قلعة عجلون من القلاع الإسلامية التاريخية في الأردن «50 كلم شمال عمان « ، غدت محجا سياحيا لأهل البلاد وللسياح العرب والأجانب . وإذا صعد الزائر أعلاها يتحرق شوقا حينما يطل بناظريه على جبال القدس . القلعة بناها القائد عز الدين أسامة احد قادة صلاح الدين الأيوبي سنة 580 هجرية بعد معركة حطين ، وأرادها نقطة ارتكاز لحماية خطوط المواصلات وطرق الحج بين بلاد الشام والحجاز فهي تشرف على وادي الأردن وتتحكم بالمنطقه الممتدة بين بحيرة طبريا والبحر الميت «غرب البلاد « .وما يزيد من جمالها أنها صممت لتبقى فهي تضم ممرات كثيرة وبئر مياه وتتوزع القذائف الحجرية الكبيرة والمستديرة في جنباتها لمهاجمة العدو بها . كانت نقطة ارتكاز لحماية طرق الحج بين بلاد الشام والحجاز.. وباتت متنفساً للعائلات الأردنية ومكاناً لقضاء السهرات «القائد المسلم أسامة « اختار قمة جبل يعرف باسم جبل بني عوف على ارتفاع 1050 متراً عن سطح البحر لحنكة عسكرية تتمثل في رصد تحركات الفرنجة وتنقلاتهم إلى جانب السيطرة على مناجم الحديد التي اشتهرت بها جبال عجلون . تتوزع أبراج المراقبة على زوايا البناء .وفي جدرانه السميكة فتحت حلاقات للسهام واحيط بخندق يبلغ متوسط عرضه حوالي (16)مترا ويتراوح عمقه ما بين 12-15مترا واستعمل كحاجز يحول دون الوصول والاقتراب من الجدران المحيطة بالبناء . في عام 611ه (1214 ) اضاف الأمير أيبك بن عبد الله الذي كان قد اقطعها له الملك عيسى – البرج الجنوبي الشرقي وفي منتصف القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي قام الملك صلاح الدين يوسف صاحب حلب ودمشق بتجديد واعادة بناء البرج الشمالي الشرقي وبعدها مباشرة تمكن المغول من دخول القلعة في سنة 1260م . أحد الممرات الموصلة إلى داخل القلعة اثر انتصار المماليك على المغول في معركة عين جالوت قام السلطان الظاهر بيبرس باعادة بناء القلعة وتنظيف خندقها ثم جعل منها مستودعاً للغلال والمؤن وعين الأمير عز الدين ايبك والياً عليها فقام هذا بدوره بتجديد بعض اجزاء القلعة . في العصر العثماني اقيمت في القلعة حامية مؤلفة من خمسين جندياً وفي خلال الربع الاول من القرن السابع عشر استخدمها الأمير فخر الدين المعني الثاني في صراعه مع احمد بن طرباي فوضع فيها حامية وزودها بالمؤن والعتاد . وعندما زارها الرحاله السويسري بير كهارت سنة (1882) كانت القلعه لاتزال مأهولة ويقيم فيها حوالي اربعين شخصاً من عائلة بركات. تعرضت القلعة لعدة هزات ارضية اثرت على بيئتها في عامي (1837 )و( 1927) إلى ان باشرت دائرة الآثار الأردنية اعمال الصيانه والترميم لإعادة بناء ما تهدم وتقوية الجدران المحيطة . وبهدف إحياء مكانة القلعة التاريخية تقيم السلطات الأردنية فيها نشاطات ثقافية تتنوع بين المسرح والفنون الشعبية والندوات ومعارض الخزف والمشغولات اليدوية من منحوتات وفخاريات ورسومات ورسم على الزجاج والمرايا وتنسيق الزهور والنحاسيات (...) . فيما يتعلق بالمتحف الموجود داخل القلعة أصبح يحوي العديد من القطع الاثرية وتؤمه أعداد كبيرة من الزوار وإلى جانب الدور التاريخي للقلعة باتت القلعة متنفسا للعائلات الأردنية في أوقات المساء ومكانا لقضاء سهرات جميلة .