كشف المدير العام للمركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين ل «الحياة»، عن بلوغ مجموع حالات التبرع بعد الوفاة الدماغية 1572 حالة منذ بداية برنامج الوفاة الدماغية والتبرع بالأعضاء في العام 1986 حتى 2011 الماضي، بمتوسط تراوح ما بين 100 إلى 110 حالات في السنوات الثلاث الأخيرة، فيما تجاوز عدد الزراعات بالتبرع من الأحياء 5000 حالة ، منها 4852 حالة تبرع بالكلى، و473 حالة تبرع بالكبد. وأكد الدكتور شاهين ازدياد أعداد المتبرعين في المملكة أخيراً، إذ سجل المركز نسبة مضاعفة من الموافقات على التبرع تصل إلى 37 في المئة من مجموع الحالات، بعد أن تمت مقابلة أهل المتوفين دماغياً خلال الخمس السنوات الأخيرة، إذ إن نسبة المتبرعين كانت تعادل في السابق 20 في المئة من مجموع الحالات، مرجعاً سبب ذلك إلى زيادة الوعي لدى المواطنين في المملكة بأهمية التبرع بالأعضاء كون أن فكرتها إنسانية أساسها الإيثار وحب المساعدة، إلى جانب حرص المركز على توجيه أهل المتوفى بأهمية التبرع في إنقاذ المحتاجين من مرضى الفشل العضوي وتعريفهم بالفتاوى الشرعية التي تبيح وتشجع على التبرع بالأعضاء كعمل إنساني وأخلاقي يتماشى مع الشريعة الإسلامية. وأوضح أن المركز رصد «شحاًَ» في التبرع، مقارنة بعدد المرضى المتزايد جداً، والذين هم بحاجة إلى زراعة، إذ إن برنامج الوفاة الدماغية والتبرع بالأعضاء يحتاج إلى تضافر جهود جميع العاملين في المجال الطبي والإداري من أجل تخطي العوائق التي قد تواجهه، وذلك من خلال إدخال البرنامج ضمن المنهج الدراسي في كليات الطب المختلفة، وإدراجه ضمن برامج التدريب والتعليم المستمر في المستشفيات المختلفة، وهو ما يسعى إليه المركز السعودي لزراعة الأعضاء من خلال إدراج محاضرات خاصة بالوفاة الدماغية والتبرع بالأعضاء ضمن برنامج التدريب المستمر في مستشفيات المملكة، إلى جانب أهمية زيادة الكادر المدرّب من المساعدين الطبيين على الإسعاف الأولي في مكان الحوادث، وإدخال مفهوم التبرع بالأعضاء ومفهوم الوفاة الدماغية ضمن برامج التدريب الخاصة بهم. وأفاد مدير المركز السعودي للتبرع بالأعضاء، أنه وفق إحصاءات المركز، تُزرع في كل عام 550 كلية من متبرعين أحياء، ومن متوفين دماغياً، من مجموع 3550 مريضاً جاهزين للزراعة، فيما تمت زراعة كبد ل 150 مريضاً من متبرعين أحياء ومتوفين دماغياً. وقدّر شاهين عدد المرضى المحتاجين لزراعة الكبد بحوالى 500 مريض، كاشفاً عن حاجة 3009 مرضى لزراعة القلب، فيما حجم التبرع بالقلب ضئيل جداً، إذ يتم في كل سنة التبرع ب 25 قلباً فقط. ولفت إلى أن أكثر العمليات التي أجريت في السنوات الأخيرة هي زراعة الكلى، تليها عمليات زراعة القرنية، معتبراً الكلى أكثر الأعضاء حاجة وطلباً، تليها القرنية والكبد والقلب والرئة ثم البنكرياس. وأشار إلى أن برنامج تبادل الأعضاء بين السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ما زال فعالاً حتى الآن منذ عام 1996، إذ تمت زراعة 185 عضواً من إجمالي الأعضاء المستأصلة والمتبادلة مع الدول الأخرى والبالغ عددها 210 أعضاء، منها زراعة 50 كلية، وزراعة 84 كبداً، وزراعة ثمانية قلوب، وزراعة 40 قلباً للصمامات القلبية، وزراعة ثلاث رئات.