كشفت نائبة رئيس الجمعية السعودية الخيرية لتنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية الدكتورة حنان الغامدي، أن 50 % من السعوديين الذين يسافرون للخارج بحثا عن زراعة الأعضاء في عدد من الدول الآسيوية والعربية يتوفون بسبب عدم مراعاة هذه الدول لأهم الاشتراطات الصحية اللازمة والآمنة في عمليات النقل، مما يسفر عن ذلك تلوث دماء السعوديين نتيجة نقل الأمراض القاتلة لهم كالأيدز وإلتهاب الكبد الوبائي وغيرهما. وأكدت أن ال50 % هؤلاء يصابون بمضاعفات وأمراض معدية خلال عملية نقل الأعضاء، حيث يتعرضون للوفاة بعد ما يقارب العام من زراعة الكبد، في الوقت الذي تنخفض فيه هذه النسبة عند المسافرين للخارج لزراعة الكلى. وبينت الغامدي خلال الحفل الرسمي لانطلاقة أعمال الجمعية السعودية الخيرية لتنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية أمس الأول، بحضور رئيس مجلس إدارتها عبدالعزيز التركي وأعضائها، ونخبة من رجال الأعمال والمجتمع، أن عدد المتبرعين بالأعضاء سنويا في المملكة يصل إلى 75 متبرعا تقريبا، وأن 95 % من المتوفين دماغيا في المملكة هم من غير السعوديين الذين يفتقدون لثقافة التبرع بالأعضاء ولا يملكون وعيا كافيا بأهمية هذا العمل الخيري. وأكد تصاعد نسبة المتبرعين في المنطقة الشرقية بشكل ملحوظ في الفترة الماضية بعد إنشاء مركز للتبرع بالأعضاء ساهم في تنشيط هذه العملية وتوعية الأشخاص. من جهة أخرى، أوصى رئيس الجمعية السعودية الخيرية لتنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية عبدالعزيز التركي، بإنشاء آلية واضحة في الإدارات الحكومية المتعلقة بمنح الإثباتات الشخصية للمواطنين والمقيمين تمكنهم من وضع خانة خاصة للتبرع بالأعضاء في حالة الوفاة دماغيا يتم من خلالها التعرف على رغبة الشخص من عدمها، مؤكدا أنه يسهل الوصول للمتبرع والحصول على موافقته مسبقا. وطالب بإدارج مفهوم التبرع بالأعضاء في المناهج التعليمية بالمملكة لما ينتج عنه مستقبلا من تثقيف أعداد كبيرة من الشباب وأسرهم وترسيخ أهمية هذا العمل مع تركيز دور الإعلام وتسليطه الضوء في هذا الجانب لإيصال الرسالة السامية للمجتمع. وأوضح التركي أن الجمعية ستعمل على ثلاثة محاور رئيسة تتمثل في المرضى والمجتمع والكوادر الطبية، مبينا أن تأسيسها جاء بهدف تقديم المساعدات للمرضى المحتاجين لزراعة بعض الأعضاء الضرورية لاستمرار حياة الإنسان ونشر التوعية بأهمية التبرع بين أفراد المجتمع. وأفاد التركي بأن الجمعية تعمل على توثيق الشراكة مع مختلف المستشفيات للعمل على زيادة الوعي بين المرضى وأسرهم، إضافة إلى التعاون مع مراكز الأحياء والجامعات بهدف إيجاد بيئة مستقبلية إيجابية تساعد على تنشيط التبرع بالأعضاء. وذكر أن أنشطة وأعمال الجمعية سيكون لها تواجدها في كافة مناطق المملكة بمجرد تحقيق الأهداف المرجوة على مستوى المنطقة الشرقية. في السياق نفسه، انتقد رئيس قسم العناية المركزة ورئيس الفريق المتنقل للتبرع بالأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور رشيد الحبيل، النسب الخجولة للمتبرعين بأعضائهم في المملكة والدول العربية عموما. وأكد ل«شمس» أن قائمة الانتظار في المملكة للعام الماضي وصلت إلى تسجيل عشرة آلاف مريض محتاج إلى تبرع «كلية وكبد»، فيما سجلت المنطقة الشرقية ألفي شخص محتاج إلى زراعة كلية، و400 شخص محتاج إلى زراعة كبد. وبين الحبيل أن قائمة الانتظار تزداد بشكل مطرد في المملكة، بواقع ألفي شخص سنويا يضافون إلى القائمة، فيما لا تزال أعداد المتبرعين قليلة جدا ولا توجد نسبة أو تناسب بين أعدادهم والذين لم يتجاوزوا خلال 20 عاما 1600 متبرع. وأرجع تضاؤل نسب المتبرعين في المملكة إلى عدم المعرفة بماهية الوفاة الدماغية، وأنها وفاة شرعية، إلى جانب عدم تقبل الأهل فكرة التبرع بالأعضاء على الرغم من أن عدد المتوفين دماغيا في المملكة يصل قرابة 500 حالة سنويا، فيما سجلت الشرقية العام الماضي 100 حالة وفاة دماغية من الحالات المبلغ عنها، فيما تقبع أكثر من 50 حالة غير مبلغ عنها حبيسة الكتمان. وذكر الحبيل أن فريق المستشفى أقنع 12 حالة فقط من جملة 100 حالة كانت لمتبرعين غير سعوديين