المرأة هي مصدر الجمال وموضوع الغزل لدى الرجال، ياطالما فتنت الشعراء والأبطال والفرسان، وأخرجت من قلوبهم أرق العواطف وأرقاها، أنبل المشاعر وأسماها. ومع ذلك فإن المرأة نفسها أقوى عاطفة من الرجل وأشد لهفة واشتياقاً للحب، فهي لا تعيش بدون الحب، إنه بالنسبة لها نبض حياتها يحقق ذاتها ويعطي المعنى لوجودها، فالحب بالنسبة للمرأة كالأكسجين بدونه تختنق وتذبل كزهرة حلوة حرمت من الهواء الطلق وحبست في محيط حارق خانق يجعل حياتها جحيماً لا يطاق.. المرأة تعيش بالحب وللحب فهي مصدره والمتلقية والمانحة له.. تحيط به زوجها وصغارها ومعشوقها الذي تتمنى ان يكون شريك حياتها، وان تفيض عليه بحبها وحنانها، وتمنحه جمالها ودلالها. الحب يجعل المرأة أجمل. وشعر المرأة العاشقة يتدفق بالعاطفة كما يتدفق الشلال بالماء العذب والجمال، ويتغنى بمشاعرها كما تتغنى العصافير والبلابل والحمام. ومن شعر الحب عند المرأة قول سعاد الصباح: لا تنتقد خجلي الشديد فإنني بسيطة جداً وأنت خبير يا سيد الكلمات هب لي فرصة حتى يذاكر درسه العصفور خذني بكل بساطتي وطفولتي انا لم أزل احبو وأنت قدير من أين تأتي بالفصاحة كلها وأنا يتوه على فمي التعبير؟! أنا في الهوى لا حول لي أو قوة ان المحب بطبعه مكسور يا هادئ الأعصاب انك ثابت واناعلى ذاتي أدور أدور الأرض تحتي دائماً محروقة والأرض تحتك فحمل وحرير فرق كبير بيننا يا سيدي فانا محافظة وأنت جسور وأنا مجهولة جداً مجهو لة جداً وأنت شهير ونفهم كيف جعلها الحب مضطربة تدور تدور!! لأن الحب يرفع حرارة العاطفة كما يرفع المرض حرارة الجسد مع الفرق! والعاطفة إذا جاشت وما جت وزادت حرارتها تصيب المرأة بالذهول والدوار! وقد شدت (نجاة الصغيرة) بشعر سعاد الصباح السابق، فامتزجت العاطفة الحلوة مع الصوت الأنثوي العذب، وانصهرت رقة المرأتين - الشاعرة والمطربة - مع روعة اللحن وحرارة الوجد ولهفة الشوق وجموح الأنثى العاشقة انصهار العطور في الزهور. وتقول هدى ميقاتي: آه.. تلوت في فمي الآه..! هل كنت في نعمائي لولاه؟ لو كنت القى في الدنا رجلاً يحظى بنزر من مزاياه؟! نار الرجولة فيه تلفحني ان لامست عيني عيناه فاحس بي حرجاً فيقلقني ويفيض بي قلقي فيغشاه استل كل شجاعة الأنثى لأكون نفسي حين القاه وافر لا ألوي وبي أمل يهفو إلى أمل تمناه اخشاه لا أدري بلا سبب بأبي وأمي كيف أخشاه؟! فيه الصبابة حين يرسلها تسري ربيعاً في حناياه لكن في أعماق نظرته عزماً بدا لي حين أخفاه يسبي وذلك ما يروعني حاشاي أغدو من سباياه! إن العاطفة حين تشتعل أوصال المرأة من نار الحب تصطرع مع العقل، ومع قيود المجتمع، ومع غريزة الأنثى التي تشبه غريزة الغزال الذي اعتاد عبر ألوف السنين ان يصاد، فصارت غريزته حساسة تنبض بالحذر كما ينبض القلب.. ومن شعرنا الشعبي الجميل والقديم جداً، تلك الأبيات الوالهة ........ بالشوق والتوق والعاطفة، ترسلها عليا زوجة أبي زيد الهلالي، له في غربته السحيقة وقد قاد بني هلال في تغربتهم وترك عليا في وحدتها العنيفة تكابد أشواقها وتصارع أمواج عواطفها ويحن حنينها وتفيض مشاعرها الأنثوية لترسلها لماحة إلى زوجها وعشيقها وبطلها البعيد في تلميح عفيف بليغ: يا ركب ياللي من عقيل تقللوا على ضمر شروى الجريد النحايل قولوا لابي زيد ترى الوادي امتلى وترى كل شعيب من مغانيه سايل والله لولا البحر بيني وبينه جيته على عوصا من الهجن حايل يبيعون لاباعوا ويشرون لي شيروا ولاغبن الا بالنفى والحلايل