مع انتشار ثقافة التصوير الفوتوغرافي وسهولة تداول الكاميرا بكل أشكالها وتحول معظم التشكيليين إلى التصوير ظهر الكثير من المصورين والمصورات في كل مدن المملكة وقراها، واختلف تقبل تلك الثقافة من مدينة لأخرى ومن مجتمع لآخر وبخاصة فيما يخص ممارسة الفتيات لهواية التصوير؛ فما بين القبول والرفض والتحفظ يتأرجح كثير من الأهالي في منع بناتهن أو السماح لهن بالتصوير بحجة العيب حينا والخوف من كلام الناس أحيانا، وتبقى صاحبة الشأن "المصورة الفوتوغرافية" رهن هذا أو ذاك .. ومن مدينة حائل حيث نبوغ المبدعات والفنانات التقينا بعدد من المصورين والمصورات لمناقشة قلة ظهور المصورات في حائل رغم زخم المواهب الفنية.. معاناة الأسماء الصريحة يبدأ الفنان رشيد البغيق رئيس مجموعة حائل للتصوير الضوئي بقوله: لدينا في المجموعة قسم خاص بالمصورات ونحرص على تنوع مجالاتهن في تصوير اللاندسكيب ( الطبيعة ) ونواجه مشكلة في تحفظ بعض المصورات على التعريف بأسمائهن الصريحة بسبب العادات والتقاليد المتأصلة ، فيحاولن استخدام أسماء مستعارة أو أسماء ثنائية مع أن التصوير هواية جميلة ليس فيها ما يخجل وليست عيبا ولا حراما يستوجب إخفاء الاسم الصريح سواء في المنتدى أو في المشاركة بالمعرض . زوجتي مشاركة في المعرض النسائي باسمها وأختي أيضا فكرت بداية في اسم مستعار ولكني أقنعتها بأنه لا حرج. شعاع الفريح: نفتقد الدعم والتشجيع من الأهل والمدارس والإعلام ويؤكد الفنان إبراهيم النصار عضو في مجموعة حائل للتصوير الضوئي بقوله: لدينا نسبة جيدة من المصورات قياسا بعدد المصورين ودورهن فعال في المجموعة من داخل أوخارج حائل ولهن اجتماعاتهن ونشاطاتهن الخاصة مثل الرحلة إلى متحف حائل، ولكن من شروط المنتدى التسجيل بالاسم الصريح وكنا نعاني في المنتدى من عدم رغبة المصورات بالتصريح بأسمائهن ولكن الآن الحياة تطورت والنظرة تغيرت وقليل من يتحرج من ذكر الأسماء الصريحة، ويضيف: انتشرت ثقافة الضوء في الآونة الأخيرة أفضل من السابق شرط ألا يتعدى الخطوط الحمراء والفكر السابق بأن المصورة سيئة لم يعد له وجود الآن فالتصوير حق مشروع للمرأة مثل الرجل تماما، وليس هناك فن أو هواية تقتصر على فئة معينة وعلى سبيل المثال هناك رجال أبدعوا في الطبخ على مستوى عالمي أيضا. شعاع الفريح أول معرض نسائي بحائل يقول البغيق : نحن بصدد إقامة أول معرض تصوير فوتوغرافي نسائي كنشاط لمصورات حائل وسيكون بإذن الله في فندق جولدن توليب حيث ستعرض أعمال المصورات في جانب من المعرض النسائي وسيكون فيه استوديو مجهز لتصوير الأطفال . وسوف يثبت المعرض وينشر ثقافة التصويرالنسائي في المجتمع وهذه نواة لتأسيس مجلس خاص بالمصورات فيه رئيسة وعضوات. وتقول شعاع الفريح المسؤولة عن المعرض: نحن الآن بصدد تحضير لمعرض نسائي وكنت أبحث عن مكان مناسب لإقامة المعرض الجماعي ليظهر مواهب البنات، وكان أول سؤال تسألني المشاركات هل هناك مشاركة رجالية بالمعرض؟ لأنهن يتحرجن من كتابة أسماءهن . وتضيف: البيوت تمتلئ بالمواهب ولكن لا يظهرن أنفسهن حتى لا يأخذ الناس عنها فكرة أنها جريئة. إبراهيم النصار: التصوير حق مشروع للمرأة على ألا يتعدى الخطوط الحمراء المصورات في رالي حائل في حائل عادات وتقاليد من سنين صعب تغييرها بيوم وليلة وبخاصة في القرى حتى الشباب يعانون أحيانا من الجهل بالتصوير عوضا عن البنات .. تفاجأ الكثيرون بوجود مصورات من جدة .. لأن العادات عندنا تحكم كثير من الأمور وقد كتبت في التغطية للرالي بأنه سيكون في السنة القادمة رحلة خاصة للمصورات لتصوير الرالي. وعن تجربتها في تصوير الرالي تقول شعاع الفريح: ذهبت للرالي مع أخي وكان يساعدني في اختيار الزوايا ويحافظ على من الاختلاط مع الشباب وصورت واستمتعت وقد ساعدني أنني طلبت بطاقة عضوية من مجموعة حائل وقد سهل علي الدخول إلى ساحة استعراض السيارات، ولم أتعرض لأي مضايقة من الشباب بل كان هناك احترام وإفساح المجال لي للتصوير: وتضيف العادات والتقاليد تمنع حضور المصورات للرالي ولكن أهلي شجعوني وكانت رغبتي قوية فتشجعت أكثر وتختم بقولها: الإعلام لم يلتفت إلينا ولم يذكر أن مصورات حائل صورن في الرالي، وذكروا فقط مصورات من خارج حائل .. حنان الفوزان: نريد النظر إلينا كمصورات فوتوغرافيات بمزيد من الاحترام وتقول حنان الفوزان: كنت أتمنى تصوير الرالي وبالفعل ذهبت وكلي حماس ودخلت بالبداية ولم أستطع التصوير في فجأة جاءني رجل أمن ويؤشر بإصبعه ويقول لي: الحريم يحتجن تصريح للتصوير فمنعني من الدخول، وفي الحقيقة آلمني جدا هذا الموقف وقد كان بإمكاني التخفي والتصوير من خلف الجبال .. ولكني رفضت فأنا لا أسرق ! هذا حدث سياحي ورياضي ومن غير المنطقي أن تمنع النساء من التصوير دون الرجال وليس هناك جهة مخولة بالتصريح في أمر مسموح به أصلا .. بأي حق يصور الرجال وتمنع النساء ! تصوير اللاندسكيب حنان الفوزان: كنت أشعر بداخلي رغبة ملحة في التعبير عن إحساسي بالجمال في كل شبر من أرض حائل سافرت للخارج ولم أر كطبيعة حائل وروعة جمالها في سحر التكوين في الصخور التي تعتبر تحفة فنية وحين أرى مناظرها الساحرة أحب الاحتفاظ بها في عيني ووجداني، وليس هناك تصوير رجالي وتصوير نسائي وتصوير اللاندسكيب ( الطبيعة ) يخص العين العاشقة للطبيعة بغض النظر ذكر أو أنثى فكنت أعبر بالرسم والكتابة ولكن الرسم يحتاج إلى جهد ووقت أطول حتى وجدت ضالتي في التصوير وبدأت التعلم على الكاميرا الاحترافية ، وحينما كنت أرسم وأكتب كنت أستخدم اسمي الصريح وبعد دخولي مجال التصوير بداية وجدت حرجا من المجتمع في إظهار اسمي ومع تشجيع والدي أعلنت عن اسمي الصريح ، فوالدي مثقف وواع بضرورة ممارسة الفتاة هواياتها المشروعة وحقها في التعبير عن ذاتها بالفن معاناة عدم تفهم المجتمع تقول الفوزان : أنا لا أعاني من الأهل أو الزوج أو الوالد فزوجي متفهم جدا لهوايتي ويدعمني كثيرا ووالدي يساندني ويفتخر بي وإنما معاناتي من عدم تفهم المجتمع في حائل كما أن هناك هجوماً وتحفظاً بشكل عام في ظل انعدام التشجيع من المدارس أو المجتمع وتضيف : نحن محافظات على ديننا وحجابنا الشرعي وأخلاقنا فلماذا المنع ؟ وتصرح الفوزان بجانب من معاناتها في مجال التصوير بقلة الوعي وتدني النظرة للمصورة فتقول : الأنثى في حائل التي تصور لاندسكيب يعتبرونها تريد لفت الانتباه .. ونصف المصورين يعتبرون المصورة أختاً لهم وأماً البقية فيعتبرونها جريئة ومتنازلة وللأسف معظم الهجوم على المصورات يأتي من المصورين أنفسهم . وتضيف : المجتمع الذكوري في التصوير في حائل كبير وأنا تهت بينهم لأني الأنثى الوحيدة المهتمة بتصوير اللاندسكيب وربما هناك غيري كثير ولكن لا يظهرن على الساحة. رشيد البغيق: ظهور الأسماء الصريحة للمصورات ليس عيباً ولا حراماً الدعم التشجيع والخبرة وتكمل الفوزان: كما نحتاج للدعم والنقد فتجربة الرجال تختلف عن تجربة النساء ولدينا بنات فنانات مبدعات كثر ولكن يحتجن إلى الدعم المعنوي ونحتاج للتعلم من المحترفين للنقد والاستزادة بالمعلومات لأنهم سبقونا في التصوير وهم أكثر خبرة منا وتضيف: العتب على بنات حائل وفي معظم الاجتماعات بين المصورات تكون لتبادل معدات التصوير. طموحي لشيء أكبر وتطلعاتي بعيدة ولكن الضغوط في حائل تحدني . وتختم بقولها أتمنى أن تتغير نظرة الرجال للمصورة بأنها تريد لفت النظر! نريد الاحترام والتقدير لا نبحث عن دعم مادي ولكن نحتاج دعم من جهة مختصة .. لأن الرجال يقف معهم جمعية الثقافة والفنون بشكل كبير.. وتوافقها شعاع الفريح بقولها: تحتاج المصورات للدعم ولا يجدنه لا من الأهل ولا في المدارس والجامعات ولا من الإعلام فهناك الكثير من المصورات المتواريات بالبيوت وعندهن إبداع بالصور ولكنهن يحتفظن بها ويرفضن ظهور أسماءهن! بالنسبة لي الحمدلله عائلتي يحبون التصوير والأهل في الغالب لا يرفضون حضور الدورات ولكن هناك قصور في الإعلانات فلا يصلنا خبرها. وتختم بقولها : أشكر مجموعة حائل للتصوير الضوئي في مساعدتنا على رأسهم الأساتذة رشيد البغيق وجبر العمران وبركة الطوياوي.. دحيم الدحيم أما لطيفة كريم فتقول: أنا من سكان الرياض .. وعندما انتقلت إلى حائل كنت متحمسة لتصوير اللاندسكيب واستفدت من وجودي بحائل تجربة تصوير اللاندسكيب ، وكل أسبوع أطلع للتصوير للنفود أو النايلات واستمتع بتصوير طبيعة حائل ولكني وجدت صعوبة في تقبل المجتمع ولكن أهلي متفهمون طالما أني أمارس هواية جميلة وفناً راقياً . وتضيف: كان استخدام اسمي الصريح يشكل استهجانا من المجتمع ويتساءلون كيف أعلن عن اسمي "وكأنه شيء معيب" وعندما أصور في الأماكن العامة مثل المغوات أسمع أحيانا بعض الكلمات المؤلمة مثل جريئة وتختم بقولها : بنات حائل على مستوى عال جدا من الفن والإبداع وكثير من العائلات تدعم بناتها ولكن الخوف أحيانا من كلام الناس ، والغريب أن بعض البنات يرفضن المشاركة في المعرض بأعمالهن إذا كان هناك حضور رجالي كي لا يرى الرجال أعمالهن الفوتوغرافية! لطيفة كريم منى الصبي إبراهيم النصار حنان الفوزان حنان الفوزان