تتطلب الحوادث بمختلف أنواعها "حريق، إنقاذ، إسعاف، مرورية، أمنية" تعاملاً معينًا، هذا التعامل يقوم على أساسين مهمين: 1- الدقة في الأداء. 2- السرعة في الإنجاز. وعند اختلال هذين الأساسين تصبح أعمال الجهات المختصة قليلة الجدوى، فالتعامل مع الأرواح والممتلكات تُحسب فيه الثواني قبل الدقائق. ويحاول رجال الأمن جاهدين أن يراعوا هذين الأساسين دائماً، ولكن في حوادث كثيرة يكون "المتجمهرون" قد وصلوا إلى الموقع وأحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم، وبدل أن يكون هدف الجهة المختصة مباشرة المهمة التي انتقلت من أجلها، تكون مهمتها الوصول إلى موقع الحادث من خلال تلك الكتل البشرية المتلاصقة وكأنها تنظر إلى موقع سياحي أو منظر جمالي. وهذا التجمهر يهدم أسس التعامل مع الحوادث، فالدقة تتطلب حضور ذهن وعدم إزعاج أو إشغال، وأنَّى يكون هذا وصراخ المتجمهرين وتطفلهم بالسؤال وإلقاء اللوم ومحاولتهم التقاط الصور بالجوال وغير تلك التصرفات تملأ المكان. والسرعة في الإنجاز قد وضع هؤلاء المتجمهرون أمامها العراقيل، فهم قد أحاطوا موقع الحادث بسياراتهم، بل وأتوا للمشاهدة بأطفالهم، في سلوك غير حضاري ومشهد لا يليق. وما علم هؤلاء أن لهذا التصرف أضرارًا جسيمة، فهو يعطل عمل الجهات المختصة، ويطمس الأدلة، ويتسبب في تضرر المصابين بتأخر نقلهم ومساعدتهم، وأيضاً قد يُلحق الضرر بالمتجمهرين أنفسهم، فبعض الحوادث قد تتسع مساحتها فجأة فتشملهم، أو قد تقع حوادث مرورية بسبب الزحام الذي تسببوا في حدوثه، ويكون الخطر أشد في الحوادث الأمنية. ولكن إذا كان لدى الشخص خدمة يستطيع أن يقدمها فليُقدم نفسه لرجال الأمن كطبيب على الطرق الطويلة أو غواص متمكن أو شاهد لديه معلومات عن الحادث. لكن أن نتجمهر للفرجة والفرجة فقط فهذه لا يجهل عاقل ضررها. فمتى نعي ان التجمهر في مواقع الحوادث قد يحملنا تبعات دينية ووطنية وحقوقية. [email protected]