بالنسبة لعشاق النظام الذين يقلقهم تزايد نسبة ضحايا الحوادث المرورية في شوارعنا التي تعد من بين أعلى النسب الدموية في العالم إن لم تكن الأعلى على الإطلاق فإن (ساهر) يعتبر مشروعا نبيلا، أما بالنسبة لمن تصطادهم كاميرات (ساهر) الخفية ويعجزون عن سداد الغرامات المالية في الوقت المحدد ما يضطرهم فيما بعد لدفع الغرامة مضاعفة (أي الطاق طاقين) فإن (ساهر) يعتبر قاطع طريق!. وأنا أقف في المنتصف بين هؤلاء وأولئك، أشعر بوجود حاجة ماسة لنظام ساهر لردع مجانين السرعة والعابثين بالنظام المروي بشكل يهدد حياة الناس، ولكنني لا أشعر بالارتياح لمبدأ مضاعفة الغرامة في حال تأخر السداد، لذلك أعتبر (ساهر) قاطع طريق نبيل.. روبن هود الطريق الدائري مثلا!. لا شك أن المرور يهمه نجاح نظام ساهر لأن ذلك يساعده في فرض أنظمة السير في كل الشوارع وحماية الأرواح البريئة من الضياع، ولا شك أن أغلب الناس يهمهم أيضا فرض أنظمة مرورية متطورة لأنهم يعانون من الفوضى المرورية التي تصل إلى حد تهديد حياتهم في بعض الأحيان، ولكن ثمة فجوة نفسية واضحة بين نظام (ساهر) والجمهور، وأظن أن تجسير هذه الفجوة هو التحدي الأكبر الذي يواجه الإدارة العامة للمرور في السنة الثانية لنظام (ساهر). من وجهة نظر شخصية أرى أن إدارة المرور يجب أن تفكر جديا في إلغاء مبدأ مضاعفة الغرامات في حال تأخر المخالف بالسداد، لأن المخالف لن يطير وسيضطر يوما للدفع ما دامت أغلب معاملاته مرتبطة بتسديد الغرامات، ويمكن أن يفرض المرور غرامة بسيطة على التأخر في السداد أو على الأقل يمكنه أن يمدد مهلة السداد لعدة أشهر، وفائدة مثل الخطوة أنها توجه رسالة لقطاع عريض من الجمهور أن قيمة المبلغ المدفوع ليست مهمة بذاتها بل المهم هو معاقبة المخالف عن مخالفته بشكل يردعه عن تكرارها في المستقبل، وفي حال وجود سائقين يصرون على تكرار ارتكاب المخالفات الجسيمة فإن الغرامة المالية هنا لن تجدي نفعا بل يجب سحب رخصة هذا السائق المتهور لفترة من الزمن لأنه يشكل خطرا على حياته وحياة الناس. وكي يكتسب نظام ساهر مصداقية أكبر لدى الجمهور يجب أن لا يحل كبديل تكنولوجي لرجل المرور، فالعديد من دول العالم تطبق نظام مراقبة الطرق بالكاميرات وتفرض غرامات مالية على المخالفين، ولكن مثل هذا النظام يلقى شعبية أكبر وقبولا أوسع في الدول التي نجحت في تطبيق نظام مروري صارم في كل شوارعها، لأنه لا يصح أن تكون صارما في حدود عدسة الكاميرا وغير صارم في بقية أجزاء الصورة، فالصارم صارم لا يقبل القسمة على اثنين!. وأخيرا برغم تعاطفي مع شكاوى الأخوة الأعزاء الذين لا يحبون نظام ساهر، وخصوصا محدودي الدخل منهم الذين يعتقدون أنهم أضافوا اسمه إلى بطاقة العائلة لأنهم أصبحوا يصرفون على غراماته أكثر مما يصرفون على أبنائهم إلا أنني مؤمن أن وجوده ضروري لوقف حرب الشوارع، فقط أتمنى أن يتذكر رجال المرور أن النجاح الحقيقي لنظام (ساهر) لا يكمن في ضبط أكبر عدد من المخالفات المرورية بل في تقليصها إلى أبعد حد!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة