تسببت الأحداث التي شهدتها المملكة أخيراً، والتي منها سيول جدة، وقبلها خروج المنتخب السعودي من المشاركة الآسيوية - بغض النظر عن المقارنة - ثم الأحداث التي شهدتها تونس ومصر، من إجبار صانعي الفكاهة والسخرية لتسجيل حضور اعتبره المتابعون ردة فعل (تهكمية) على ما حدث لأجل التقويم و«متنفساً مباحاً». وقام السعوديون طوال الأسابيع الماضية بإرسال النكت من خلال أجهزة الاتصال المتنوعة، وهو ما وصف بجلد الذات لوضع النقاط على الحروف. الدكتور تركي العطيان الأستاذ المشارك في علم النفس قال ل«الرياض»: لابد للإنسان من التنفيس عن الضغوط النفسية التي يمر بها وذلك للتعبير عن رغباته وحاجاته، بصرف النظر عن الدوافع الحقيقية لهذا التنفيس، بمعنى ان كل إنسان ينفس على طريقته سواء سلباً أو ايجاباً (مؤيد أو معارض) لما يحدث، أما الذي لا يعنيه الأمر ولم يتابع الأحداث سلباً أو ايجاباً فنجده يتلقى هذه الطرائف المضحكة للضحك. وعن تعريفه للأشخاص المؤلفين للنكت أوضح: هؤلاء لديهم مهارة قيادية، وأحياناً خلف هذه المهارة نزعة عدوانية في أعماقهم، والابداع يكون عند البعض واضحا ومقبولا إذا خرج بأسلوب يراعي مشاعر الآخرين، أما وقع تلك الطرائف على الجهات أو الشخصيات فهو كبير وسلبي على البعض، وبالطبع يصلهم ويمس كرامتهم ولا يكون ايجابيا إلا لدى الإنسان الواثق من نفسه وعمله. وأضاف الدكتور العطيان: بعض الطرائف التي تدغدغ مشاعر الآخرين تتسبب بالتغيير الايجابي احياناً، ويقوم المسئول بتغيير رسالته لتكون حيوية، وأحياناً قد يكون السياسي أو صانع القرار في بعض الجهات مُضللا من خلال البطانة، وإذا كانت الطرفة أو النكتة بأسلوب السخرية والنقد اللاذع فيكون صداها لدى المسئول الأول مؤثرا مما يدفعه للتنحي أو التغيير. وعن ترتيب المجتمع السعودي على مستوى الوطن العربي من حيث الفكاهة أكد: أرى ان المجتمع المصري يأتي بالمقدمة من خلال الطرفة يليه المجتمع الأردني، أما المجتمع السعودي وبحكم انتشار وسائل الاتصال فأتوقع انه أصبح بارعاً وضمن الخمس دول التي تتمتع بالطرافة لأنه حديث عهد بها بحكم التقيد بالأحكام الدينية، وكأكاديمي يصعب التصنيف. وفي رده عن أسباب تأليف النكت أجاب الأستاذ المشارك في علم النفس: ثقافتنا لا تسمح بالمواجهة الصريحة للمسئول مباشرة، فيلجأ المجتمع لاطلاق الطرف على مختلف أنواعها لتوصيل معلومة معينة لأجل التغيير، أو لرفض وضع حالي لا يستطيع تحمله وتعتبر ظاهرة صحية وتكثر وتنتشر حينما يكون الوضع حول المجتمع في شتى المجالات غير منسجم مع ما يتطلع له، ويشعر أن هناك شيئاً لابد من تغييره فإذا لم يتحمل بدأ يخفف عن عدم رضاه بهذه الطرائف.