واصلت جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن للعسكريين في العاصمة المقدسة، الاستماع إلى المتسابقين المشاركين في عدد من الدول الاسلامية والعربية، فيما تختتم فعالياتها يوم السبت القادم . وتحدث عدد من الوزراء والمسؤولين حول الجائزة وأكد معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، ان المملكة العربية السعودية تتشرف بأنها موطن الحرمين الشريفين, ومنطلق رسالة الإسلام الخالدة التي بعث الله سبحانه وتعالى نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بها للناس كافة وقال:أنه استجابة لهذه القدسية أسست المملكة العربية السعودية كيانها على شرع الله القويم واتخذت من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة دستوراً لها, ووجهت كل إمكانياتها وقدراتها لخدمة وتعزيز هذا الدين الحنيف/ وكرست نفسها حاملة لواء الدعوة إلى الله, وتتخذ كتاب الله عز وجل أساساً ركيناً ومنهاجاً سامياً في جميع شؤونها, وتوليه عناية فائقة, وتتمثل بالتوجيه النبوي الشريف (خيركم من تعلم القرآن وعلمه), وأضاف أنه اعتبارا من هذا المنطلق اعتنت الدولة بكتاب الله أيما عناية, فأنشأت الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده المنتشرة في جميع مدن وقرى المملكة, تهدف هذه الجمعيات إلى تعليم القرآن الكريم وتلاوته, وتحفيظه, وإعداد المدرسين الأكفاء للنهوض بهذه المهمة, وتهذيب أخلاق الناشئة الذين يلتمسون في رياض حلقاته البيئة التربوية الحسنة. وأشار إلى أن من مظاهر تعزيز العناية بالقرآن الكريم بهذه البلاد الطيبة يتم بتنظيم مسابقات محلية ودولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره, وتلقى هذه المسابقات دعماً متواصلاً من الدولة ومسؤوليها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإخوانه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وأمراء المناطق. وأفاد بأن إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يعد صورة مشرقة لعناية هذه الدولة المباركة بالقرآن وعلومه لخدمة المسلمين في شتى أقطار الأرض, وتوفير المصحف الشريف لهم مع ترجمة معانيه إلى اللغات المتعددة وصيانته من التحريف. علاوة على ما تبذله المملكة من جهود حثيثة لتنفيذ طباعة القرآن الكريم بطريقة برايل للمكفوفين وإعداد برامج قرآنية خاصة بالصم والبكم حتى تتهيأ لبعض فئات المعوقين الرعاية المناسبة لفهم كتاب الله عز وجل وتدبر آياته, وقال أن وزارة الثقافة والإعلام, وفقاً لتطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وتوجيهاته أطلقت قناتين واحدة للقرآن الكريم بمكة المكرمة والأخرى للسنة النبوية بالمدينةالمنورة تأتيان في إطار اهتمام القيادة الرشيدة بمصدري التشريع القرآن الكريم والسنة النبوية. وأبان إن إقامة جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين (السادسة) التي تنظمها إدارة الشؤون الدينية للقوات المسلحة تأتي تجسيداً لاهتمام الدولة وفقها الله وتتويجاً لهذا الدعم اللامحدود من القادة حفظهم الله لأبناء هذه البلاد والعالم الإسلامي من العسكريين. و قال أنه لا ريب أن ما حققته مسابقة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته للعسكريين من نتائج كبيرة, انعكس على هؤلاء الحفظة بتقويم سلوكياتهم, والأخذ بأسباب الصلاح والهداية, ويحق لنا أن نفخر بهذا النوع من المسابقات, ويجدر بنا أن نصفها بالوسيلة العظيمة لتحقيق الغايات النبيلة. كيف لا! والعلم له منزله رفيعة, ومكانة سامية, قال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب). ومضى يقول : أن القرآن الكريم رأس العلم وأساسه فهو الحبل المتين والنور المبين, قال تعالى: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين, يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم على صراط مستقيم). ومن هذا المنطلق جاء حرص ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة على خدمة كتاب الله الكريم, وتعليمه, يبتغون من ذلك الأجر والثواب من الله جل جلاله. جزى الله القائمين على هذه المسابقة النبيلة خير الجزاء, وبارك في أعمالهم وجهودهم, وجعلها في موازين حسناتهم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. دعم الخير من جانبه أكد رئيس مجلس الشورى د. عبدالله آل الشيخ أن مسابقة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين تأتي تأكيداً للاهتمام والدعم الكبير الذي توليه وتحرص عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويسانده في ذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام راعي هذه المسابقة لحفظة كتاب الله وأضاف أن تخصيص سموه هذه الجائزة لحفظة كتاب الله من العسكريين يأتي إيماناً من سموه الكريم بأهمية هذا المرجع الحقيقي لكل شؤون المسلمين عامة، ودعماً لكل أوجه أعمال الخير في هذه البلاد المباركة التي تحكم بشرع الله تعالى وفق ما جاء به كتابه الكريم وسنة نبيه ).. قال سبحانه وتعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً) (النساء:105).. هذا القرآن الكريم الذي شرفه الله وأعلى منزلته بين الكتب السماوية، ووعد سبحانه وتعالى من عمل به بالأجر العظيم، قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) (الإسراء:9).. وقال : إن لحفظ القرآن الكريم من الفضائل والفوائد ما يدعو المسلم إلى المسارعة والمشاركة في هذا الخير، ففي ذلك تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يحفظه ويداوم على تلاوته ويعرضه على جبريل عليه السلام في كل عام مرة، عدا السنة التي توفي فيها عليه الصلاة والسلام فعرضه عليه مرتين، كما كان أيضاً عليه الصلاة والسلام يقرؤه أصحابه رضي الله عنهم ويسمعه منهم، قال الله عز وجل: (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) (الكهف:27). وأشار إلى أن من مظاهر العناية بكتاب الله الكريم دعم وتشجيع ومساندة حفظته من خلال قامة المسابقات وحلقات التحفيظ وتربية أولادنا على محبته وحفظ المستطاع منه ليكون بذلك مهذباً للنفوس ومربياً للخلق طاهراً في السلوك، وتكريم حافظ القرآن الكريم أمر مستحق لأهله، فعن أبي موسى قال: قال رسول الله : “إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط” [رواه أبو داود].. وقال إن هذا أمر دأبت فيه وحرصت عليه هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن يرحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله الذي لم يأل جهداً في سبيل العناية والاهتمام بكتاب الله ونشره توزيعه بالمجان على المسلمين في كافة أصقاع العالم من خلال طباعته وإخراجه بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة الذي أنشئ عناية واهتماماً بكتاب الله القويم. العناية بكتاب الله وأكد وزير المياه والكهرباء الحصين : أن المملكة العربية السعودية: انطلاقاً من رسالتها السامية ومكانتها الإسلامية، ففيها مهبط الوحي ومنطلق الرسالة المحمدية، وإليها مهوى أفئدة المسلمين يولون وجوههم إليها كل يوم خمس مرات ويأتونها (مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (الحج:27 - 29)، وعلى هذا فقد أولت كتاب الله عز وجل فائق العناية والرعاية، فهو منهجها الخالد ومصدر تشريعها، ونبراسها في شؤون الحكم والحياة. وقال :لقد عنيت المملكة بطباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه ونشره في أرجاء المعمورة، وأنشأت لذلك صرحاً شامخاً هو (مجمد الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية)، والذي يعد – بحمد الله ومنته – إنجازاً عملاقاً وعملاً غير مسبوق على المستوى الإسلامي والدولي ، كما أيضا عنيت المملكة بتعليم القرآن الكريم في المدارس العامة والمعاهد والجامعات، ومن خلال مدارس تحفيظ القرآن الكريم وحلقاته والجمعيات والكليات المتخصصة في الجامعات، باذلة أوجه التشجيع المتنوعة لحملته وحفظته، وداعمة الجهات المعنية به دعماً سخياً. وقال : أنه انطلاقاً من هذه الرسالة لبلاد الحرمين انطلقت من ثراها العديد من المسابقات وخصصت لها الجوائز المتنوعة ترغيباً في حفظ القرآن الكريم وتدبره والعمل به وتبليغه، ومن هذه المسابقات مسابقة جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين، والتي تأتي مواكبة لدور المملكة العربية السعودية في مجال خدمة كتاب الله والعناية به والتشجيع على حفظه، والعمل به، خاصة بين أبناء المسلمين من العسكريين الذين يعتبرون الصف الأول في الدفاع عن العقيدة والسنة، وعن الدين الحنيف عامة، والذود عن الوطن الإسلامي الكبير، وما يثمره ذلك من إيجاد أجواء من الأخوة والمحبة بين العسكريين في العالم الإسلامي وترابطهم وتآزرهم والتفافهم حول كتاب الله العظيم. وأشار إلى أن هذه المسابقة في عامها السادس بدعم وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام – حفظه الله ونصر به دينه – إيماناً منه بأهمية مثل هذه المسابقة في صفوف العسكريين ورجال القوات المسلحة أينما وجدوا في العالم العربي والإسلامي؛ لتهيئتهم وتسليحهم بما يهذب نفوسهم ويقوي إيمانهم ويوثق أواصر المحبة والألفة والإخاء بينهم، لتأتي محملة بالخير العميم من خلال فروعها الأربعة وجوائزها المنافسة وشروطها الهادفة. وقال : يتحمل سموه الكريم ما يتحمله من نفقات واستضافة المتسابقين ولجان التحكيم المشاركين ورصد المكافآت المالية لهم، من أجل حث أبناء المسلمين – وخاصة العسكريين – على حفظ كتاب الله عز وجل وترتيله وتدبّره، وإذكاء روح التنافس بينهم فيما يرضي الله وغرس محبة القرآن في قلوبهم، وتجسيده في حياتهم، وإكسابهم حصانة إيمانية قوية أمام ضغوط الحياة السكرية التي تساهم بإذن الله في نصرهم على عدو الإسلام وعدوهم. أعمال جليلة وأكد وزير النقل د. جبارة الصريصري: إن موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على إقامة مسابقة جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين ليس بمستغرب على سموه الكريم ولا على قادة هذه البلاد، فمنذ تأسيس هذا الكيان الشامخ على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود قامت هذه الدورة على ركيزتين أساسيتين هما كتاب لله عز وجل وسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وسار من بعده من أبنائه على هذا النهج. وأضاف أن سمو ولي العهد – حفظه الله – مشهود له بأعماله الخيرة والجليلة، وقد سخر الكثير من وقته وماله لرعاية ودعم كل ما من شأنه عزة الإسلام والمسلمين سواء في هذا البلد المبارك أو غيره من البلدان العربية والإسلامية الشقيقة، بل وتجاوزت أعماله ذلك، حتى وصلت إلى المسلمين في البلدان غير الإسلامية وهي أعمال عديدة وكثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر بناء المساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، وتقديم منح لتأسيس أقسام الدراسات والعلوم الإسلامية في العديد من الجامعات الغربية، إلى جانب تقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين من الفقراء والأيتام والمعوزين في بلاد المسلمين عامة. كما أن موافقة سموه على رعايته لهذه الجائزة للعسكريين من أبناء الوطن وأشقائهم من الدول العربية والإسلامية دلالة واضحة على حرصه على تسليح العسكري المسلم بالعقيدة السليمة من منبعها الصحيح كتاب الله عز وجل ليكون الجندي المسلم قويًا بعقيدته إلى جانب ما يملكه من قوة مادية تتمثل في السلاح والتدريب، ولا يأتي هذا إلا بوجود قادة مؤمنين خيرين كأمثال سموه، يعملون على تحقيق هذا الهدف السامي. وأسأل الله عز وجل أن يبارك لسموه هذا العمل الجليل، وأن يجعله في ميزان حسناته، كما أسأله عز مجل أن يحفظ هذا البلد من كل مكروه ويديم عليه أمنه ورخائه، ويمد ولاة أمره بعونه وتوفيقه إنه تعالى سميع مجيب،،، ويشير إلى إن الحديث عن القرآن الكريم حديث عظيم؛ لأنه حديث عن كلام الله تعالى، أفضل الكتب التي نزلت على أفضل الرسل في أفضل البقاع بواسطة أفضل الملائكة. ويضيف إننا نتحدث عن المعجزة الخالدة التي جعلها الل تعالى نبراسًا للسالكين، ومنهج حياة للمؤمنين الصادقين، ونجاة من فتن الدنيا والآخرة. عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا إنها ستكون) فتن، قلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: “كتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً) (الجن:1،2)، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه فقد هدي إلى صراط مستقي” رواه الترمذي، وقال حديث غرب. وبين أن الله قد رتب الله تعالى أعظم الجزاء على تلاوة كتابه الكريم والعمل بما فيه، يقول الحق تبارك وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) (فاطر:29)، ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي: “أي يتبعون القرآن الكريم في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره فيصدقونها ويعتقدونها، ولا يقدمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضاً ألفاظه بدراسته، ومعانيه بتتبعها واستخراجها”. ويقول عليه الصلاة والسلام: “يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها” (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح)، قال الخطابي: جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة في الآخرة، فيقال للقارئ ارق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن، فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة في الآخرة، ومن قرأ جزءًا منه كان رقيه في الدرج على قدر ذلك، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة. وقال :على المسلم الصادق – بغض النظر عن مهنته وما يقوم به من عمل – أن يسعى لحفظ كتاب الله تعالى والعمل بما فيه والتحلي بأخلاق أهل القرآن في كل حركاته وسكناته، وكيف لا يفعل ذلك وهو يحمل بين جنبيه الكلام الذي خرج من الله تعالى؟! يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليلة إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يقدحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا النسا يختالون”. كما أن من حق كتاب الله تعالى على كل المسلمين حكاماً ومحكومين أن يعلّموه للناس، ويبلّغوه لعباد الله تعالى، ويدعوهم إلى الاستجابة لنداء الحق خاصة في عصرنا الذي تلاطمت فيه أمواج الشهوات والشبهات. يقول صلى الله عليه وسلم : “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” (رواه البخاري)، قال ابن حجر – رحمه الله -: والدعاء إلى الله يقع بأمور شتى، من جملتها تعليم القرآن وهو أشرف الجميع”. وأرجو أن يدخل في هذا الفضل العظيم مسابقة جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين، فإنها فكرة رائدة سعت إلى جع العسكريين حول كتاب الله تعالى، والاهتداء به، وتدبر معانيه، وليس هذا بغريب على المملكة العربية السعودية وأهلها النبلاء الذين لم يألوا جهداً في خدمة كتاب الله تعالى الذي أنزل في ربوع بلادهم، وليس هذا بغريب على صاحب الأيادي البيضاء والبر والإحسان سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي لم يتوان في دعم مشروعات الخير والإصلاح، أسأل الله أن يسدد عمله ويبارك فيه، ويتقبل منه. ومع دعائي الخالص لهذه المسابقة المباركة بالتوفيق والسداد، فإني أدعو إلى توسيع نطاقها حتى يستفيد منها عموم المسلمين في كل مكان، كما أدعو جميع المسلمين إلى عمل كل ما من شأنه أن يساهم في خدمة كتاب الله تعالى وتعلمه وتعليمه وتحكيمه في كل شؤون الحياة. تشجيع على الحفظ وقال الدكتور هاني أبو رأس أمين محافظة جدة: لاشك أن جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن الكريم للعسكريين, في دورتها السادسة, تؤكد على الدور الرائد للملكة العربية السعودية في مجال خدمة كتاب الله الكريم, وتشجيع كافة الفئات على حفظه. وتأتي هذه الجائزة لتنبئ عن المعنى العظيم لها حينما خصت العسكريين في مختلف أقطار العالم الإسلامي بشرف التنافس على حفظ القرآن الكريم وتدبر معانيه, والعناية به والاهتداء بهديه, فضلا عن إيجاد جو من التعارف العسكريين حول مائدة القرآن الكريم وربطهم به. ومن حسن الطالع, أن تحمل الجائزة اسم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد, نائب رئيس مجلس الوزراء, ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام- حفظة الله-, وكأنه يشحذ عزيمة الجندي المسلم ويستحثه على الاهتمام بكتاب الله عز وجل ووضعه نصب عينه والعمل بهديه واستشراف آفاقه العظيمة, اهتداء بما كان عليه السلف الصالح في أزهى عصور الحضارة الإسلامية. وهذا المنحى العظيم ينسجم مع حرص قيادة المملكة العربية السعودية على نهج طريق الإسلام القويم في وسطيته, واعتداله باعتباره سمة أساسية تجد لها شواهد كثيرة تؤديها في مختلف مناحي الحياة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. كما تبدو آثار هذا النهج السديد متمثلة في شيوع مظاهر الحياة الإسلامية في بلادنا متمسكين بكتاب الله العظيم, وسنة نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام. ومن هذا المنطق ,فإن ولاة الأمر في بلادنا حريصون كل الحرص على خدمة القرآن الكريم وتعليمه وحفظه, وتبدو مظاهر الحرص, في مدارس تحفيظ القرآن, ودعم الجمعيات الخيرية التي تقوم على تحفيظ الكتاب الكريم في أنحاء العالم البلاد كافة, وطباعة المصحف الشريف وتوزيعه على ملايين المسلمين في كل مكان, فضلا عن خدمة الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية, ويتجلى هذا الحرص كذلك في قيادة هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه, وأبنائه البررة من بعده وحتى عهد ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, وسمو ولي عهده الأمين,وسمو النائب الثاني-حفظة الله- والذين اتخذوا من القرآن الكريم دستورا للبلاد. وهذا ما تسعى القيادة إلى تعزيزه في عقل وقلب الجندي السعودي, وهو ما يسعى إليه سمو ولي العهد وما تؤكده جائزته التي أسهمت في تكريم أجيال من العسكريين الذين أكرمهم الله تبارك وتعالى بحفظ كتابه فنالوا بذلك شرف الدين والدنيا. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن نبتهل إلى الله العزيز القدير, أن يثيب راعي هذه الجائزة (سلطان الخير) وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين حير الأجزاء ,وقد من الله على سموه الكريم بشرف خدمة كتابه العزيز ورعاية حفظته, وأن يديم على إخواننا العسكريين نعمه حفظ القرآن الكريم العظيمة,متمنيا لهم الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.