مع قرب إجازة الطلاب وازدياد حاجتهم للمتنزهات، أبدى كثير من أهالي منطقة حائل مخاوفهم المتفاقمة من عدم إمكان حصولهم وعائلاتهم على المتعة والاستجمام في المرافق العامة هذا الصيف، بسبب بروز ظاهرة خطرة، ألا وهي العبث والإضرار بالحدائق والمتنزهات في المدينة التي تتكرر بشكل يومي من مجهولين. وعلى رغم القبض أخيراً على شبان مُتهمين بتخريب تلك المرافق عبر إحراق ملاعب الانجيلة الاصطناعية في الحدائق وإتلاف ألعاب مخصصة للأطفال، ووجود وعود بتطبيق أشد العقوبات في حق كل من يتسبب في مثل تلك المشكلات، وإحالتهم إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات المناسبة حيالهم. وذكر الشاب طلال العلي (26 عاماً) أن العبث بالحدائق والمتنزهات العامة في منطقة حائل بات ظاهرة لافتة في الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد قيام أمانة المنطقة بالتوسع في إنشاء واستحداث الكثير من حدائق الأحياء، وانه شاهد خلال تجوله مع أسرته في احدى الحدائق ثلاثة شبان يتلفون أعشاباً وألعاباً مخصصة للأطفال، في حين شاهدت شابين آخرين يحرقان ملعب كرة قدم، ويتعاونان على نزع أرضيته، مطالباً الأمانة بتفعيل عقوباتها على العابثين، من خلال فرض غرامات مالية عالية، والتشهير بهم. وطالب المعلم علي الغبيني أمانة المنطقة بمراقبة الحدائق من خلال وضع حراس امن بداخلها على مدار الساعة، وقال: «الحدائق والمتنزهات بحاجة للمتابعة والصيانة بشكل مستمر، ويجب على مسؤولي الأمانة تفعيل دور مراكز الأحياء لإقامة برامج ومحاضرات توعوية، تحث الشبان خصوصاً المراهقين منهم على أهمية الاهتمام والمحافظة على الممتلكات العامة من العبث والتخريب»، مشيراً إلى أهمية دور فرع وزارة الشؤون الإسلامية في مكافحة هذه الظاهرة السلبية، عبر توجيه خطباء الجوامع لتقديم النصح والإرشاد بأهمية هذه المرافق في خطب الجمعة. وأشار أسامة العتيق إلى أنه تم العبث بحديقة الرواد على رغم أنها لم تفتتح إلا قبل خمسة أشهر فقط، من خلال تكسير مصابيح الإنارة بداخلها وتخريب الألعاب وتحطيم المقاعد وإتلاف محتوياتها وتشويه جمالياتها، وأن دخول بعض المراهقين للمتنزهات بالدراجات النارية سبب خطورة على الأطفال وإزعاجاً لجميع مرتاديها، لافتاً إلى أن بعض المقيمين صاروا يتاجرون بتأجير تلك «الدبابات» الخطرة على صغار السن في مقابل مبالغ طائلة، وأنه لا توجد مصليات في حدائق ومتنزهات حائل كافة وفي بعضها لا توجد حاويات نظافة كافية. وتشدد الطالبة الجامعية نوف الخالد على أهمية قيام المدرسة بدورها على الوجه المطلوب من خلال تعزيز الحس الوطني للفئات غير المبالية والتي تعبث بالمرافق العامة. من جانبه، لفت إمام احد المساجد بندر الشمري إلى أن ابرز الحلول للحد من تلك الظاهرة السلبية هو تعزيز السلوك الايجابي لدى الشبان والمراهقين، وتوعيتهم بعدم العبث بالمرافق العامة، من منطلق أن الدين الحنيف حثّ على إماطة الأذى عن الطريق، وجعل الثواب والأجر لفاعله، ما يجسد قمة المشاركة الجماعية التي تذيب المواطن في جسد الجماعة وتحفزه على التعاون مع الجهات الأمنية للإبلاغ عن العابثين. وذكرت ريم الأحمد أن متنزه الأمير سعود يتعرض للعبث والتخريب بشكل يومي، وكل يوم يمر عليه يصبح بحال أسوء من اليوم السابق، وأصبح مرتعاً للمراهقين الذين باتوا يشكلون مصدر قلق لزوار المتنزه خصوصاً العائلات، مشيرة إلى أنهم يجمعون حاويات النظافة ليشكلوا نقاط تفتيش بحيث لا يمكن لأي مرتاد أن يمر من دون أن يستوقفوه، متسائلة عن أسباب غياب وجود شرطة المنطقة وهيئة الأمر بالمعروف وأمانة المنطقة ومراقبيها في حماية وصيانة الحدائق. وكان أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن، وجّه بإحالة جميع العابثين في الممتلكات العامة، ممن يتم ضبطهم أو القبض عليهم، بالتعاون مع الدوريات الأمنية، إلى المحكمة الشرعية، لمحاكمتهم شرعاً، وتطبيق الجزاءات والغرامات المنصوص عليها في اللائحة البلدية، لقاء الأضرار والعبث. كما وجّه بتكثيف الدوريات الأمنية على تلك المواقع بين الحين والآخر حيث أكد مدير العلاقات العامة والإعلام في أمانة منطقة حائل بشير السميحان أنه ستتم محاسبة كل من يحاول الإساءة والعبث والتخريب في تلك المرافق، وإحالة كل من يتم القبض عليه إلى الشرع، ولن تتنازل الأمانة عمن يتم ضبطهم. وأضاف أن هناك تنسيقاً مشتركاً مع الجهات الأمنية لضبط مرتكبي مثل هذه الحوادث، وأن هناك رقم الطوارئ الخاص بالأمانة (940) يتم من خلاله استقبال البلاغات، وأن دور الأسرة يظل الأهم في مثل هذه الحالات، إذ يجب على أولياء الأمور غرس مفاهيم المحافظة على الممتلكات العامة في أبنائهم. وذكر مدير الحدائق والتجميل في الأمانة المهندس عبدالمحسن المطير ل«الحياة» أن كثيراً من الحدائق والمتنزهات العامة في المنطقة، تتعرض بين الحين والآخر لعبث فئة غير مدركة لأهمية ما يتم عمله وإنجازه في توفير وسائل الترفيه والراحة لمرتادي تلك المواقع، إذ وصل مستوى العبث إلى الحرق والإزالة والتكسير في منشآت ترفيهية ودورات مياه، وسرقة وسائل الترفيه، وهو ما يكلف الأمانة ملايين الريالات، من أجل إعادة تأمين وإصلاح وصيانة ما تم العبث فيه، مشيراً إلى أنه جرى التعميم على البلديات الرئيسية والتابعة في المحافظات والمجمعات القروية عامة في المنطقة، لتكثيف الرقابة على المنتزهات للتوصل للمتورطين، تمهيداً لتمكين الجهات الأمنية من القبض عليهم وإحالتهم إلى الشرع. من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي باسم شرطة المنطقة العقيد عبدالعزيز الزنيدي ل«الحياة» أن هناك وجوداً أمنياً من الدوريات الأمنية، وشعبة التحريات والبحث الجنائي، وهي معنية بالأماكن المهمة ومواقع المتنزهات والمرافق العامة. وبين أنه لا يستبعد وجود مثل تلك التصرفات العبثية مثلما يلاحظ من تشويه في الأماكن العامة، وأنه في حال رصد أحد المخربين يتم القبض عليه لإحالته للشرع. يذكر أن أمانة المنطقة سبق أن نسقت مع بعض الجهات المعنية مثل الشرطة وإدارة التعليم والشؤون الإسلامية لحث المواطنين وتوعيتهم للمحافظة على الممتلكات العامة.