" لابد من علاقة متميزة بين السعودية وإيران " هذه حقيقة يجب أن تدركها إيران جيدا ... وهذا أيضا مطلب إسلامي رفضت إيران أن يصل إلى اكتماله الأمثل طوال السنين الماضية .. وهذه حاجة عصرية لم تستوعب إيران بعدُ درجة أهميتها وحاجتها رغم تتالي الأحداث والأزمات على المنطقة!! المملكة العربية السعودية دولة .. وإيران دولة .. لذلك فانه من المستحيل أن تنتصر دولة على أخرى في أي تنافس، أو في أي صراع كان وبأي وسيلة وبأي طريقة وفي أي موقع .. ولكن استمرار إيران في إيجاد هذا التنافس وهذا الصراع أياً كان وتغذيته فإن إيران هي الخاسرة .. وهذا ما أثبتته كل تجارب السنين الطويلة بكل أحداثها منذ أن ظهرت الثورة الإيرانية !! والسؤال من المستفيد اليوم من هذا الصراع السياسي والطائفي والاجتماعي الذي فرضته إيران على المنطقة طوال هذه السنين؟! لماذا لا تقدم إيران صفحة جديدة ومختلفة من العلاقات الشاملة المتميزة بين الدولتين، وبين دول الخليج ككل في ظل ثقة مثلى ومطلقة ؟ وهي صفحة لم تر النور في كماليتها ومثاليتها طوال هذه السنين ؟ إن المملكة العربية السعودية عبر تاريخها ومنذ تأسيسها وحتى يومنا ولله الحمد لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، ولا غيرها من الدول سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وهذه حقيقة يعترف بها كافة المسؤولين الإيرانيين طوال هذه السنين ... بل ظلت المملكة العربية السعودية تحترم إيران دولة وحكومة وشعباَ ومذهباً .. ورغم حقيقة اختلاف المذهب بين شعبيْ البلدين فإن المملكة العربية السعودية لم ولن تفكر في دعم السنة من سكان ايران الذين يتجاوز عددهم 50 مليون نسمة يعيشون في حالة اضطهاد وتمييز طائفي كبير، ولم يحظوا بأدنى الحقوق أسوة بإخوانهم سكان إيران الشيعة ! في نفس الوقت الذي دأبت إيران على التدخل في الشؤون الداخلية السعودية وبعدة وسائل وأساليب وطرق!! هذا التدخل الإيراني امتد ايضا إلى دول خليجية أخرى والتي عانت كثيراً من تدخل إيران في شؤونها الداخلية. إيران دولة ذات مذهب شيعي .. والمملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج العربي الشقيقة وبقية الدول العربية كلها دول ذات مذهب سني .. وهذه حقائق تاريخية مسلّم بها، ومسألة سعي إيران إلى محاولة نشر المذهب الشيعي بهذه الطرق هي رهان خاسر جداً .. والحقيقة تقول لن ينتصر الشيعة على السنة ولن ينتصر السنة على الشيعة طال الزمان أم قصر شئنا أم أبينا ! وهذه الحقيقة لابد أن يدركها المعنيون جيدا في إيران ! لذلك فإن منطق العقل والحكمة يفرض على زعماء المذهب الشيعي في إيران التوقف عن سياسة تصدير الثورة فإيران تخطئ كثيرا وتستمر في هذا الخطأ إن هي فكرت أو تفكر في إشاعة الفوضى والمظاهرات والتخريب في هذه الدول كوسيلة لنشر المذهب الشيعي من خلال السيطرة على مقاليد القيادة في هذه الدول .. فهذه أساليب أصبحت مكشوفة ولن تحقق النجاح بل على العكس من ذلك كله ! أما إذا رأت إيران وأصرت نحو هذا الهدف فإنها إذن تضعنا بين خيارين نختار منهما الأسلم والأصلح، وإن علينا إذن أن نعد العدة لمواجهة هذا الغزو المذهبي القادم إلينا من الشرق .. لذلك فإن من حقنا إذن أن نبحث عن صديق وعن معين في مواجهة ذلك الخطر .. ولن نصغي لأي عبارات اللوم التي قد تثنينا عن التهيؤ لذلك الخطر الذي لنا تجاربنا السابقة مع مثيله !! وعلاقتنا مع العالم على مدى عشرات السنين تؤكد لنا بالأدلة والمواثيق أنهم قدموا لنا عبر هذه السنين أفضل الخدمات العلمية والتقنية والطبية والصناعية وفي شتى المجالات، ولم نجد منهم أي عداء ولم نجد منهم أي تخريب أو مظاهرات !! هذه الخدمات العلمية والطبية والحضارية والصناعية المتطورة خدمات كنا نتمنى نحن السعوديين والخليجيين والعرب (كمسلمين) أن نجدها في إيران الدولة المسلمة بدلاً من غيرها فهي كانت مهيأة لذلك جدا .. ولكن القيادات الإيرانية السياسية والدينية رفضت تحقيق هذه الأمنية وحولوا تركيزهم الكلي على تصدير الثورة، فوجهوا كل جهودهم وسخروا كل أموال بلادهم وأهدروا كل أموال شعبهم إلى هذا الهدف ! وبالتالي حرمت إيران نفسها وشعبها والشعوب الإسلامية من مكتسبات علمية وصناعية كبيرة جداً كانت ستجعل من إيران وجهة شعوب العالم الإسلامي !! كما كانت في السابق عندما كانت إيران مقصداً طبياً وعلمياً وسياحياً للخليجين وللعرب ككل!