حققت أسعار النفط في بداية تعاملاتها الأسبوعية هذا الأسبوع مكاسب معوضة الخسائر التي فقدتها نهاية الأسبوع الماضي عندما فقدت حوالي 4دولارات عن أعلى مستوى قياسي بلغته ووصل إلى أكثر من 135دولاراً لبرميل خام ناميكس، متأثرة بلجوء المضاربين للمتاجرة بالسلع الأساسية ومنها النفط هروبا من الدولار الذي طفق يتهاوى منذ مطلع العام الماضي مكبداً المستثمرين مزيداً من الخسائر وخاصة أؤلئك الذين يتاجرون "بالهوامش الربحية". ويقول خبراء اقتصاديون أن حجم السيولة المتجه للمتاجرة في السلع الأساسية قد تضاعف منذ بداية العام الماضي وهو ما أدى إلى ارتفاع المواد ومنها المواد الغذائية ما أثر بصورة مباشرة على اقتصاديات المستهلك النهائي الذي تضرر كثير جراء هذا الارتفاع في الأسعار والذي أثر على بقية أسعار الخدمات والعقارات وعرقل من التنمية العمرانية في كثير من بلدان العالم ما يهدد بتعطيل التنمية الاقتصادية والنمو الحضاري. وتعاظم تدفق السيولة المالية إلى عقود النفط بعد بروز توقعات من بعض مراكز الدراسات الاقتصادية العالمية تشير إلى احتمال وصول أسعار النفط إلى 150دولاراً للبرميل قبل نهاية العام الحالي واستمرارها في الزيادة إلى 200دولار بحلول عام 2010م مع تنامي الطلب على النفط وتراجع الاستثمارات الطاقوية وخاصة في الصناعات التحويلية والبنية التحتية التي تلعب دور محوريا في توفر مصادر الطاقة ومواجهة الطلب على البترول. حركة المتاجرة بعقود النفط شهدت نشاطا ملحوظا في بداية التعاملات الآسيوية لهذا الأسبوع وسط توقعات بأن تسجل الأسعار مستويات قياسية جديدة قرب 140دولاراً بحلول نهاية الأسبوع الحالي في ظل هبوط العملة الأمريكية وكذلك تعرقل الإمدادات النفطية من نيجيريا نتيجة إلى القلاقل الأمنية بالإضافة إلى توقف إنتاج حقل شتاتفيورد النفطي في بحر الشمال والذي تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 19ألف برميل يوميا يضاف إلى حقول أغلقتها الشركة الأسبوع الماضي ما افقد الأسواق حوالي 138ألف برميل يوميا وهو ما أثر على انسياب الإمدادات النفطية إلى الأسواق الأوروبية. وتعززت أسعار النفط عندما صدرت تأكيدات من منظمة الدول المصدر للبترول "أوبك" أن ارتفاع الأسعار لا يعود إلى نقص في الإمدادات وإنما إلى عوامل أخرى منها ضعف الدولار الذي حدا بالمستثمرين إلى استخدام النفط للتحوط ضد التضخم في إشارة إلى أنها لا تنوي ضخ مزيد من النفط إلى السوق النفطية.كما أن تراجع إنتاج النفط من الدول خارج الأوبك إلى أقل من 50مليون برميل يوميا بعث المخاوف لدى المستهلكين من التدفقات النفطية سوف تتراجع في المستقبل وأن الأسعار ماضية في الصعود إلى مستويات عالية وهو ما فتح شهية المضاربين على العقود النفطية وهيئها لموجة من التنامي الذي يخشى أن يؤثر على نمو الاقتصاد العالمي. وكانت أسعار عقود ناميكس القياسي قد استهلت تعاملاتها الأسبوعية بزيادة تقدر بحوالي 1.5دولار إلى سعر 134دولار للبرميل متأثرة بقلق شح الإمدادات كما ارتفع خام برنت القياسي إلى 132دولاراً للبرميل فيما صعد خام وست تكساس بمقدار 2.4دولار إلى 132دولاراً ،وقفزت أسعار الجازولين إلى 3.43دولارات للجالون. وتأرجحت أسعار المعادن النفيسة قرب مستوياتها التي كانت عليها الأسبوع الماضية حيث حام الذهب حول سعر 926دولاراً للأوقية فيما ظلت الفضة عند سعر 17.50دولاراً للأوقية.