أعلن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) عبدالسلام جراد الجمعة لوكالة فرانس برس ان رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي مستعد لاستقبال ممثلين عن المتظاهرين المعتصمين في ساحة الحكومة بالعاصمة. وقال جراد ان مشاورات جرت صباح امس بين ممثلين نقابيين والمتظاهرين الذين يتظاهرون منذ الاحد الماضي امام قصر الحكومة بالقصبة. واضاف الامين العام للمركزية النقابية القوية في تونس، انه اتصل برئيس الوزراء محمد الغنوشي الذي قبل مبدا الاجتماع بممثلين عن هؤلاء المتظاهرين، دون تحديد موعد لذلك. وتسعى المركزية النقابية الى اقناع المتظاهرين بالعودة الى مناطقهم وذلك غداة الاعلان عن تركيبة جديدة للحكومة الانتقالية خرج منها ابرز رموز آخر حكومة في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وساد هدوء غير عادي صباح الجمعة ساحة القصبة في تونس حيث يعلق مئات المتظاهرين في مجموعات صغيرة على التشكيلة الجديدة للحكومة الانتقالية . ولم تعد تسمع الهتافات والشعارات المنادية باستقالة الحكومة التي لم يكف المحتجون عن ترديدها خلال الايام الاخيرة وذلك تحت نافذة الوزير الاول اخر رئيس حكومة في عهد الرئيس زين العابدين بن علي المخلوع والذي ابقي مساء الخميس على راس الحكومة المثيرة للجدل. واستيقظ المعتصمون الذين يتراوح عددهم بين 400 و500 شخص الذين قدم معظمهم من داخل البلاد ويرابطون في الساحة منذ بداية الاسبوع، في الساعة الثامنة وسط الخيام التي اقيمت على عجل للاحتماء من المطر وصور "شهداء" الثورة التونسية. وبعد ان انشدوا ككل صباح النشيد الوطني ورفعوا العلم التونسي في ساحة الحكومة، بدأوا في مجموعات صغيرة المشاورات حول الموقف الذي يجب اتخاذه من مواصلة حركة احتجاجهم بينما جلس البعض الاخر في المقاهي المجاورة. وقال الطالب في كلية المهندسين في تونس خالد صالحي 22 عاما لفرانس برس" ان "اغلب المتظاهرين يريدون الاستمرار حتى رحيل الغنوشي". واوضح ان "الحكومة برمتها يجب ان تسقط بما في ذلك الغنوشي"، معتبرا التعديل الحكومي الاخير "حيلة لكسب الوقت". وردا على سؤال حول موافقة الاتحاد العام التونسي للشغل النافذ على تشكيلة الحكومة الجديدة ابدى الشاب شكوكا. وقال ان "زعيم الاتحاد العام التونسي للشغل لا يمثل القاعدة. كان مع بن علي. المهم هو ما ستقوله الاتحادات الجهوية وخصوصا نقابة المحامين" التي مارست سلطة معنوية على المتظاهرين في تونس. وقد هلل المتظاهرون المعتصمون مساء الخميس عند اعلان التشكيلة الجديدة للحكومة التي خلت من ابرز رموز فريق بن علي، لكنهم جددوا المطالبة بتنحي رئيس الوزراء محمد الغنوشي.