هناك حاجة ملحة لزيادة فاعلية برامج زراعة الأعضاء في المملكة، وتقليص القوائم الطويلة لعدد المرضى المحتاجين، وتنمية "الوعي المجتمعي" بأهمية التبرع بواسطة عدة مداخل دينية وصحية ونفسية؛ بهدف تصحيح بعض الأفكار والمفاهيم ذات العلاقة بنظرة بعض أنها إساءة إلى الميت الذي يجب أن يرقد بسلام من دون أي تشويه في جسده، متناسين أن الجسد سيفنى تحت التراب، وأن الأعضاء البشرية تصبح من دون أي فائدة بعد الوفاة بساعات قليلة. غياب ثقافة زراعة الأعضاء من المسؤول عنها؟، وهل يلام الأشخاص أم الجهات؟؛ فكلهم مسؤول ومطالب بالتبرع، وينبغي أن يستجيب للإيثار فهو من الصدقة الجارية، أما بالنسبة إلى الجهات فمسؤوليتها تستدعي القيام بحملات توعية إعلامية مشتركة بين وزارة الصحة من جهة، ووزارة الثقافة والإعلام من جهة أخرى، فمشاكل التبرع بالأعضاء والكُلى تحديداً، لا تقف تأثيراتها عند المرضى أنفسهم، بل تتجاوز ذلك إلى أسرهم، بل المجتمع برمته، بوصف هؤلاء المرضى عناصر إنسانية وبشرية مهمة في تطوير المجتمع وتقدمه. وتواصل حملات وجمعيات سعودية نشاطها لتوعية المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء أو أجزاء منها متسلحين بفتوى علماء أجلاء، ومنهم الشيخ عبدالله بن جبرين - رحمه الله - الذي أفتى بجواز التبرع بالأعضاء عند تحقق الوفاة الدماغية، ولمن يحتاج إلى إيضاح فإنّ الوفاة الدماغية هي التعريف السريري والشرعي للموت، ولا توجد حالة تم تشخيصها كوفاة دماغية وعادت إلى الحياة، منذ عُرف مفهوم الوفاة الدماغية طبياً. في هذا التحقيق الموحد نتطرق لجهود المركز السعودي لزراعة الأعضاء، وآخر ما توصل إليه العلم في العلاج بالخلايا الجذعية، وكيفية تهيئة المريض نفسياً سواء المتبرع أو المتبرع له، ورأي شريحة من المواطنين حول مدى قبولهم في التبرع بالأعضاء. وتبقى في النهاية عملية تأمين عضو متبرع به من متوفى وإمكانية زرعه للمريض في الوقت المناسب هي أمنية كل طبيب متخصص في زراعة الأعضاء، وهو الأمر الذي يشكل ثمرة جهود كافة العاملين في القطاع الصحي، كما يقول ذلك مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء "د.فيصل شاهين".