دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس أن يستتب الأمن والأمان لإخواننا في مصر وتونس وبقية البلدان الإسلامية، وأن ينقذ الأمة من الفقر إلى الغنى، ومن الذلة والهوان وأن يولي على المسلمين خيارهم، ويجنبهم شرارهم، وألا يجعل لأهل الشر والفساد ولاية، وأن يحفظ المسلمين في كل مكان. وقال فضيلته:" اللهم أنت تعلم ما يصيبهم في هذه الأزمان من المحن والفتن، اللهم اجعل لهم مخرجا وسبيلا منها، اللهم احفظ دماءهم واجمع كلمتهم على الخير والهدى، واعصمهم عن كل من يريد إفساد حياتهم وأوضاعهم، وحقق الأمن والاستقرار في ربوع بلادهم". وتحدث فضيلته عن ولاية أمر المسلمين وما ينبغي أن يكون عليه الوالي من اختيار الأكفاء والبطانة الصالحة وسماع لصوت الحوار الصادق المخلص والبعد عن المصالح الشخصية والرفق والرحمة بالرعية، وقال فضيلته: على من تقلد للمسلمين ولاية أن يتقي الله جل وعلا في اختيار عماله وموظفيه الذين تحت ولايته فيحرص على اختيار الأكفاء ذوي القوة والأمانة الذين يختارون لكفاءتهم وعدالتهم وأمانتهم دون نظر لمحسوبية مقيتة ولا اعتبار لمصالح شخصية أو عرقية فالله جل وعلا يقول: "إن خير من استأجرت القوي الأمين" وفي الخبر: "من ولى على عصابة وفيهم من هو أقوى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين". وأضاف: من السياجات التي جاء بها الإسلام في هذا الجانب وجوب الرفق بالرعية والشفقة عليهم والرحمة بهم عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به"، وفي حديث آخر: "إن شر الرعاء الحطمة" والحطمة :العنيف القاسي الذي يظلم من تحته، ولا يرق لهم ولا يرحمهم، وإن من التوجيهات الإسلامية من تولى للمسلمين ولاية أنه يجب عليه أن يسمع لحاجاتهم، وأن يحرص على شؤونهم، والتحري عن كل ما يصلح أوضاعهم، وألا يجعل بينه وبينهم من يحجبه عن أحوالهم، ومعرفة أوضاعهم" من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجاتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته، وخلته وفقره يوم القيامة"، ومن التوجيهات أنه أوجب عليهم أن يحرصوا على تقريب أهل الخير والهدى، وأن يبعدوا أهل الشر والفساد والهوى" ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحظه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحظه عليه، والمعصوم من عصمه الله"، ومن أخذ مالا من الأموال العامة مستغلا منصبه متوصلا بولايته إلى ما لا يحل له فليستمع إلى الزجر الشديد والوعيد الأكيد من سيد الثقلين صلى الله عليه وسلم: "من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقها كان غلولا يأت به يوم القيامة"، ومن أصول التشريع في هذا الجانب أن صاحب الولاية يجب عليه أن يسمع لصوت الحوار الصادق المخلص الهادف المنبثق من ثوابت الشريعة ومنابع الإصلاح فالله عز وجل يقول لسيد الحكام: "وشاورهم في الأمر".