الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة على الرياضيين، هناك آخرون ليسوا بالوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات كبيرة ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها حديثاً أو منذ فترة. دخلت التعليم عن طريق «التسلل» .. وبسببي تعرض أحد اللاعبين المشاهير الى الاغماء! الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد، وضيفنا اليوم هو عضو مجلس الشورى وعضو مجلس أمناء جامعة الخليج العربي سابقاً الدكتور زهير بن أحمد السباعي.. * قلت ذات حوار : "لو أن ترقية كل طبيب أو أستاذ بالطب ربطت بتأليف كتاب لامتلأت المكتبات بالمؤلفات الطبية" ماذا لو طبقت مطالبتك تلك على جميع التخصصات الرياضية والثقافية والهندسية وغيرها؟ - قلت هذا الكلام في معرض الحديث عن ضرورة تعليم العلوم الطبية باللغة العربية وذلك تبعا لتوصيات منظمة الصحة العالمية التي تلح على ضرورة تعليم العلوم الطبية باللغة العربية، الحديث ذاته ينطبق على ضرورة تعليم جميع العلوم في جامعاتنا باللغة العربية، لا يمكن لنا أن نرتقي بأنفسنا إلا إذا احترمنا لغتنا، وهذا لا يمنع من تعلم اللغات الأجنبية بل يجب علينا أن نتعلمها بل ونتقنها، ولكن هناك فرق بين أن نتعلم العلوم بلغات أجنبية، وأن نتعلم لغات أجنبية . * وقلت في حوار آخر أنك تأثرت بعباس محمود العقاد أثناء دراستك في مصر ما موقف هذا المفكر الكبير من الرياضة ؟ - كان العقاد رحمه الله من المشائين، وفي معرض كلامه يقول العقاد عن الرياضة أن هناك صلة وثيقة بين العمل واللعب والرياضة، ومن استطاع أن يحقق التوازن بين عمله ولعبه ورياضته فهو من المحظوظين. * أمنيتك التي أعلنتها بتفريغ لجنة يتكون أعضاؤها من جهات مختلفة للإجابة على سؤالك: ما الذي نريده لبلادنا بعد ثلاثين سنة من الآن، ترى هل يدخل ضمن هذا الوصول الى كأس العالم يوم ذاك؟ - ولم لا.. الوصول الى كأس العالم في كرة القدم جزء من كل، عندما نضع أهدافا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية نتطلع إليها ونعمل من أجلها بأسلوب علمي سنصل في الوقت ذاته بإذن الله الى كأس العالم ، الحضارة كل لا يتجزأ. * هل يمكن أن نشبه أخطاء الحكام بالأخطاء الطبية ولو بنسب بسيطة؟ - حكمي اليوم قاصر على هذه المسألة، لو أنك سألتني هذا السؤال قبل 50 عاما يوم كانت الكرة على رأس اهتماماتي لأفضت في الحديث بما يملأ صفحتك الرياضية ويزيد. * بصفتك الخبير في الطب الوقائي هل يمكن أن تعطي تعريفاً مختصراً لأثر الرياضة على الصحة؟ - يكفيك أن تعرف أن منظمة الصحة العالمية عرفت الصحة على أنها التكامل الجسدي والنفسي والاجتماعي وليست مجرد الخلو من المرض، من هنا ندرك أن للرياضة البدنية شأناً و أي شأن في إكساب الجسم الحيوية والطاقة والمرونة، وتزويده بالمناعة ضد الأمراض. * هل دخول الرياضة لمدارس البنات سيساهم يوماً ما في تخفيف الأعباء نسبياً على وزارة الصحة؟ - نعم بدن أدني شك، فممارسة البنات في المدارس للرياضة عامل مهم في اكسابهن الحيوية والطاقة والوقاية من كثير من الأمراض المتصلة بقلة الحركة. وبالإمكان تزويد مدارس البنات بوسائل الرياضة والحركة بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، وفي اعتقادي أننا ماضون في هذا الاتجاه. * المفهوم السائد لدينا عن الرياضة هل تراه صحيحاً أم خاطئاً.. ولماذا؟ - لا أدري عن أي لون من ألوان الرياضة تتحدث ؟ الرياضة أوسع مجالا وأرحب أفقا من أن نركز فيها على كرة القدم، على سبيل المثال سألت مسؤولاً في أحد المنتجعات الساحلية لماذا لا تمارس رياضة الإبحار الشراعي فلم يفقه لحديثي معنى! * "العقل السليم في الجسم السليم" عبارة نشأنا عليها رغم خطئها فكم من شخصية عبقرية شهيرة لا تمتلك جسماً سليماً، هل توافقني على ذلك أم لك رأي آخر؟ - القاعدة هي أن العقل السليم في الجسم السليم، فالكائن البشري يرتبط فيه الجسد بالعقل بالنفس، ولو أنك مارست رياضة المشي على سبيل المثال ستجد أن جسمك ينشط، وعقلك يتحرك، وتفرز في الجسم هرمونات تبعث في نفسك الراحة والسرور، أما الشخصية العبقرية التي لا تمتلك جسما سليما فهي الشذوذ عن القاعدة. * بعد اكتشاف لقاح للسيطرة على أنفلونزا الطيور والخنازير هل سنجد لقاحاً مناسباً لأنفلونزا التعصب الرياضي ؟ - نعم .. هناك لقاح المحبة "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" وهناك تقبل الآخرين، والاعتدال في الرأى، والحوار الهادئ، جميعها لقاحات ضد العصبية والتطرف اللذين يعميان القلوب والأبصار. * بين معطف الطبيب "الأبيض" ومعطف الجراح "الأزرق" ثمة مساحة للحديث عن ميولك هل تسردها لنا ؟ -ميولي ترتكز أساسا على القراءة، أما نشاطي الرياضي فقد اختلف باختلاف الزمن، كنت في صغري أهوى كرة القدم ولا أتصور مستقبلا لي في غيرها، ومع الأيام مارست رياضات التنس والاسكواش والغوص والإبحار الشراعي والآن اقتصر نشاطي الرياضي على المشي والسباحة. * هل هناك ثمة شبه بين اللاعب والطبيب؟ " ما وجه الشبه إن وجد " ؟ - الجاد منهما في عمله والمخلص لما يعمل أقرب الى النجاح ورضا النفس. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية؟ - قبل سنوات في زيارة لي الى بريطانيا وجدت لدي فسحة من الوقت لأحضر مباراة كرة قدم دولية استمتعت فيها باللعب الجميل بدون أن أعرف هوية أي من الفريقين. * لمن توجه البطاقة الصفراء ؟ - أوجهها لمن لا يتقن عمله. جاء في الأثر "من عمل منكم عملا فليتقنه". * ومن يستحق في نظرك البطاقة الحمراء؟ - الذي يخون أمانة الكلمة يستحق بطاقة حمراء قانية. * أي الأندية يشجع أفراد أسرتك؟ - في منزلي كل حر في رأيه، أما أنا فبالكاد أفرق بين ناد وآخر . * من ترشح من مشاهير الرياضة لدخول مجال الطب ؟ ولماذا ؟ - سؤال صعب، التقيت مرة مع أحد مشاهير لاعبي كرة القدم، قدمه لي أحد الأصدقاء، وكاد الرجل أن يغمى عليه عندما سألته.. ما اسمك من فضلك؟ * ومن تدعوه منهم لمائدتك ؟ الجميع على الرحب والسعة، مادام الحديث والحوار يتسمان بالعقلانية وتقبل بعضنا للبعض الآخر. * شكل فريقاً من الأطباء لمواجهة منتخب ألمانيا في مباراة ودية؟ - وأنا طالب أدرس اللغة الألمانية في معهد جوته بألمانيا، تشكل فريق من طلاب المعهد من مختلف الجنسيات ليلعب مع الفريق المحلي للمدينة الصغيرة التي ندرس فيها، وكانت النتيجة 18 – صفر. وأخشى ما أخشاه أن تتكرر هذه النتيجة ونتجاوز الرقم المشهور 8- صفر. فأعفني من فضلك من الاختيار. * هل سبق وأن أقدمت على عمل وكانت النتيجة "تسلل" بلغة كرة القدم؟ - نعم . عندما دخلت مجال التعليم والتدريب بعقلية الأكاديمي لا التاجر.