أن تشاهد الجمال بجوار الطرق الصحراوية وفي المراعي البرية فهو أمر مألوف وهو المكان الطبيعي لها ولكن أن تفاجأ بها في أحد الشوارع الرئيسية داخل المدن فهو الى جانب أنه مشهد غير متوقع فإنه يمثل خطورة بالغة على سالكي الطريق لأن لا أحد يتوقع مثل هذه المفاجأة غير السارة كما أنه دليل إهمال واضح من صاحب هذه الإبل الذي تركها تهيم على وجهها دون قائد او راع لها كما أنه دليل على إهمال الجهة المسؤولة في المدينة وهي هنا البلدية فلو أنها كانت حازمة في تطبيق القرارات والجزاءات لما تجرأ صاحب هذه الإبل على تركها تجوب الشوارع بهذه الطريقة وكأنها تتجول في الصحراء وأنا أشاهد هذا المنظر أمامي بالطريق العام بجلاجل وبالقرب من الدوار تذكرت مقطعا من منولوج قديم يقول فيه صاحبه: أصبح تشجير الشوارع والحدايق جهد ضايع** مدامن معزا صاحبنا على التشجير تعقبنا. ولكنها في هذه المرة إبلا وليست ماعزا فإذا كانت الماعز تشكل خطرا على المزروعات فقط فإن الإبل بلا شك تشكل خطرا مزدوجا قد تذهب ضحيته أرواح بريئة ذنبها أنها تسير في شارع رئيسي داخل مدينة لم يخطر على بالها أنه تحول مرعى ومرتعا للإبل السائبة أو المسيبة على الأصح