يطالب الناس كل الناس من ساهر إخطار من تصطاده كاميرات الشوارع بالمخالفة التي وقعت عليه عن طريق الاتصال به وإخباره بمخالفته لنظام المرور في الموقع المعين في الوقت المعين وحجم الغرامة التي فرضت عليه، ويحتسب من بعد هذا البلاغ شهراً فإن لم يسدد هذه الغرامة تضاعفت عليه. أريد أن أقول بوضوح إن شوارعنا تحتاج إلى لوحات أكثر لتوضيح سرعة السير في كل شارع بشكل واضح حتى يلتزم السائق بها فالموجود من هذه اللوحات غير كافي بدليل ان معظم السائقين لا يلاحظون السرعة المقررة في الشارع الذي يستخدمونه، فإن ايضاح ذلك يفرض الالتزام به. هذا المطلب يتفق مع المنطق ويحقق العدالة ويرفع الظلم الواقع على الناس بمضاعفة الغرامة مرة ومرتين دون أن يعلم صاحبها أصلاً بأن عليه مخالفة، والحجة بأنه يتعذر على ساهر معرفة هواتف أو جوالات أصحاب السيارات المخالفة حجة غير مقبولة لأن في الامكان الوصول إلى ذلك من خلال تحديد رقم هاتف أو هواتف لدى ادارة المرور في كل مكان ويطلب من أصحاب السيارات الاتصال بها واعطاؤهم أرقام السيارات المملوكة لهم ورقم جوال صاحبها، لأن أصحاب السيارات لا يمكن ان «يشموا على أيديهم» لمعرفة المخالفة عليهم وكل القوانين في الأرض لا يمكن ان تنزل بالعقاب على أحد دون ان تواجهه أولاً بالمخالفات التي ارتكبها، والتي تستوجب العقاب، وهذا الواقع القانوني يجعلنا نكرر الطلب بإلحاح بأن يتم إخطار المخالف لقوانين السير بسيارته بالمخالفة التي وقعت عليه وبعدها يعطى فترة سماح بعد الاخطار شهراً فإن لم يسدد هذه المخالفة ضوعفت عليه مرة ومرتين. نحن في المملكة العربية السعودية لم نبتدع ساهر وإنما نحن نقلناه من غيرنا، فكثير من الدول تطبقه قبلنا بسنوات طويلة وعلينا أن نستفيد من تجربتها. معظم الدول الأوروبية تطبق نظام الكاميرات الخفية التي تصور المخالفات ولا يستثنى من هذه الدول أحد لا يقوم بإخطار المخالف بوقوع الغرامة عليه، إما عبر الهاتف وإما عبر البريد، وفي هذه الحالة ترسل إليه مجموعة من الصور التي تثبت أن سيارته ارتكبت المخالفة في الموقع الذي وقعت فيه المخالفة، وموضحاً بهذه الصور اليوم والتاريخ والساعة التي وقعت فيها المخالفة وبعد هذا الاخطار يعطى مدة تختلف من دولة إلى أخرى قبل ان تضاعف غرامة المخالفة مرة ومرتين. دعوني أقلْ لكم بأن أبرز الدول التي تطبق الكاميرات لضبط المخالفات في الشوارع هي المملكة المتحدة، ولكنها لا تفرض الغرامة المرورية على صاحب السيارة المخالفة إلا بعد إخطار صاحبها بمخالفته لنظام المرور وما ترتب على ذلك من غرامة عليه بايضاح مقدارها واعطائه مهلة اسبوع لسدادها فإن لم يفعل تضاعفت عليه وإن مرّ اسبوع آخر تضاعفت للمرة الثانية. وتحديد المدة في بريطانيا بأسبوع راجع إلى أن صرف الرواتب هناك يتم اسبوعياً مما يترتب عليه ان يكون الايجار اسبوعياً ودفع الغرامات المرورية اسبوعياً، فالإنسان في بريطانيا له وعليه الدخل والصرف في الأسبوع، وضربت هذا المثل بالمملكة المتحدة حتى أدعو ساهر المطبق عندنا الاستفادة منه بحيث يستوجب عليه اخطار أصحاب السيارات بمخالفة سياراتهم وحجم الغرامة المفروضة عليهم .. ولما كانت الرواتب تصرف عندنا شهرياً فالأمر يتطلب أن يمنحوا مهلة شهر كامل لسدادها فإن فعلوا فلا تثريب عليهم وان تأخروا عن السداد حق لساهر ان يضاعف الغرامة عليهم، وان مضى شهر آخر ضوعفت مرة أخرى، وهذا المسلك يتفق مع المنطق القانوني الذي يستهدف العدل، ويستفيد من التجربة الإنسانية المطبقة عند غيرنا من الدول الغربية التي تتخذ من التكنولوجية العالية سبيلاً لها، واخترنا بريطانيا لتكون مثلاً لما نطالب به مع العلم ان الدول الغربية كلها لا تفرض العقاب إلا بعد الاخطار بالجرم سواء أكان جنحة كمخالفة السير، وسواء أكان جناية على مختلف درجاتها. أريد أن أقول بوضوح إن شوارعنا تحتاج إلى لوحات أكثر لتوضيح سرعة السير في كل شارع بشكل واضح حتى يلتزم السائق بها فالموجود من هذه اللوحات غير كافٍ بدليل ان معظم السائقين لا يلاحظون السرعة المقررة في الشارع الذي يستخدمونه، فإن ايضاح ذلك يفرض الالتزام به، وانني على ثقة بأن ساهر ليس هدفه تغريم الناس بقدر هدفه الرامي إلى تنظيم السير في الشوارع المختلفة، ولاشك ان ايجاد السبل للسير المثالي في الشوارع والذي ينسجم مع مفهوم قيادة السيارات يخفف من حدة العقاب لأن الالتزام بالقوانين المرورية لو وضحت لكل سائق لأصبح ساهر يعد نجوم السماء في الليل ويبحلق في الشمس بالنهار لعدم وجود مخالفات ترتكب في الشوارع المختلفة. هذا الاجراء في تنظيم السير على المدى القصير، أما على المدى الطويل فإنني أطالب بجانب حسن قيادة السيارة ان يجري اختبار شفوي وعملي على اشارات المرور في الشوارع ولابد أن ينجح في هذين الاختبارين الشفوي والعملي طالب رخصة القيادة بجانب نجاحه في قيادة السيارة، هذا المطلب لا ننفرد به نحن هنا في بلادنا وإنما الاقتراح جاء نقلاً عما هو مطبق في مختلف دول العالم الحضارية، ولما كنا بنظام ساهر نحاول ان نفرض الالتزام بقواعد المرور بأسلوب حضاري فإنه يتحتم علينا ان نأخذ بالسبل الحضارية المطبقة عند غيرنا من الدول المتقدمة التي جعلت الشوارع مسرحاً مرورياً يفهم تأثيثه كل من يسوق سيارة عليه عبر دراسة تتلازم مع دراسة قيادة السيارات لأنه لم يعد يكفي ان تعرف أن تقود السيارة، وإنما لابد أن تعرف كيف تتعامل مع الشارع بكل ما فيه من تأثيث للحركة المرورية، إن ما نطالب به ليس بدعة وإنما هو مطبق عند كل الدول الحضارية. إن العدل والإنصاف يجعلني أكرر ما سبق ان طالبت به من إخطار المخالف الذي ضبطه ساهر بالغرامة التي فرضت عليه ثم يمنح شهراً لسدادها فإن فعل فالحمد لله وإن لم يفعل ضوعفت عليه وإن مرّ شهر آخر ضوعفت مرة أخرى.