أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن المملكة العربية السعودية تتشرف بأنها موطن الحرمين الشريفين ومنطلق رسالة الإسلام الخالدة التي بعث الله سبحانه وتعالى نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بها للناس كافة. وقال في كلمة له بمناسبة انعقاد الدورة السادسة لجائزة الأمير سلطان في حفظ القرآن الكريم للعسكريين بمكة المكرمة أنه استجابة لهذه القدسية أسست المملكة كيانها على شرع الله القويم واتخذت من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة دستوراً لها ووجهت كل إمكانياتها وقدراتها لخدمة وتعزيز هذا الدين الحنيف وكرست نفسها حاملة لواء الدعوة إلى الله، وتتخذ كتاب الله عز وجل أساساً ركيناً ومنهاجاً سامياً في جميع شؤونها، وتوليه عناية فائقة، وتتمثل بالتوجيه النبوي الشريف "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". وأضاف أنه اعتبارا من هذا المنطلق اعتنت الدولة بكتاب الله أيما عناية، فأنشأت الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده المنتشرة في جميع مدن وقرى المملكة، لتعليم القرآن الكريم وتلاوته، وتحفيظه، وإعداد المدرسين الأكفاء للنهوض بهذه المهمة، وتهذيب أخلاق الناشئة الذين يلتمسون في رياض حلقاته البيئة التربوية الحسنة. وأشار إلى أن من مظاهر تعزيز العناية بالقرآن الكريم في هذه البلاد الطيبة تنظيم مسابقات محلية ودولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، ودعم هذه المسابقات من الدولة ومسئوليها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد الأمين وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وأمراء المناطق. وأفاد معاليه أن إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يعد صورة مشرقة لعناية هذه الدولة المباركة بالقرآن وعلومه خدمة للمسلمين في شتى أقطار الأرض، وتوفير المصحف الشريف لهم مع ترجمة معانيه إلى اللغات المتعددة وصيانته من التحريف، علاوة على ما تبذله المملكة من جهود حثيثة لتنفيذ طباعة القرآن الكريم بطريقة برايل للمكفوفين وإعداد برامج قرآنية خاصة بالصم والبكم حتى تتهيأ لبعض فئات المعوقين الرعاية المناسبة لفهم كتاب الله عز وجل وتدبر آياته. وقال معاليه: إن وزارة الثقافة والإعلام، وفقاً لتطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وتوجيهاته أطلقت قناتين واحدة للقرآن الكريم بمكة المكرمة والأخرى للسنة النبوية بالمدينة المنورة تأتيان في إطار اهتمام القيادة الرشيدة بمصدري التشريع القرآن الكريم والسنة النبوية. وأبان أن إقامة جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين في دورتها (السادسة) التي تنظمها إدارة الشؤون الدينية بالقوات المسلحة تأتي تجسيداً لاهتمام الدولة وفقها الله وتتويجاً لهذا الدعم غير المحدود من القادة حفظهم الله لأبناء هذه البلاد والعالم الإسلامي من العسكريين. وقال: لا ريب أن ما حققته مسابقة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته للعسكريين من نتائج كبيرة، انعكس على هؤلاء الحفظة بتقويم سلوكياتهم، والأخذ بأسباب الصلاح والهداية، ويحق لنا أن نفخر بهذا النوع من المسابقات، ويجدر بنا أن نصفها بالوسيلة العظيمة لتحقيق الغايات النبيلة. كيف لا والعلم له منزلة رفيعة، ومكانة سامية، قال تعالى: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب" . ومضى يقول: إن القرآن الكريم رأس العلم وأساسه فهو الحبل المتين والنور المبين، قال تعالى: "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين، يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم"، ومن هذا المنطلق جاء حرص ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة على خدمة كتاب الله الكريم، وتعليمه، يبتغون من ذلك الأجر والثواب من الله جل جلاله. وسأل معاليه الله أن يجزى القائمين على هذه المسابقة النبيلة خير الجزاء، ويبارك في أعمالهم وجهودهم، ويجعلها في موازين حسناتهم.