يعيش العالم العربي أياماً ملتهبة, فمع ازدياد الأوضاع الأمنية سوءاً في مصر, وقبلها في تونس ولبنان، إلى جانب كارثة السيول في مدينة جدة، فإن النشاط الفني المقبل سيتأثر حتماً في الخليج أو العالم العربي عموماً، وقد يتسبب ذلك في إلغاء العديد من المهرجانات والحفلات الغنائية التي ستشهدها الأيام القليلة المقبلة بالإضافة إلى أن هذه التوترات قد تؤثر في سوق الكاسيت وتؤجل طرح العديد من الألبومات الغنائية. ومن أقرب المهرجانات المنتظرة؛ مهرجان ليالي فبراير في الكويت الذي أعلن مؤخراً عن جدول ومواعيد حفلاته التي يفترض أن تنطلق الخميس المقبل، كذلك الحال مع حفلات مهرجان دبي للتسوق بالإمارات ومهرجان صوت الريان في قطر، بالإضافة لعدد من الحفلات الخاصة التي من المقرر أن تتزامن مع عطلة الربيع لهذا العام. محمد عبده وقد بدأت أولى إشارات التأثر بهذا الجو المحتقن مع الفنان رابح صقر الذي كان قد أعلن عن إلغاء حفلته في مهرجان صوت الريان مساء السبت الماضي على هامش ختام بطولة الأمم الآسيوية الخامسة عشرة في سوق واقف في العاصمة القطرية الدوحة، كما ألغي أيضاً الحفل الذي كان مقرراً إقامته في العاصمة المصرية القاهرة يوم الاثنين المقبل 7 فبراير، دون أن يربط ذلك بالأحداث السياسية الراهنة ومكتفياً بقول: (إنها أسباب خاصة خارجة عن إرادته) لكنه ليس بحاجة لذكر السبب لأنه واضح جداً وأي فنان مُحترم يُراعي مشاعر جمهوره العربي لابد أن يتخذ مثل هذا الموقف الرائع الذي اتخذه الصقر. وهو ما يتوجب على بقية المطربين والمطربات أن يفعلوه إذ لابد أن يكون لهم موقف واضح من هذه الأحداث بعيداً عن مصالحهم الخاصة، وليكون تفاعلهم مع الواقع العربي المأزوم تفاعلاً محسوساً وليس مجرد شعارات يرددونها للاستهلاك المجاني.. فمن يمكنه أن يغني ويرقص وسط هذه الجراح التي تحيط بالعالم العربي من كل جانب؟.