مضت أسعار النفط أمس في مسارها الصاعد الذي اتخذته منذ أسبوع متخطية 100 دولار للبرميل لخام برنت القياسي في ظل المخاوف التي تحيق بالمستهلك من احتمال تعرقل حركة الملاحة في الممرات البحرية المهمة التي تمرر النفط من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الأسواق العالمية بسبب الاضطرابات في مصر واليمن والجزائر والأردن والتي تجاور مضايق مهمة تناول حوالي ثلث إنتاج العالم من النفط الخام. ويساور الأوساط الاقتصادية قلقا من احتمال تنامي أسعار النفط إلى مستويات قد تتخطى 120 دولارا للبرميل في غضون الأسابيع القليلة القادمة في حالة تأثر حركة الملاحة في قناة السويس والتي تمرر حوالي مليون برميل ويوميا من النفط الخام أو تعرقل مرور السفن من مضيق باب المندب والذي يكتسب أهميته كبيرة حيث تقدر كمية النفط التي تمر من خلاله بحوالي 3.5 ملايين برميل يوميا، كما أن هذا المضيق يقصر المسافة التي تقطعها حاملات النفط من الشرق الوسط إلى الأسواق العالمية بنحو 65% وفي حالة إغلاقه فإن ناقلات النفط تضطر إلى الدوران حول إفريقيا وهو أمر يرفع تكاليف نقل النفط ويساهم في ارتفاع الأسعار. وعلى الرغم من أن معظم المؤشرات حتى الآن تدل على أن المضايق البحرية لا تزال في وضع آمن وتعمل بصورة شبه طبيعية وخاصة مضيق باب المندب إلا أن هناك وجل من احتمال أن تتسبب الاضطرابات في مصر إلى إغلاق قناة السويس وهو ما سيفضي إلى تعطيل حركة الملاحة في مضيق باب المندب الذي يربط ما بين البحر الحمر والمحيط الهندي ما يبعث التوتر في الطلب في الدول الأوروبية ويدفع أسعار النفط في أسواق برنت إلى الارتفاع بصورة قد تضر بنمو الاقتصاد العالمي. وما يبعث الارتياح لدى المستهلكين في الأسواق الآسيوية والأمريكية بقاء مضيق هرمز الذي يربط الخليج العربي بالمحيط الهندي بعيدا عن هذه الاضطرابات ويشكل المضيق أهمية قصوى لجميع الأسواق النفطية لكونه يمرر حوالي 17 مليون برميل يوميا من منطقة الخليج العربي إلى أسواق الاستهلاك، هذا العامل أبقى أسعار خام ناميكس القياسي قرب 90 دولار للبرميل خلال اليومين الماضيين وتشير بعض المعطيات الأولوية إلى إمكانية تقهقر أسعار ناميكس عند هذه المستويات خلال الأيام القليلة القادمة ومن هذه المعطيات ارتفاع المخزونات النفطية في الدول الصناعية وعدم القين بالنسبة لانتعاش الاقتصاد العالمي واستمرار تذبذب سعر الدولار أمام العملات الأجنبية العالمية. وارتفع سعر سلة أوبك أمس إلى 97.71 دولارا للبرميل متأثرا بارتفاع خام برنت القياسي وارتفاع مكونات سلة الأوبك التي تتكون من 12 نوعا من النفط الخام حيث بلغ بعضها أكثر من 100 دولار للبرميل خلال الأسابيع الماضية.