوية معينة لكن الوقوف العشوائي للسيارات وللمتجمهرين الفضوليين عطلنا عن عملنا أكثر من 10 دقائق». وأكد الجداوي أن وقوع أكثر من إصابة بين المتجمهرين في حريق أمس الاول كان بسبب تدافعهم غير المرغوب فيه في مثل هذه الحالات، مشيرا إلى أن الحل يكمن في تكريس التوعية عبر وسائل الاعلام. إعاقة الهلال الأحمر اما مساعد مدير الهلال الأحمر علي الغامدي فقال عند مباشرة الحوادث الرئيسة نعاني من مشكلتين أساسيتين هما: إعاقة رجال الهلال الأحمر عن تأدية واجبهم على الوجه الأكمل, وعدم منح المصاب الفرصة الكافية للحصول على العلاج المناسب. وعن كيفية مواجهة التجمهر قال: «تقوم إدارة التوعية والإعلام بعقد ندوات ومحاضرات تثقيفية للناس عن مدى أهمية إفساح المجال للجهات ذات العلاقة عند وجود كوارث لا قدر الله».