لم يستطع أبوعبدالله الاستمتاع مع أفراد عائلته أثناء جلوسهم في إحدى الواجهات البحرية بالمنطقة الشرقية نظرا لقيام بعض الشباب بتصرفات مزعجة دون مراعاة للمتنزهين من حولهم مؤكدا بأنه لا يتمنى أن يُحرم الشباب الاستفادة من المرافق العامة خصوصا وهم يعانون من عدة عوامل كالفراغ وقلة وسائل الترفيه إضافة لكلمة " للعائلات فقط " ، والتي سببت عقدا نفسية دون شك للشباب قد تساهم بقيامهم ببعض التصرفات والسلوكيات غير المسئولة والتي ترتكبها أيضا بعض العوائل كرمي المخلفات وتخريب المرافق العامة وعدم مراقبة أطفالهم الذين قد يقومون بتكسير الألعاب العامة أوقطع الاشجار مما يحرم الغير من الاستفادة من هذه المرافق التي انشئت لتخدم المجتمع ما حدا البعض بالمطالبة بتزويد المرافق العامة كالحدائق والواجهات البحرية بنظام "ساهر" لرصد المخالفين والمخربين لممتلكات الوطن . التخريب قبل الافتتاح شهدت بعض الحدائق التي تم إنشاؤها حديثا في مناطق مختلفة بالمنطقة الشرقية لتخريب وتكسير، فلم تدم فرحة أهالي مدينة سيهات بمحافظة القطيف طويلا بحديقة حي غرناطة والتي افتتحت مؤخرا لأن أيدي العابثين والمخربين طالتها مما أدى لتخريب الكثير من جمالياتها . ووصف البعض هذا التصرف من قبل الشباب المخرب بغير المسئول ساعده في ذلك الفراغ وغياب الرقيب مطالبين في نفس الوقت أن يكون هناك عقاب صارم للمخربين ليرتدع كل من تسول له نفسه القيام بمثل هذه التصرفات . العائلات تحرم أطفالها المتعة خوفًا على حياتهم التخريب يطال كل المرافق وطالب رئيس مجلس حي غرناطة " أسعد المشرف " في حديثه ل"الرياض" الجهات الأمنية بتكثيف دورياتها وخصوصا السرية للوقوف على ما يقوم به بعض الشباب المستهتر وغير المبالي من تخريب وإزعاج إضافة للتجمع بشكل غير حضاري على أبواب الحديقة، مما جعل الكثير من أولياء الأمور يخشون على أبنائهم من الذهاب للحديقة كما أن محاولات العديد من رجالات الحي بنصح الشباب باءت بالفشل كما قوبلت بردود سلبية لا تشجعهم على مواصلة النصح . ويضيف " رغم أن الحديقة أنشئت قريبة جدا من المنازل ليستفيد منها أكثر عدد ممكن من العائلات إلا أن تجمع الشباب بالقرب منها ساعد على عزوف الكثير من العوائل خصوصا السيدات الراغبات بالتنزه مع أطفالهم ". وتحدث عضو المجلس البلدي بالقطيف " عيسى المزعل " أن المجلس سبق ونفذ حملة توعوية بعنوان "القطيف الجميلة "وتهدف للمحافظة على المرافق والممتلكات العامة منوها أن دور التوعية الأكبر يقع على العائلة والمدرسة من خلال خلق ثقافة المحافظة على البيئة والممتلكات العامة . ويؤكد المزعل ان هناك تقصيراً كبيراً من قبل المواطن في توعية أبنائه إضافة للتبليغ عن جميع المخالفين والمخربين بحجة العاطفة، وهذا ما ساهم بزيادة حالات التخريب من قبل الشباب المستهتر. تكسير وإتلاف يطال مقتنيات الحدائق عدسة زكريا العليوي وطالب عدد من المواطنين بضرورة زرع كاميرات مراقبة من قبل البلدية أو الشرطة للرجوع لها متى ما حدث اي تخريب متعمد من قبل المستهترين والعابثين أسوة بنظام "ساهر" والذي ساهم بتهذيب القيادة في الطرقات السريعة . العائلة ودورها يتسبب أهمال الكثير من الآباء والأمهات في عدم ترسيخ المفاهيم الصحيحة عند ابنائهم بكيفية التعامل مع المرافق العامة كالحدائق والمدرسة والطريق، يتسبب في إنشاء جيل مستهتر وغير مبال للمصلحة العامة ، حيث ذكر الباحث الاجتماعي " يحيى القلاف " بأن أولى خطوات المحافظة على الممتلكات العامة تكمن في تربية الأبناء على تعاليم ديننا الحنيف الذي يحثنا على الاعتناء بالممتلكات العامة وكأنها من الممتلكات الخاصة ، مع التأكيد عليهم بأن حب الوطن لا يتم إلا من خلال المحافظة على بيئة وممتلكات هذا البلد الذي يسعى جاهدا لتوفير كافة الخدمات للمواطن والمقيم . الحدائق للجميع والكل يأمل الاستفادة منها ويضيف القلاف " هناك صور مختلفة ومتعددة في التخريب للمرافق العامة كرمي المخلفات بعد الانتهاء من الجلوس في المتنزهات بما يساعد على انتشار الحشرات الضارة والقوارض إضافة لتعمد البعض لإتلاف دورات المياه العامة أو أسوار الحدائق وألعاب الأطفال وتقطيع الأشجار المزروعة في مختلف الطرق والواجهات البحرية والحدائق والمتنزهات، والتي قد يكون أحد أسبابها هو الاجواء العائلية غير المستقرة والتي قد تنعكس على سلوكيات الابناء سواء داخل المنزل او خارجه . تجمعات شبابية أكثر ما يسبب الضيق للعائلات عند توجهها للواجهات البحرية هوالتجمعات الشبابية خصوصا من هواة السيارات الرياضية والدراجات النارية والتي تتسبب بإغلاق الكثير من الطرق إضافة لقيام بعض المتهورين للاستعراض وقيادة دراجاتهم النارية على المسطحات العشبية والممرات المخصصة للمشي ما يشكل خطرا كبيرا للعائلات وهواة المشي إضافة للاطفال ، وهذا ما دعى الكثير من العائلات لهجر بعض المواقع التي تشتهر بتجمع الشباب المتهور الذي لا يراعي الذوق العام . وتؤكد " ام خالد " في حديثها ل"الرياض" بأن خوفها على اطفالها جعلها تخشى الذهاب بهم للوجهات البحرية التي يتجمع فيها هواة الدراجات النارية الذين يتخذون من الممر المخصص للمشي مضمارا للسباق والاستعراض بطريقة متهورة جدا ما يدعو للتساؤل عن الكيفية التي يفكر بها هؤلاء الشباب المراهق وكيف سيتصرف اي منهم في حال تفاجأ بطفل صغير يلعب ويجري دون انتباه للدراجة النارية المسرعة . الدراجات النارية خطر على المتنزهين ويعلق الشاب " احمد السماعيل " الذي يحرص على مزاولة رياضة المشي على كورنيش القطيف بأن الممارسات الصبيانية التي يمارسها بعض الشباب غير المسئول سببت تعكير صفو المتنزهين وتعريضهم للخطر خصوصا أيام العطلات الاسبوعية حيث يتحول كورنيش القطيف مرتعا للمتهورين من اصحاب الدراجات النارية غير النظامية ، وهو ما يدعو لضرورة ايقاع عقوبات صارمة بحقهم نظرا لتعريضهم حياتهم والآخرين للخطر . ويطالب السماعيل بتخصيص مواقع مخصصة للشباب لممارسة هواياتهم وسط اجواء تراعي السلامة والامان منعا لحدوث أي إصابات إضافة لاتاحة المجال للعائلات للاستمتاع بالمرافق المتوفرة دون ازعاج الشباب المتهور . حرق ألعاب الأطفال .. من المستفيد ؟