لا تزال دور عرض فيلم ال»زهايمر» في البحرين، مكتظة بالجمهور الخليجي والسعودي الذي أصر على مشاهدة آخر أفلام عادل إمام على الشاشة الكبيرة. الفيلم الكوميدي الذي كتبه نادر صلاح الدين وأخرجه عمرو عرفة؛ يمثل بلا شك، نقطة تحول هامة في مسيرة النجم المصري منذ فيلم (عمارة يعقوبيان). ودون أن نتحدث عن حكاية الفيلم كي لا نحرق مشاهدته، إلا أننا نشير إلى أن «زهايمر» هو فيلم عادل إمام في لحظة التصالح مع المرحلة العمرية، وما تبوح من مشكلات تحيطها «صمت التقدم العمري» في لحظة الانكسار والخيبة من جريان الزمن؛ حيث استطاع عادل إمام، إلى حد كبير، في هذا الفيلم، الخروج من القالب «الدنجواني» المعتاد لشخصية «الكوميدية» المعروفة بأفيهاتها وابتسامتها النمطية المتكررة. وقد يعود الفضل إلى نص الفيلم، الذي أوجد شخصية تنسجم في دورها الدرامي ومشكلاتها النفسية والاجتماعية مع عادل إمام في هذه اللحظة النفسية والعمرية. حيث نتلمس هذا الأمر، بوجدانية عالية في آخر مشهد زيارة البطل إلى صديق عمره، نزيل إحدى دور الرعاية الصحية؛ «سعيد صالح» المصاب أيضاً بالزهايمر. في هذا المشهد الذي أبدع فيه سعيد صالح؛ شعرنا حقاً بأحاسيس عادل إمام الداخلية وقلقه من مسألة العمر وهو يرى رفاق الدرب وقد سقطوا واحدا تلو الآخر؛ في مشهد تفوقت كاميرا عمرو عرفة في رسم حركته وزواياه المعبرة عن الحالة الدرامية والنفسية؛ عبر مشهدية توازت فيها الصورة بين شخصيتي الحدث المؤثر وجماليات المشهد البصري. أما عن نص فيلم «زهايمر» فهو بحق يمثل فيلم النموذج الدرامي والكوميدي في فصوله الثلاث. منذ استيقاظ البطل على المشكلة، ومن ثم لحظة المفاجأة والكشف وصولاً إلى «النهاية ولعبة الحل»!. فضلاً عن أن الشخصية الرئيسية، كتبت بعيدة عن تأثير «كركتر» عادل إمام؛ إلا أن الأخير، في بعض المشاهد لم يستطع التحرر من «كليشيهاته» المعروفة والمتكررة في كثير من أفلامه السابقة، كما في أول مشهد زيارة أصدقاء الشهر إلى فيلته، وأيضاً في مشهد صفعه المتكرر للخدم!. من هنا نرى، أنه إذا استثنينا بعض مشاهد الفيلم؛ فإن «زهايمر» يعد تجربة مهمة، أثبت من خلالها عادل إمام القدرة على التجديد والخروج من عادل إمام المتشابه بين مجمل أفلامه. أما من الناحية الانتاجية فمن الواضح أن الفيلم لم يعتمد على أسماء نجوم كبار، لأسباب اقتصادية ولأن النص الذي اختاره عادل إمام، لا يتطلب شخصيات كثيرة ولا مشاهد خارجية متعددة وطويلة، باستثناء مشاهد لبنان القصيرة والمحصورة في مطار وشارع وقصر جبلي. مكتفياً الفيلم بمشاركة الأبطال الشباب: فتحي عبدالوهاب وأحمد رزق ونيللى كريم ورانيا إلى جانب الفنان أحمد راتب، دون أن ننسى حضور الموسيقار عمر خيرت من خلال الموسيقى التصويرية المؤثرة والناطقة ببلاغة تعبيرية عن ما يريد أن يقوله الفيلم.